لعمامرة ينوب عن تبون في القمة الأفريقية: لماذا خفضت الجزائر مستوى تمثيلها؟

06 فبراير 2022
يُلقي لعمامرة اليوم كلمة في القمة الأفريقية نيابة عن تبون (Getty)
+ الخط -

خفضت الجزائر مستوى تمثيلها في القمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي، التي تنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وانطلقت أمس السبت، إلى مستوى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، الذي ينوب عن الرئيس عبد المجيد تبون.

وألقى لعمامرة كلمة باسم الرئيس تبون بصفته منسق الاتحاد الأفريقي لقضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، أكد فيها أن "المعركة ضد الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن كسبها في غياب مقاربة متكاملة ترتكز على شقين، وهما مكافحة الجماعات المتطرفة وجهود القضاء على التطرف على وجه أخص".

وأشار إلى أن "الجزائر تقترح وضع مقاربة أفريقية لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، مع الأخذ في الحسبان حالة عدم الاستقرار التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، وكذا تفاقم التهديد الإرهابي والتهديدات الأخرى المشابهة على العديد من المناطق في القارة".

وعلى الرغم من أهمية القمة بالنسبة لبعض الاستحقاقات الإقليمية التي تهم الجزائر، بما في ذلك الأزمة في مالي، ومسألة الوساطة بين باماكو ومجموعة دول غرب أفريقيا، وملف الوساطة في أزمة سد النهضة، بالإضافة إلى الملف الأبرز والمتعلق بسحب صفة "مراقب" في الاتحاد الأفريقي من إسرائيل، فإن الرئيس تبون فضّل عدم المشاركة بشخصه. 

وكانت الجزائر تشارك في الغالب بمستوى رئيس الجمهورية أو إيفاد رئيس الحكومة (بعد عام 2014) نيابة عن رئيس الجمهورية، حتى آخر قمة عُقدت في فبراير/شباط 2020، شارك فيها الرئيس تبون. 

وعلى الرغم من أن مؤتمر القمة الأفريقية قد يكون مناسبة تتيح للرئيس الجزائري لقاء عدد من رؤساء الدول الأفارقة وقادة منظمات إقليمية لبحث ملفات غاية في الأهمية، فإن الرئيس تبون فضّل إرجاء هذه اللقاءات إلى القمة الأوروبية الأفريقية المقررة في بروكسل في الـ16 من فبراير/شباط الجاري.

لكن بعض المراقبين السياسيين الذين تحدث إليهم "العربي الجديد"، بينهم الكاتب في الشؤون السياسية حسن خلاص، يبدون قلقهم من أن يكون خيار الجزائر خفض مستوى التمثيل في القمة مرتبطا بمخاوف الجزائر من اصطدام المساعي الدبلوماسية لطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي، بكواليس ومواقف دول أفريقية تجاه هذا الملف، على غرار المغرب والغابون وتوغو وكينيا التي تدافع عن العلاقات الأفريقية الإسرائيلية، الأمر الذي يحتم على خبراء الهيئة الاستشارية القانونية للاتحاد الأفريقي المطالبة بتعديل بنود القانون التأسيسي للاتحاد، ووضع نظام يضع معايير محددة لمنح صفة "مراقب" للدول غير الأفريقية.

من جانبه، قال الكاتب والإعلامي محمد إيوانوغان إن مشاركة الرئيس تبون في القمة الأفريقية كانت ستعزز من إسهام وبروز الجزائر كقوة سياسية مؤثرة في أفريقيا، بعد فترة غياب عن القمم الأفريقية منذ عام 2014، خاصة أنه تم تعيين الرئيس الجزائري تبون عضواً في لجنة تضم سبعة رؤساء دول تتولى النظر في ملف سحب صفة "مراقب" من إسرائيل في الاتحاد. 

لكن الباحث في الشؤون السياسية عمار صيقة يعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن خلفيات عدم مشاركة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد ترتبط بعدم مشاركة رؤساء كبرى الدول الأفريقية، كمصر وجنوب أفريقيا. وأضاف أنه "طالما أن كبرى الدول لم يحضر رؤساؤها، فإنه لم يكن هناك داعٍ لمشاركة تبون شخصيا، إضافة إلى أن خيار التمثيل بوزير الخارجية لعمامرة، بدلا من رئيس الحكومة، مرتبط بالخبرة والحضور الأفريقي للعمامرة مقارنة برئيس الحكومة".

وسيمثل الإخفاق في طرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي أمراً مزعجاً للجزائر وجنوب أفريقيا، اللتين تقودان حملة الطرد، لا سيما مع الحضور البارز في الفترة الأخيرة لوزير الخارجية الجزائري لعمامرة في المشهد الأفريقي وخبرته في كواليس الاتحاد الأفريقي. 

المساهمون