لقطات على هامش الجنازة المرتقبة للملكة إليزابيث الثانية

14 سبتمبر 2022
جنازة الملكة إليزابيث الثانية تضاهي العمليات العسكرية الكبرى (Getty)
+ الخط -

وصل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى قصر باكنغهام في لندن، بعد نقله جوّاً من إدنبرة مساء أمس الثلاثاء، على أن ينقل بموكب يقوده سلاح المدفعية الملكية والحصان الملكي إلى قاعة وستمنستر بعد ظهر اليوم الأربعاء، لتبدأ الطقوس المرتبطة بمشاهدة النعش وإلقاء تحية الوداع.

ومن المتوقّع أن يصل عدد الساعات التي سيمضيها المتجمهرون في محيط وستمنستر ليمكّنوا من إلقاء نظرة على نعش الملكة إلى 33 ساعة متواصلة.

آلاف البريطانيين ينتظرون إلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث الثانية (Getty)
آلاف البريطانيين ينتظرون إلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث الثانية (Getty)

وأمضى الآلاف ليلة أمس في أرتال طويلة جداً، وسط مطر غزير لم يتوقف طوال الليل، فيما أرسلت المؤسسة الخيرية لرئيس أساقفة كانتربيري مئات العلب من البيتزا لتوزيعها على المحتشدين، إضافة إلى مشروبات ساخنة تحفّف من رطوبة الطقس.

مطار هيثرو يشارك في طقوس التشييع

وأعلن مطار هيثرو صباح اليوم الأربعاء عن قراره تعليق رحلاته بعد ظهر اليوم أثناء مراسم نقل جثمان الملكة من قصر باكنغهام إلى وستمنستر احتراماً للموكب المرافق للملكة.

ومن المتوقّع بالتالي أن تتعطّل كل الرحلات التي كان من المفترض أن تعبر سماء لندن بين الساعة الثانية والرابعة من بعد ظهر اليوم. وأرفق مطار هيثرو بيانه باعتذار "لكل من تسبّبت هذه التغييرات بقلقلة يومهم ورحلاتهم"، إلا أن "الاحترام يقتضي أن يخيّم الصمت وسط لندن تزامناً مع عبور الموكب المشيّع".

الجنازة تضاهي العمليات العسكرية الكبرى

وفي السياق، صرّح الخبير العسكري إدوارد سترينجر لـ"سكاي نيوز" بأنّ عمليات التنظيم المرافقة لجنازة الملكة تشبه إلى حدّ بعيد "العمليات العسكرية الكبرى"، ومن المتوقع مشاركة ما يصل إلى 6 آلاف جندي.

وكان الجيش البريطاني قد نشر صوراً لفرق بأكملها ترتدي الزي الرسمي، وتجري تدريبات مستمرة منذ أربعة أيام لضمان عدم حدوث أي خطأ يوم الجنازة. هذا إضافة إلى تدريبات أخرى والكثير من الإجراءات التي تتضمنّها خطة الجنازة المجهّزة منذ عقود لتحقيق المستوى الأمني المطلوب، وسط توقّعات بمشاركة الملايين في الجنازة المرتقبة يوم الإثنين المقبل.

ويقول سترينجر إن الجزء المتعلق بالحفاظ على أمن قادة دول العالم سيتطلّب وصولهم في نفس التوقيت ووجودهم في نفس المبنى وفي نفس المدينة، أي لندن، وهو أمر غير مسبوق.

من سيحضر الجنازة ومن سيمنع من المشاركة؟

ستكون جنازة الملكة إليزابيث الثانية يوم الإثنين المقبل واحداً من أكبر التجمعات الملكية والسياسية التي تستضيفها المملكة المتحدة منذ عقود، إذ من المتوقع أن يصل نهاية الأسبوع ما لا يقلّ عن 500 من رؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والفكرية.

وبحسب هيئة البث البريطانية "بي بي سي" سيطلب من أغلب القادة الوصول على متن رحلات تجارية، على أن يتم نقلهم بالحافلات بشكل جماعي من موقع ما غرب لندن. وسيقام التشييع في "وستمنستر آبي"، الذي يتسع لـ 2500 شخص.

ستكون جنازة الملكة إليزابيث الثانية يوم الإثنين المقبل واحداً من أكبر التجمعات الملكية والسياسية التي تستضيفها المملكة المتحدة منذ عقود

وبالإضافة إلى مشاركة أفراد من العائلات الملكية من جميع أنحاء أوروبا، لا سيما من تجمعهم بالملكة صلة دم، أكّد ملك بلجيكا فيليب وزوجته الملكة ماتيلد أنهما سيحضران. كما أعلنت العائلات الملكية في إسبانيا والنرويج والسويد والدنمارك عن تلبيتها الدعوة.

بدوره أكد البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيشارك في مراسم التشييع مع السيدة الأولى جيل بايدن، إلا أنهما لن يخضعا لترتيبات القصر المتعلقة بركوب الحافلات انطلاقاً من غرب لندن.

