لودريان يستكمل جولته في لبنان: استطلاع مواقف بلا أفكار جديدة

13 سبتمبر 2023
من لقاءات لودريان بمسؤولين لبنانيين (فرانس برس)
+ الخط -

يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين، لليوم الثاني، في إطار بحث الملف الرئاسي، وأزمة الشغور المستمرّة، منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسبل إنهاء الفراغ، وإعادة تحريك المؤسسات السياسية، من دون أن يطرح أي مبادرة جديدة، مكتفياً بالاطلاع على مواقفهم، ولا سيما حول مواصفات الرئيس وبرنامجه، وموقفهم من الحوار، خصوصاً المتضمن في مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري.

وعقد لودريان سلسلة من اللقاءات اليوم، الأربعاء، أبرزها مع رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، علماً، أن الأنظار تبقى متّجهة إلى الاجتماعات التي سيعقدها مع نواب القوى والأحزاب المعارضة لـ"حزب الله"، الذين كان لهم موقف شديد اللهجة من رسالته التي طالبهم فيها بإرسال إجابات خطية حول مواصفات الرئيس وبرنامج العهد الجديد، فرفضوا الردّ عليها كتابةً.

كذلك، ترفض القوى المعارضة، ولا سيما "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، و"الكتائب اللبنانية" برئاسة النائب سامي الجميل، أي حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية و"فق الأطر الديمقراطية الدستورية"، وتعارض تالياً مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري، التي حازت بدورها على تأييد الموفد الفرنسي، علماً، أن "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب جبران باسيل، الذي يتقاطع مع هذا الفريق على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور رغم فتحه حواراً ثنائياً مع "حزب الله"، يميل إلى قبول "حوار بري"، شرط أن يليه جلسات انتخاب مفتوحة.

وضمن المواقف السياسية المُعلَنة بعد لقاء لودريان، قال النائب السابق وليد جنبلاط، وكان من مؤيدي ترشيح أزعور، بوجه مرشح "حزب الله"، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، إن "وجهة نظرنا مختلفة عن وجهة نظر حزب القوات اللبنانية، إذ نفضّل وجهة نظر الرئيس بري والموفد الرئاسي الفرنسي القائمة على الحوار"، مؤكداً في المقابل، "أننا لم نتبلغ بعد أي موعد لعقد جلسة الحوار، وكل شيء في وقته".

وأكد جنبلاط، في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، حول ما إذا كان لودريان يدعم فرنجية للرئاسة، أننا "لم ندخل بالأسماء، ولا تدخلوني بلعبة الأسماء"، مشيراً، إلى أن "بعض الفرقاء المحليين لا يريدون حلّاً".

من جهته، قال رعد إن الحديث تطرق إلى المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي، وطرح الرئيس بري يصبّ في السياق عينه، ويكمّل المساعي الفرنسية بهذا الصدد.

وأشار مصدرٌ نيابي في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "حزب الله يؤيد الحوار بين اللبنانيين ويرى أن التوافق أساس، لا بل السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية"، نافياً في المقابل اتهام المعارضة له بمحاولته فرض مرشحه للرئاسة، مشيراً، إلى أن "هذه القوى بالذات تتعاطى بمنطق إقصائي إلغائي ولا تريد أن تتحاور لا بل تعرقل جميع مساعي الحلّ".

ولفت المصدر إلى أن "لودريان لم يطرح مبادرة جديدة أو يؤيد أسماء محدّدة أو يضع فيتو على شخصيات معينة، بل أكد أن هذا شأنٌ داخليٌّ لبنانيٌّ، وعلى اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم، وأن فرنسا تدعم مسار التوافق في البلاد، وتؤيد كل مسعى يصبّ في هذا الإطار، وهي مستمرّة في متابعتها ملف الرئاسة اللبناني".

وقال بري، أمس الثلاثاء، إن وجهات النظر متطابقة مع لودريان بأن لا سبيل إلا الحوار للخروج من الازمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاحٌ حالياً لمن يريد مصلحة لبنان.

وأشارت السفارة الفرنسية في بيروت، في بيانٍ لها، أمس الثلاثاء، إلى أن لودريان سيجري محادثات "تندرج في سياق المبادلات التي أجراها، خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات السياسية الفاعلة الممثلة في البرلمان، والتي انتخبها اللبنانيون، والتي تتحمّل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية".

وقالت إنه "سيتطرق في ظل ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حالياً، مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان، وسد الفراغ المؤسسي".

المساهمون