ليبيا: تشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية بشأن المقابر الجماعية في ترهونة

04 ابريل 2021
استخراج 139 جثة من مقابر ترهونة (حازم تركيا/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية الليبية، اليوم الأحد، تشكيل لجنة لمعالجة ملفات ومطالب أهالي مدينة ترهونة بشأن المقابر الجماعية والمفقودين، وذلك بعد ساعات من انتهاء زيارة أجراها رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، للمدينة، التي تقع جنوب شرق العاصمة طرابلس، وتعهده بتلبية مطالب أهلها.
وقال المكتب الإعلامي للوزارة، في بيان، إن اللجنة تشكلت بقرار من رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، بعد زيارته لمدينة ترهونة، أمس السبت.
وبحسب بيان المكتب الإعلامي، فقد واتخذت الوزارة كافة الإجراءات القانونية وفق اختصاصها فيما يتعلق بالبلاغات عن المفقودين وأماكن المقابر المحتمل وجود ضحايا بها.
من جهته، تعهد وزير الداخلية، خالد مازن، الذي كلّف برئاسة اللجنة، بتكثيف جهود الأجهزة الأمنية وتسريع وتيرة أعمال التعرف على المفقودين وفتح باقي المواقع المتوقع بأن تكون بها مقابر جماعية. 

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الوزير أكد على ضرورة ملاحقة الجناة ومرتكبي جرائم المقابر الجماعية، والجرائم الجنائية في الداخل والخارج الصادرة في حقهم أوامر قبض من النائب العام. 


وكان الدبيبة قد تعهد، أمس، بتحقيق العدالة لأهالي ضحايا المقابر الجماعية بترهونة، والتي خلفتها مليشيات الكاني التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، خلال زيارة قام بها للمدينة أمس السبت؛ للوقوف على أحوالها.
وأوضح المكتب الإعلامي للحكومة أن الدبيبة قام بتعزية أهالي الضحايا، مستمعاً لمطالبهم التي تمثلت في تسريع وتيرة التعرف على المفقودين، واكتشاف باقي الأماكن المتوقع أن تحوي مقابرَ جماعية، إضافة لإنشاء محكمة مختصة بالنظر في هذه الجرائم.
وأكد الدبيبة خلال لقائه بأهالي المدينة أن تلبية مطالبهم مهمة في طريق المصالحة، مضيفاً أن وزارتي العدل والداخلية ستطلعان بمهامهما في هذا الشأن.


وكانت رابطة أهالي ضحايا ترهونة قد عبرت عن استيائها الشديد لصمت الحكومة عن جرائم المقابر التي خلفتها العصابات التابعة لمليشيات حفتر، واصفة هذا الصمت بالمخيف.
وأعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين الحكومية عن تسجيل 350 مفقودا من مدينة ترهونة ضمن سجلاتها، مشيرة إلى أن فرقها تعمل بشكل مكثف بالمدينة للبحث عن مقابر جماعية جديدة. 
وحول المقابر المكتشفة، أوضحت أن أعمال البحث فيها واستخراج الرفات لا تزال مستمرة. وأكدت أنه "تم استخراج 139 جثة من مقابر المدينة". 

وبعد استعادة قوات حكومة الوفاق السابقة سيطرتها على مدينة ترهونة، في يونيو/حزيران العام الماضي، أبلغ أهالي المدينة عن عثورهم على عشرات الجثث في مقابر جماعية قامت بحفرها مليشيات حفتر، لدفن معارضيها. 
وعقب إعلان حكومة الوفاق عن تقديمها طلباً رسمياً للأمم المتحدة، في أغسطس/آب الماضي، للمساعدة في التحقيق في حادثة المقابر الجماعية، دخلت القضية حير الاهتمام الدولي، مع مطالبة العديد من المنظمات الدولية بضرورة التحقيق في الحادثة والكشف عن الجناة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي إدراج مليشيات الكاني ضمن قوائم عقوباتها. 
يشار إلى أن بقايا مليشيات الكاني، التي كانت تسيطر على ترهونة وتعد من أبرز مكونات قوات حفتر أثناء هجومه على طرابلس، قد غادرت ترهونة إلى مناطق الشرق الليبي بعد انكسار الهجوم، ولا تزال تتخذ من المباني العسكرية ومدينة تابعة لحفتر في بنغازي واجدابيا مقرات لها. 

المساهمون