خرج المعاون السياسي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري النائب علي حسن خليل، ظهر اليوم الاثنين، بالردّ الرسميّ "الأول" على كلمة رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، وذلك قبيل ساعات على الموقف المنتظر من أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، الذي طاوله الهجوم الأكبر على لسان حليفه، قبل أن يفرض عليه معادلة "تفاهم مار مخايل" (6 فبراير/شباط 2006) أو "الثنائية الشيعية".
ورد علي حسن خليل تهم التعطيل وهدر المال العام إلى شباك باسيل، كما صوَّب على "مؤسس التيار" ورئيس الجمهورية ميشال عون بأنه ضمن أمراء الحرب (الحرب الأهلية في لبنان 1975 – 1990) أو "ربما ملكهم"، كما ومُعطِّل البلد كرمى لعيون "الصهر"، وبتهجير نصف المسيحيين في زمانه، كما رد إليه تهمة وضع بري القوانين في الجوارير، مؤكداً أن عون هو الذي يؤخر الكثير منها.
وفي معرض ردّه على ما اعتُبِرَ فرض باسيل معادلة الحفاظ على التفاهم مع "حزب الله" مقابل فك الارتباط مع "حركة أمل"، قال علي حسن خليل "نعتزّ بالثنائي الوطني الذي تحمّل مسؤولية الدفاع عن لبنان والدفاع عن قيام الدولة ومؤسساتها، ونحن ملتزمون بهذا التوافق والتكامل حماية للدولة ومؤسساتها، وهو ثنائي لن يعرضه كلام تحريضي لأيّ اهتزاز".
وأضاف "إيماننا عميق بأنه لولا المقاومة لما كانت هناك دولة، ولكانت إسرائيل في العاصمة وحولها، ونحن لم نسخّر الوحدة الشيعية إلا في سبيل المصلحة الوطنية، ولا عدو لنا سوى إسرائيل، والخصومة السياسية كانت وتبقى تحت سقف العلاقة الوطنية".
وعمد علي حسن خليل، أمس الأحد، إلى الإعلان عن مؤتمره الصحافي، مع ذكر تفاصيله بالتوقيت ظهر اليوم والمكان في مقر قيادة حركة "أمل"، في بئر حسن – بيروت، على الرغم من أنه مدعى عليه في قضية انفجار مرفأ بيروت وصادرة بحقه مذكرة توقيف غيابية، كانت النيابة العامة التمييزية طلبت من قوى الأمن الداخلي تعميمها، ويفترض دخولها حيز التنفيذ مع انتهاء عقد دورة مجلس النواب العادية في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
سنعقد مؤتمراً صحفياً نتناول خلاله الأوضاع العامة عند الساعة 12 من ظهر يوم غد الإثنين في مقر قيادة حركة أمل-بئر حسن
— Ali Hassan Khalil (@alihasankhalil) January 2, 2022
ووضع الناشطون إعلان علي حسن خليل برسم القوى الأمنية معتبرين خطوته بمثابة تحدٍّ فاضح للدولة وأجهزتها، وللقرارات القضائية التي عطل "حزب الله" و"حركة أمل" (برئاسة بري) جلسات الحكومة بهدف نسفها وتطيير المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.
فقط في لبنان:
— lucien bourjeily (@lucienbourjeily) January 3, 2022
مطلوب للعدالة، بمذكرة توقيف غيابية عن مجزرة قتلت مئات الضحايا، يعقد مؤتمر صحافي مباشر على الهواء في مكان وزمان معروف والاجهزة الامنية متواطئة، مجرمة وفاسدة ولا تتحرك. @LebISF #اجهزة_على_مين ؟#مافيات_وحاكمين #كلن_يعني_كلن pic.twitter.com/q3khdfPpbh
#Lebanon
— Rula El Halabi (@Rulaelhalabi) January 3, 2022
Dear @LebISF
A person wanted for justice will be holding a press conference at 12 at the headquarters of Amal Movement, Bir Hassan
An arrest warrant has been issued earlier against him & those responsible of the #BeirutBlast that killed 229 innocent lives#ManOfGoodWill pic.twitter.com/kYH0YFKAmk
مؤتمر صحافي لايف لشخص صدر بحقه مذكرة توقيف هو اعلان صريح بأن ثمة من بات يريد الحكم بالقوة وفرض عدالته الخاصة من دون ان يأبه بما يفكره الاخرون. تصرفات كهذه لا تفعلها الا المافيا.
— Nizar SAGHIEH (@nsaghieh) January 3, 2022
الرئيس الظل
وتوجه علي حسن خليل إلى باسيل، الذي يعتبره "الرئيس الظل" للبنان و"هادر حقوق المسيحيين في الصناديق السوداء"، بالقول "مقولة ما خلونا في الكهرباء ودير عمار مردودة، فقد أردتم أن تمرّروا سرقة 50 مليون دولار وتعرفون أنّكم كُشِفتم في مجلس الوزراء والمحاضر موجودة".
وأطلق باسيل، أمس الأحد، سهاماً متعددة الاتجاهات، أكثرها طاول حليفه "حزب الله"، علماً أنه لعب على حبل المواقف بين تلك التي "تمزّق" ورقة التفاهم التي وقعت في 6 فبراير/شباط 2006، وتلك التي تؤكد تمسّكها به شرط تطوير الوثيقة التي غمز إلى عدم التزام الحزب ببنود أساسية فيها، أبرزها بناء الدولة، وذلك لتغطيه الفساد والسكوت عنه ربطاً بثنائيته مع "حركة أمل".
وحرص باسيل على تكرار سيناريو تعرّضه للاغتيال السياسي والأثمان التي تكبّدها سياسياً وشعبياً وضمن قواعد تياره، وأميركياً أيضاً من خلال العقوبات التي طاولته، وذلك كله نتيجة تفاهمه مع "حزب الله" وتغطيته له، الذي تقدّمت عليه ثنائية الأخير مع "حركة أمل" التي لوح باسيل إلى أنها باتت المقرّر في التفاهم عوضاً عن الحزب.
كما قال باسيل الذي لوّح إلى إمكان زيارته سورية من بوابة ملف اللاجئين السوريين: "أولويتنا الدولة وإصلاحها، هم أولويتهم المقاومة والدفاع عنها. قلنا يمكن الحفاظ على الاثنين، ولكن تبقى المقاومة تحت الدولة وبكنفها وليس فوقها، لا يمكن خسارة الدولة من أجل المقاومة ولكن يمكن أن نربح الاثنين".
كلمة نصر الله
وتتجه الأنظار مساء اليوم إلى كلمة نصر الله في الذكرى السنوية الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020، لا سيما بعد اتهامات صريحة من جانب عون وباسيل له بتعطيل جلسات مجلس الوزراء إلى جانب "حركة امل".
ورجحت أوساط متابعة أن يرد نصر الله على كلمة عون أولاً التي توجه بها إلى اللبنانيين الاثنين الماضي، ووضع فيها الاستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله" على طاولة الحوار، كما وموقف باسيل، أمس الأحد، بهدوء، مفنداً مراحل العلاقة بين الحزبين كما علاقته مع "حركة أمل" التي لا يمكن وضعها ضمن أي معادلة.