أكد المحامي عدنان المسالمة الناطق الرسمي باسم "لجنة المفاوضات في درعا البلد" في حديث لـ"العربي الجديد"، ليل الخميس- الجمعة، أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن بين اللجنة المركزية في درعا البلد من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري برعاية روسية من جهة أخرى، واصفاً المحادثات بين الطرفين بـ "المخاض التفاوضي العسير".
وقال المسالمة "إن ما حدث اليوم في درعا البلد؛ أن بعض الأهالي الذين ذاقوا الويلات بسبب قصف قوات النظام والميليشيات المساندة لها، بالإضافة للجوع والعطش نتيجة الحصار الشديد الذي فرضته قوات النظام على الأهالي، طلبوا ترحيلهم إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وذلك بسبب عدم تحمل الظروف الصعبة والمأساوية في درعا البلد جراء الحصار والقصف".
وأوضح المتحدث باسم لجنة المفاوضات أنه "إذا استمر الحال لفترة أطول سيكون هناك مجاعة حقيقية في الأحياء المحاصرة داخل درعا البلد"، منوهاً إلى أن "جميع الأهالي استنفذوا المؤن والطعام الذي كان بحوزتهم، وخاصة أن درعا البلد لا يوجد فيها لا كهرباء ولا طحين ولا مياه".
وأضاف المسالمة: "إذا أُصيب أي مدني في الأحياء المحاصرة، ممكن أن تؤدي إصابته إلى الوفاة، لأنه لا يتوفر العلاج والأدوية بسبب الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام".
وكان 50 شخصاً بينهم عوائل، قد خرجوا عصر الخميس، ضمن حافلات التهجير القسري من الأحياء المحاصرة في درعا البلد، من معبر حي سجنة باتجاه مناطق الشمال السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية، ومن المتوقع أن تصل تلك الحافلات إلى معبر "أبو الزندين" الذي يُسيطر عليه "الجيش الوطني" المعارض شرق محافظة حلب، فجر الجمعة.
من جهة أخرى، دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون، ليل الخميس، بين مجموعات عسكرية تتبع لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة، ومجموعات أخرى من "الجيش الوطني" المعارض والموالي لتركيا من جهة أخرى، على محاور جبهات القتال في كلٍ من الدغلباش بالقرب من مدينة الباب، وكلجبرين بالقرب من مدينة أعزاز، والشيخ عيسى بالقرب من مدينة مارع شمال شرق حلب.
وقالت مصادر عسكرية في "الجيش الوطني" لـ "العربي الجديد" إن "عناصر ميليشيا قسد حاولوا التسلل من ثلاثة محاور على مواقع للجيش الوطني شمال شرق حلب"، مؤكدةً أنه "تم صد محاولات التسلل الثلاث، وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف عناصر المجموعات التي كانت رأس حربة في تلك المحاولات"، مضيفاً أن "مدفعية الجيش التركي قصفت أكثر من ثمانية مواقع وثكنات عسكرية لميليشيا قسد في محيط مدينة الباب، ومحيط الشيخ عيسى شمال شرق المحافظة".
في سياق منفصل، شن مجهولون هجوماً بالأسلحة الرشاشة، مساء الخميس، على حاجز عسكري لـ "قسد" بالقرب من الطريق العام في مدينة الشحيل شرق محافظة دير الزور شرقي سورية، دون ورود معلومات عن وقوع جرحى ضمن الحاجز.
وأوضحت مصادر من أبناء المنطقة لـ "العربي الجديد"، أن دورية أمنية تابعة لـ"قسد" داهمت عدة منازل للأهالي بالقرب من الحاجز المستهدف عقب الهجوم، في محاولة للعثور على منفذي الهجوم وإلقاء القبض عليهم.