أظهر مقطع فيديو ما يبدو أنه عدم ارتياح أثناء لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف، اليوم الثلاثاء، بينما كان بوتين يتفقد تدريبات عسكرية واسعة النطاق في أقصى الشرق الروسي، على بعد آلاف الأميال من الحرب في أوكرانيا.
وعرضت خدمة (زفيزدا) للأخبار العسكرية مقطعاً لبوتين وجيراسيموف وهما يدخلان مقراً للمراقبة ويجلسان محتفظين بمسافة كبيرة بينهما، ويلزمان الصمت بطريقة تشي بعدم الارتياح أثناء انتظار وصول وزير الدفاع سيرجي شويجو.
ومرر جيراسيموف أصابعه بين خصلات شعره ثم رتب أوراقاً، بينما أمسك بوتين منظاراً لتقريب الرؤية وأخذ ينظر من خلاله، وفي لحظة من اللحظات أومأ بوتين برأسه إيماءة سريعة في إشارة لموافقته على تعليق ما من جيراسيموف.
ولفتت لغة الجسد الغريبة بينهما أنظار محللين سياسيين وعسكريين، إذ علقوا عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب رئيس الوزراء السويدي السابق، كارل بيلت، على تويتر "من الواضح أن بوتين لا يريد حتى التحدث مع قائد القوات المسلحة الروسية".
Would anyone describe this is a happy and confident trio? Putin obviously doesn’t even want to talk with the commander of the 🇷🇺 armed forces. pic.twitter.com/gfgcXfIPwy
— Carl Bildt (@carlbildt) September 6, 2022
وفي مقطع فيديو منفصل، ظهر بوتين مبتسماً وهو يمازح وزير دفاعه، اليوم الثلاثاء، بينما كان جيراسيموف يتحدث عبر الهاتف.
ولم يكن جيراسيموف يظهر تقريباً في العلن خلال 195 يوماً من الحرب الروسية في أوكرانيا، مما أثار تكهنات حول علاقته مع بوتين وحتى في بعض الأحيان بشأن صحته. وواجهت روسيا حالة من الجمود الفعلي للقتال، بينما تتكبد خسائر فادحة في القوات والعتاد، بعد أن استولت على حوالي 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا.
وبالمضي في إجراء التدريبات التي تقام كل أربع سنوات، يبعث بوتين على ما يبدو رسالة مفادها أن الجيش الروسي قادر على إدارة الأعمال بشكل اعتيادي.
وتقول وزارة الدفاع إنه لا يشارك في التدريبات، التي انطلقت في الأول من سبتمبر/أيلول، سوى 50 ألف عسكري، في تراجع كبير من 300 ألف شاركوا في نسخة 2018. ويقول محللون عسكريون غربيون إنهم يعتقدون بأن الرقمين مبالغ فيهما.
وتشارك في مناورات (فوستوك)، التي تعني الشرق، قوات من الصين والهند، لكن من غير الواضح ما إذا كانت وحدات من هذه الدول شاركت في القسم الذي تفقده بوتين.
ونشرت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء مقطعاً مصوراً للشق البحري من التدريبات يظهر فيه أسطول المحيط الهادئ الروسي وهو يتدرب على إطلاق صواريخ كروز من طراز (كاليبر)، قالت إنها أصابت بنجاح هدفاً على بعد أكثر من 300 كيلومتر.
وأجرت سفن قتالية روسية وصينية أمس تدريباً على التصدي لهجوم جوي معاد باستخدام أنظمة مدفعية الدفاع الجوي.
وروسيا هي أكبر مورّد للمعدات العسكرية للهند، التي مضت في المشاركة في التدريبات، رغم إعلان الولايات المتحدة قبل أيام أن لديها مخاوف بشأن أي دولة تشارك في مثل هذه المناورات مع روسيا حالياً.
وتقول موسكو إن المناورات تجري بمشاركة وحدات عسكرية ومراقبين من كل من الجزائر ولاوس ومنغوليا ونيكاراجوا وسورية، فضلاً عن ست جمهوريات سوفيتية سابقة.
(رويترز)