يجول وفد "حزب الله" اللبناني، برئاسة النائب محمد رعد، على المسؤولين الروس في موسكو، لـ"البحث بآخر المستجدات على صعيد لبنان والمنطقة"، في عنوانٍ عريض وشامل يُستخدم لتوصيف زيارة لافتة من حيث التوقيت، تطرح علامات استفهام كبيرة حول الأبعاد الحقيقية لها، وخلفيّاتها.
ولفت الباحث اللبناني في الشؤون السياسية والعسكرية، عمر معربوني، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "ليس هناك من صورة واضحة عن طبيعة الزيارة التي بدأها وفد "حزب الله"، أمس الأحد، إلى موسكو، وتفاصيلها، لكن يمكن القول إنها ليست بزيارة عادية أو تقليدية، فهي تشكّل تطوراً في طبيعة العلاقة بين الحزب وروسيا خلال العشرين سنة الماضية، والتي تطوّرت أكثر في العقد الأخير على المستويَيْن الأمني والعسكري، ولا سيما بعد دخول الطرفين الحرب في سورية، إذ قطعت شوطاً كبيراً في التناغم والتماهي في الرؤية المشتركة حول مجموعة من المسائل المرتبطة بالصراع في المنطقة، وانسحب ذلك أيضاً تطوراً في العلاقة السياسية".
ويرى معربوني أنّه "تبعاً للمواقف والتصريحات الروسية، لا أعتقد أن الروس في واردِ الخروج بمبادرةٍ، إلّا إذا قمنا بعملية ربطٍ لما يحصل في الإقليم، من اليمن إلى العراق، إلى سورية، ولبنان، وفلسطين المحتلة، خصوصاً أن روسيا تذهب في هذه المرحلة باتجاه تثبيت مواطئ القدم التي استطاعت أن تحصل عليها، وخصوصاً في سورية، للانطلاق منها إلى تثبيتها في مناطق أخرى من العالم"، مشيراً إلى أنّ "الأمور ربما تخرج ببيان يحمل عناصر قد تنعكس إيجاباً على لبنان، رغم أن الوضع يشهد تعقيدات كبيرة ليس بمقدور الجانب الروسي إيجاد حلولٍ أحادية لها، إلّا إذا حصل تعاون ما بين الولايات المتحدة وروسيا في المرحلة المقبلة".
وعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحضور نائبه ميخائيل بوغدانوف، اليوم الاثنين، لقاءً مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والوفد المرافق له، في موسكو، وُصِفَ بـ"الودّي والصريح".
وقال النائب رعد إنّ "اللقاء تطرّق إلى تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وكيفية تثبيت الاستقرار وتعزيز الإنجازات التي تحققت بفعل مواجهة الإرهاب في سورية ولبنان، وما يمكن أن تقومَ به روسيا بدعمٍ للشعوب الصديقة في المنطقة، وخصوصاً لبنان".
وعرض وفد "حزب الله" مع الوفد الروسي، الذي ضمّ طاقم وزارة الخارجية، في لقاءٍ دام أربعين دقيقة، بحسب ما أعلنت قناة "المنار" التابعة للحزب، الوضع الحكومي في لبنان، و"حرص "حزب الله" على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وفق ما يعبّر عن إرادة الشعب اللبناني، وهو مفتاح الاستقرار وبداية معالجة الأزمات".
عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحضور نائبه ميخائيل بوغدانوف، اليوم الاثنين، لقاءً مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والوفد المرافق له، في موسكو، وُصِفَ بـ"الودّي والصريح"
ويؤكد مصدر دبلوماسي روسي، لـ"العربي الجديد"، أنّ روسيا تهتم بالشأن اللبناني، و"تعيره اهتماماً كبيراً، ولا سيما في ظلّ ما يحصل من تفاقم للأزمات، وهي تلتقي في مواقفها مع بعض الدول المهتمة بملف لبنان، لناحية الوضع الدقيق الذي تمرّ به البلاد، وانعكاساته الخطيرة على الشعب اللبناني، وهي تحثّ المسؤولين السياسيين في كلّ اللقاءات أو المحادثات الهاتفية، على ضرورة تسريع تشكيل الحكومة، لما لها من أهمية على صعيد الاستقرار السياسي الذي ينسحب على الأمن والاقتصاد، لكنها، في المقابل، تبقي مواقفها في إطار النصائح، ولا تتدخل في الشأن اللبناني".
ولفت المصدر إلى أنّ روسيا تبدي دائماً استعدادها لمساعدة لبنان، حتى على الصعيد الصحي، ولكنها تحث المسؤولين على الخروج من حال الجمود، وإزالة العراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة.
حكومياً، أصدرت كتلة "التنمية والتحرير" النيابية، برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بياناً بعد اجتماعها الدوري، دعت فيه المعنيين بتأليف الحكومة إلى "وقف التراشق الإعلامي والإقلاع عن المضاربات السياسية، والتوقيع على المراسيم، والتخلي عن أي رهان على الوقت أو على متغير إقليمي".
وكذلك، دعت الكتلة المعنيين إلى "التخلي عن رمي كرة المسؤولية من ملعب الى آخر، والمبادرة فوراً إلى فتح قنوات الحوار والتلاقي لإزالة كافة العراقيل التي تعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان مما يتهدّد وجوده، تكون مؤلفة من اختصاصيين وفق ما نصت عليه المبادرة الفرنسية، لا يشكل أعضاؤها استفزازاً لأحد، تراعي الميثاقية والمناصفة، لا ثلث معطل فيها لأي طرف من الأطراف، وتكون ممراً إلزامياً لمنع انهيار هيكل الوطن فوق الجميع".
وحذّرت الكتلة من تكرار محاولات قطع الطرق الدولية، وخصوصاً تلك التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب، والتي تُحسَب عليهم، وذلك من قبل من اعتبرتهم "يختبئون وراء المطالب المحقة لتنفيذ أجندات مشبوهة".
وعلى الصعيد ذاته، يستمرّ قطع الطرقات في لبنان، شمالاً، وجنوباً، وبقاعاً، وفي العاصمة بيروت، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي وصل اليوم الاثنين في بعض المناطق إلى 14 ألف ليرة، وانعكس سريعاً على أسعار السلع والمواد الغذائية، التي حلقت عالياً، ما أثار غضب المواطنين، وكرر مشاهد الإشكالات داخل السوبرماركت على المواد المدعومة، والتي تعمل بعض المحال على تخزينها وتهريبها وبيعها بأسعار مرتفعة من دون أي تدخل جدي من قبل المعنيين، في ظل التسعير اليومي من قبل السوبرماركت.
وعمد بعض المحال التجارية والغذائية في عددٍ من المناطق اللبنانية اليوم إلى إقفال أبوابها، اعتراضاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، والخسائر الكبرى التي يتعرضون لها، وعجزهم عن تسعير البضائع.
وعشية جلسة مجلس النواب التي تبحث، غداً الثلاثاء، إقرار السلفة المطلوبة لشراء الفيول، بعد تحذير وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر من "العتمة الشاملة"، دخل محتجون إلى مكتب مؤسسة "كهرباء لبنان" في طرابلس شمال لبنان، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي والأزمة المزمنة في القطاع رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليه، والفساد المستشري داخله.