لقاء وزيري خارجية مصر وتركيا: الاقتصاد قاطرة استعادة العلاقات

18 مارس 2023
من لقاء مولود جاووش أوغلو وسامح شكري اليوم (محمد الشاهد/الأناضول)
+ الخط -

بات تطبيع العلاقات المصرية-التركية، مسألة وقت، من المرجح أن يكون قصيراً، نظرا للاحتياجات والأهداف الاقتصادية للطرفين، رغم استمرار الاختلاف على قضايا مهمة، منها الأزمة الليبية، وغاز المتوسط، وملفات معارضة النظامين في البلدين، وفقاً لمعلومات خاصة حصل عليها "العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقده وزيرا خارجيتي البلدين في القاهرة.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي استضاف نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم السبت في مصر، أن المشاورات التي أجراها معه ستكون "المسار لاستعادة العلاقات مع تركيا في كافة المناحي"، معلناً أن "مرحلة جديدة بدأت، سيكون لها وقعها وأثرها الإيجابي على شعبي البلدين، تؤدي إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة".

وتُعدّ زيارة جاووش أوغلو الأولى التي يجريها وزير خارجية تركي إلى مصر منذ 11 عاماً.

وقال شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي: "تناولنا في مباحثات تخطت الساعتين، كافة قضايا العلاقات الثنائية، والأوضاع الإقليمية، والتحديات التي نواجهها، وكانت مباحثات معمقة وشفافة وصريحة، بحكم ما نراه من أهمية لهذه العلاقات".

وأضاف: "بالتأكيد هناك إرادة سياسية من قبل رئيسي البلدين، عندما اجتمعا بالدوحة، وتم تكليف وزيري الخارجيتين بإطلاق المسار، والوصول للتطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات السنوات الماضية، وبالتأكيد نحن ننظر إلى الأمام وإلى ما يعود بالنفع على البلدين خلال المراحل المقبلة".

وقال: "واثقون بأن ما يربطنا من أواصر صلبة من مصاهرة وتواصل ثقافي هو الذي يعطينا الثقة بأن هذا المسار سيصل بنا قريبا وسريعا إلى الغرض والنتيجة المرجوة في كلّ من البلدين، في إطار استعادة زخم هذه العلاقات وقوتها".

وتابع الوزير المصري: "نتطلع لاستمرار التواصل والتنسيق مع معالي الوزير، وفتح قنوات التواصل ما بين الأجهزة الحكومية، واستمرار عملنا بشكل كثيف حتى نصل إلى ما نتطلع إليه سوياً من استعادة هذه العلاقة الهامة".

وقال: "تحدثنا في الخطوة التي يؤدي إليها هذا المسار، وتكون مؤشراً لتناولنا كافة القضايا، ووجود الأرضية والتفاهم المشترك"، مشيراً إلى "وجود قدر من التفاهم في ما يتعلق بكافة مناحي العلاقة، وهو توقيت استعادة العلاقات على مستوى السفراء".

وأكد شكري أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تنقطع في أي مرحلة، "فالعلاقات الدبلوماسية كانت دائماً قائمة، وهناك تمثيل لمصر في أنقرة وتمثيل لأنقرة في القاهرة، والعمل قائم على استعادة العلاقات على مستوى السفراء"، مستطرداً: "تباحثنا في هذه الجزئية أيضاً، وسوف نأتي إليها في التوقيت الملائم وفقاً لما يأتي به هذا المسار من نتائج إيجابية".

وأكد "إيجاد رؤية مشتركة حول العديد من المواضيع، بشأن كيفية إطلاق العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً، واتصالاً بالرؤية تجاه الكثير من القضايا الإقليمية، وكيفية العمل والتنسيق المشترك للوصول لنتائج تأتي في صالح كل من البلدين".

ومن جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إنه ناقش مع نظيره المصري سامح شكري، خلال مباحثات جرت بينهما اليوم في القاهرة، "عودة السفراء في أقرب وقت"، مضيفاً: "اعتباراً من الآن، سنتخذ خطوات لعودة العلاقات لطبيعتها مع مصر.. العلاقة بين الدولتين تاريخية ويجب تعزيزها".

وأوضح الوزير التركي أنه ناقش مع شكري تطورات العديد من الأزمات الإقليمية، ومنها سورية وليبيا والعراق، قائلاً "سنتعاون مع مصر في عدة قضايا إقليمية"، مؤكداً أن زيارته لمصر، والتي تأتي لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، لن تكون الأخيرة، ففي الفترة المقبلة "ستكون هذه الزيارات متعددة وكثيرة"، داعياً نظيره المصري لزيارة تركيا من جديد، بعد الزيارة الأخيرة التي تفقدا خلالها المناطق المنكوبة جراء الزلزال المدمر.

ووجه جاووش أوغلو الشكر لمصر على الدعم الذي قدمته خلال الزلزال الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى، قائلاً "نود أن نشكر الدولة المصرية شعباً وحكومة، نظراً للتعاون والتضامن الذي قدموه، ولن ننسى هذه المواقف المشرفة تجاه ما حل بتركيا"، مشيراً إلى أن "مصر كانت من أولى الدول التي وقفت معنا في كارثة الزلزال".

وأكد الوزير التركي أن هناك مباحثات لتسهيل عقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي.

وكشف جاووش أوغلو عن أن تركيا طلبت من مصر الانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط، الذي دشنته مصر مع اليونان وقبرص، ويضم عدداً من الدول الإقليمية حالياً.

كما لفت جاووش أوغلو إلى أن هناك استثمارات كبرى مشتركة مع مصر، وحض الشركات التركية على مضاعفة استثماراتها هناك، آملاً في زيادة التعاون الاقتصادي مع مصر.

وقال وزير خارجية تركيا إن العلاقات مع مصر شهدت فتوراً، "لكننا نسعى لعودتها إلى مسارها القوي".

وعقد الوزيران جلسة مباحثات ثنائية، وترأسا بعدها جلسة مباحثات ضمّت الوفدين المصري والتركي، وتمّ تناول مختلف أوجه العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وفي 27 فبراير/ شباط الماضي، أجرى شكري زيارة تعزية وتضامن إلى تركيا عقب كارثة الزلزال، والتقى جاووش أوغلو.

يذكر أن تركيا كانت قد أعلنت، في مارس/ آذار 2021، استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر. كذلك وجهت وسائل الإعلام المعارضة العاملة على أراضيها بتخفيف النبرة تجاه القاهرة.

وفي 5 و6 مايو/ أيار 2021، زار وفد تركي، برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، القاهرة، في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات "استكشافية" مع مسؤولين مصريين بقيادة نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا، لبحث التقارب وتطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التقى الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح كأس العالم في العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت قناة "إكسترا نيوز" التابعة للشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، المملوكة لجهاز المخابرات العامة المصري، إن "قمة مصرية تركية عقدت بين الرئيسين السيسي وأردوغان على هامش افتتاح كأس العالم".

المساهمون