كشفت سلطة البث الإسرائيلية أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، بحث أمس الثلاثاء مع قادة المخابرات المصرية التعاون المشترك في المجالات الأمنية والاستخبارية.
وفي تقرير نشره موقعها اليوم الأربعاء، أشارت سلطة البث إلى أن كوهين بحث مع نائب رئيس المخابرات المصرية، ناصر فهمي، في منتجع شرم الشيخ بشكل خاص التعاون في مجال "محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف، خصوصاً في شبه جزيرة سيناء وتأمين حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر".
وهو ما أكده مصدر حكومي مصري مطلع قال لـ"العربي الجديد" إن اجتماع شرم الشيخ يعتبر الأهم من نوعه منذ عدة سنوات، وأنه ناقش تنسيق ملفات أمنية وسياسية، وأخرى تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، وبحث أيضاً إمكانية تنظيم زيارة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى مصر قريباً.
ونقل المراسل السياسي لسلطة البث، شمعون عيران، عن فهمي قوله إن مصر "معنية بدفع التعاون مع إسرائيل في جميع المجالات إلى الأمام وأنها ستعمل على تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية والمجالات الأخرى مع إسرائيل".
وفي السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير نشرته في عددها الصادر اليوم أن كوهين قاد في زيارته وفدا كبيرا ضم ممثلين كبارا عن العديد من الوزارات وشركات القطاعين العام والخاص في إسرائيل، مشيرة إلى أن الوفد شارك في لقاء مع مسؤولين ورجال أعمال مصريين.
ونوهت الصحيفة إلى أن هدف اللقاء، الذي شارك فيه 60 من رجال الأعمال الإسرائيليين والمصريين، بحث إمكانية زيادة مجالات التعاون الاقتصادي بين الجانبين لكي تتجاوز مجالي الغاز والنسيج.
وكشفت الصحيفة عن أن أحد المشاركين في اللقاء مع الجانب المصري كان رامي ليفي، مالك شركة "شيفوك هشيكما"، وهو أحد كبار المستثمرين في المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن الوزير كوهين قوله إن شرم الشيخ تعد "آمنة" بالنسبة للسياح الإسرائيليين وأنه سيعمل على إخراج المنتجع من قائمة المناطق الخطرة التي تحذر سلطات تل أبيب من القيام بزيارتها.
وعقد اللقاء المعلن الوحيد بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي ونتنياهو في نيويورك عام 2017 خلال مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث زار نتنياهو السيسي في مقر إقامته حيث كان علم مصر فقط وراءهما.
وفي أغسطس/ آب 2018 نشرت الصحف العبرية أن نتنياهو سافر سراً إلى مصر في مايو/ أيار من العام ذاته والتقى السيسي وتشاركا في مأدبة إفطار رمضانية بحضور مستشارين من الجانبين.
وفي يوليو/ تموز 2019 تعمد نتنياهو أن يعلن عن سابقة عقد "لقاءات" مع السيسي خلال احتفال السفارة المصرية في تل أبيب بثورة 23 يوليو/ تموز 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي، حيث وصفه بـ"الصديق العزيز" وقال: "في لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته. السلام بين إسرائيل ومصر بمثابة حجر الزاوية للاستقرار".
وقبل ذلك في يوليو/ تموز 2016 أوفد السيسي وزير خارجيته سامح شكري إلى القدس للقاء نتنياهو، حيث اجتمع الاثنان لمدة طويلة وشاهدا سويا نهائي كأس الأمم الأوروبية.
وفي الفترة بين توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية في أبريل/ نيسان 2016 بما تضمنه من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وحتى إقرار الاتفاق بقرار جمهوري نشر رسميا في أغسطس/آب 2017 جرت اتصالات ومكاتبات عديدة بين السيسي ونتنياهو للحصول على مباركة إسرائيلية للاتفاق، ووثقت بعض هذه المكاتبات في الجريدة الرسمية للحكومة المصرية وقت نشر القرار الجمهوري.