وبحسب "بي بي سي"، فإنّ التكهنات ترجّح أن يكون بعض الرؤساء السابقين مدعوّين أيضاً مع عائلاتهم كالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وصرّح مكتب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بأنه لم يتلق دعوة للمشاركة. وسيحضر أيضاً الكثير من قادة الكومنولث، ومن بينهم رؤساء الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، والنيوزيلندية جاسيندا أرديرن، والكندي جاستن ترودو.

وكانت صحيفة ذا تلغراف قد نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إنّ المملكة المتحدة وجّهت دعوات لكل البلدان التي تربطها علاقات دبلوماسية معها باستثناء روسيا بسبب غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، وبيلاروسيا بسبب سماحها لموسكو باستخدام أراضيها للغزو ولإطلاق الصواريخ.

بينما لم توجّه دعوة لميانمار بسبب اضطراب العلاقات بين البلدين منذ إطاحة الجيش حكومة أونغ سان سو تشي في انقلاب العام الماضي، وما تبعها من اعتقال المجلس العسكري الحاكم لسفير بريطاني سابق وتوسيع لندن العقوبات المفروضة على المجلس العسكري لميانمار. بينما اقتصرت الدعوة الموجّهة إلى إيران على شخص السفير فقط.

نيويورك تايمز تنشر انتقاداً لاذعاً بحق الملك الجديد

في غضون ذلك، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الثلاثاء، مقالاً مطوّلاً عن ثروات الملك تشارلز الثالث وعن الإعفاءات الضريبية والحسابات المصرفية الخارجية والاستثمارات العقارية التي أضحت بمليارات الدولارات.

واتّهمت الصحيفة الملك تشارلز بتحويل الممتلكات الملكية إلى محفظة بمليارات الدولارات، خلال نصف قرن من الزمن.

وكتبت الصحيفة: "كملك، سيتولى تشارلز حقيبة أمه ويرث حصة من الثروة الشخصية الهائلة. وبينما يدفع البريطانيون 40% ضريبة للميراث فإنّ الإرث الذي حصل عليه الملك تشارلز معفى من الضرائب".

كذلك اتّهمت الصحيفة العائلة المالكة بالانفصال عن الواقع عبر تكديس الثروات خلال العقد الماضي، في الوقت الذي واجهت فيه بريطانيا تخفيضات موجعة في الميزانية، حيث ارتفعت مستويات الفقر وتضاعف الجوع.

9+5

وقالت في هذا السياق: "اعتلى تشارلز الثالث العرش في الوقت الذي تنهار فيه البلاد في ظل أزمة غلاء معيشة غير مسبوقة".

100 موظّف في "كلارنس هاوس" يعيشون أقسى لحظات الخوف

وتلقّى ما يقارب المائة موظّف في "كلارنس هاوس"، وهو مقرّ الملك تشارلز الثالث عندما كان أميراً، إشعاراً بنهاية الخدمة لما وصف بـ"فائض الحاجة"، إذ ستنتقل مكاتب الملك تشارلز وزوجته كاميلا إلى مقرّهما الجديد في قصر باكنغهام.

ونقلت صحيفة ذا غارديان عن بعض الموظّفين تعبيرهم عن غضبهم، هم الذين أمضى بعضهم عقوداً في الخدمة، بينما عمل بعضهم الآخر أياماً بلياليها خلال الأسبوع الماضي، "فهل هكذا نُكافأ؟"، يتساءل أحد الموظّفين.

وجاء في الرسالة التي نشرها كبير مساعدي الملك تشارلز كلايف ألدرتون أنّ "التغيير في دور رئيسنا سيعني أيضاً تغييراً في أسرتنا"، إلا أنّ هذا التغيير في "الأسرة" يتزامن مع أزمة معيشية غير مسبوقة وارتفاع موجع بأسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة، بينما أعمال الحكومة البريطانية معلّقة ومشلولة منذ ما يقارب أكثر من شهرين، بداية بسبب السباق إلى "داونينغ ستريت" ثم بسبب وفاة الملكة. 

اعتقالات احتجاجاً على الملكية

أكثر من عشرة حوادث اعتقالات "هزّت" الرأي العام في بلد الحريات إضافة إلى توجيه اتهامات بـ"الإخلال بالأمن والسلام" لأربعة أشخاص في اسكتلندا، استناداً إلى المادة الخامسة التي تتيح للشرطة اعتقال أي شخص من المحتمل أن يتسبّب بمضايقة ما.

وكل حالات الاعتقال التي شهدتها شوارع أكسفورد وإدنبرة ولندن كانت لأشخاص يحملون لافتات بيضاء كتبت عليها عبارات تنتقد "النظام الملكي" وليس الملكة إليزابيث الثانية شخصياً، إضافة إلى حالة واحدة اعترض فيها المتظاهر على اعتلاء تشارلز الثالث العرش خلفاً لوالدته، متسائلاً: "من الذي انتخبه؟".