ليز تراس تلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: سأقود بريطانيا جديدة نحو عصر جديد
ستدعو رئيسة الحكومة البريطانية ليز تراس، اليوم الأربعاء، في أول خطاب لها على الساحة الدولية، الديمقراطيات لتسخير التعاون فيما بينها وتقييد الاستبداد ومنح النمو الاقتصادي والأمن الأولوية وإنهاء الاعتماد على المستبدّين.
ويفترض أن تعلن تراس في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم التزام رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 لمواجهة التحديات العسكرية الجديدة.
وأعلن "داونينغ ستريت" أنّ تراس ستسخّر خطابها اليوم لتحذير زملائها القادة الديمقراطيين من مغبّة التهاون "عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن قيمنا" في وجه التهديدات التي تمثّلها الدول الاستبدادية ومحاولاتها "تقويض الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم".
ومن المتوقّع أن تحدّد تراس رؤيتها لـ"عصر جديد أكثر تنافسية" يتطلّب تعاوناً غير مسبوق بين الديمقراطيات من أجل "القتال دفاعاً عن مثلنا العليا". وهذه المعركة تبدأ "بضمان امتلاك المملكة المتحدة وشركائها للأسس الاقتصادية القوية التي يحتاجونها في تقييد الاستبداد" عبر "جذب النمو وتأييد الاستثمار والمشاريع والترحيب بأفضل المواهب من جميع أنحاء العالم ومكافأة الابتكار".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد غرّد، مساء أمس الثلاثاء، قائلاً: "سئمت وتعبت من نظرية الاقتصاد الانسيابي، نحن نبني اقتصاداً من الأسفل إلى الأعلى"، وإن كان "داونينغ ستريت" قد استبعد تماماً أن تكون تراس هي المستهدفة في تغريدته، إلا أنّ التعليق يؤكّد حجم الاختلافات السياسية بين الزعيمين قبل ساعات من لقائهما المرتقب، حتى وإن حاولت تراس اليوم ربط إصلاحاتها الاقتصادية اليمينية، بما في ذلك التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود، بحتمية مواجهة الاستبداد الروسي.
I am sick and tired of trickle-down economics. It has never worked.
— President Biden (@POTUS) September 20, 2022
We're building an economy from the bottom up and middle out.
ولضمان "مواكبة الهيكل الدبلوماسي والعسكري والأمني للمملكة المتحدة للتهديد المتطور الذي تشكله الدول المعادية"، ستطالب تراس وفقاً لـ"داونينغ ستريت"، بتحديث المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية للمملكة المتحدة.
وكانت هذه المراجعة قد نشرت، في مارس/آذار العام الماضي، أي قبل الغزو الروسي، ووصفت حينها على نطاق واسع بأنها "ميل نحو آسيا"، إلا أن أزمة أوكرانيا استدعت إعادة التفكير.
وسيقود المستشار الخاص لرئيسة الوزراء للشؤون الخارجية والدفاع، جون بيو "عملية داونينغ ستريت" لتحديث المراجعة، بما "يضمن الاستثمار في القدرات والتحالفات الاستراتيجية التي نحتاجها للوقوف بحزم ضد الإكراه الذي تفرضه القوى الاستبدادية مثل روسيا والصين". ومن المتوقع أن يُنشر التحديث نهاية العام الجاري.
ويقول "داونينغ ستريت" إنّ تراس ستضمن "من خلال الاستثمار في منظومة الدفاع بشكل صحيح، الحفاظ على مكانة المملكة المتحدة كجهة أمنية فاعلة ورائدة في أوروبا، حتى نكون مستعدين للدفاع عن السلام والازدهار والحرية في جميع أنحاء العالم. تماماً كما فعلنا في أوكرانيا".
كذلك يتوقّع أن تشير تراس، خلال كلمتها، إلى مجموعة الدول السبع والشركاء الآخرين وإلى أهمية "أن يكونوا بمثابة حلف شمال الأطلسي الاقتصادي وأن يدافعوا بشكل جماعي عن ازدهارنا وأن يهبّوا لمساعدة أي شريك يستهدفه نظام عدواني".
يُذكر أنّ اللقاء الذي جمع تراس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الثلاثاء، في نيويورك، لم يأتِ على ذكر أيٍّ من المسائل العالقة بين البلدين كأزمة الحدود والهجرة وترتيبات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقد اقتصر الحديث، وفقاً للبيان الذي أرسله "داونينغ ستريت" على "أهمية العمل على إنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية" و"الاستمرار في التظاهر بأنّ ابتزاز (فلاديمير) بوتين الاقتصادي بشأن إمدادات الطاقة والغذاء لن ينجح".
وستستعير تراس بضع أفكار من خطاب الحرب الباردة لمارغريت تاتشر، بحسب "داونينغ ستريت"، إذ ستقول: "كان يمكن ما حدث في عام 2022 أن يكون قصة دولة استبدادية تدحرج دباباتها على حدود جار مسالم وتخضع شعبه، لكن بدلاً من ذلك، كانت قصة قتال ومقاومة لاستعادة الحرية، وبريطانيا ملتزمة هذه القصة بشكل كامل".