كان اليوم الأول بالنسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة وزعيمة "حزب المحافظين" ليز تراس حافلاً وماطراً، استهلّته بالسفر إلى اسكتلندا للقاء الملكة إليزابيث الثانية في قصر "بالمورال"، حيث نُصّبت، اليوم الثلاثاء، رسمياً رئيسة للوزراء، ثم عادت إلى مقر الحكومة في "داونينغ ستريت" لتلقي الكلمة الأولى لها في جوّ ملبّد بالغيوم يهدّد باقتراب عاصفة جديدة.
وشهد جدول أعمال تراس بعض الارتباك اليوم بسبب حالة الطقس غير المتوقعة، ما أخّر عودتها إلى لندن ودفع العاملين في "داونينغ ستريت" إلى تغطية المنبر الجديد المخصّص لتراس لحمايته من الرطوبة. وبدت تراس في كلمتها الأولى تلك متعبة بعض الشيء ومختصرة، لكن واضحة الأفكار والوعود.
وبدأت تراس، وهي الأولى من بين الزعماء المحافظين التي تفوز بالقيادة دون دعم غالبية نواب حزبها، كلمتها بالتذكير بإرث سلفها بوريس جونسون وبتعداد إنجازاته من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى سياسته في مواجهة الجائحة إلى موقفه من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت "الخطة الجريئة" التي سبق لها أن تحدثت عنها قبل فوزها بزعامة المحافظين، والتي تهدف إلى "تنمية الاقتصاد" عبر خفض الضرائب وتعزيز النمو والاستثمار. وتعهدت تراس أيضاً بالتعامل "المباشر" مع أزمة ارتفاع أسعار الطاقة التي "سبّبتها حرب بوتين على أوكرانيا".
أزمة القطاع الصحي كانت أيضاً من ضمن ما تحدثت عنه تراس، متعهدة بإصلاح القطاع الطبي وبالعمل على تأمين مواعيد المرضى مع الأطباء في أسرع وقت ممكن، بعدما شهد هذا القطاع الحيوي تراجعاً كبيراً ونقصاً هائلاً خلال الأشهر الماضية. وختمت كلمتها بالقول إن الشعب البريطاني أقوى من العاصفة مهما بلغت قوتها، وإنها واثقة من "أننا سنتجاوز هذه العاصفة معاً وسنعيد بناء اقتصادنا".
ومن المتوقع أن تبدأ تراس بتشكيل حكومتها منذ الآن، على أن تُعلَن المناصب الرفيعة مساء اليوم، وتستكمل المناصب الأخرى يوم غد.