لبنان: لودريان "المُستمِع" يستكمل لقاءاته ولا مبادرة فرنسية حالياً

لبنان: لودريان "المُستمِع" يستكمل لقاءاته ولا مبادرة فرنسية حالياً

23 يونيو 2023
لقاء المبعوث الفرنسي لودريان بالبطريرك الماروني بشارة الراعي (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تلتقي الآراء السياسية في لبنان على أن زيارة جان إيف لودريان، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن تحدث أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية، أقلّه في "نسختها الأولى"، بانتظار ما سيحمله في جولة ثانية مرتقَبة قد تُكلَّل بمبادرة فرنسية رئاسية أو أفكار جديدة تنهي الشغور الرئاسي المستمرّ منذ 31 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي.

في المقابل، وعلى الرغم من تأكيد لودريان في تصريح مباشر له بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه لا يحمل معه أي طرح أو مبادرة رئاسية، اختلف الأفرقاء اللبنانيون على تفسير الموقف الفرنسي، بين من يعتبر أن باريس لا تزال متمسّكة بتسوية رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية (مرشح حزب الله والفريق المؤيد له) لرئاسة الجمهورية، والدبلوماسي نواف سلام لرئاسة الحكومة، وبين من يؤكد أن هذه الصفحة طُوِيَت، وأن البحث اليوم يجري في مقاربة أخرى للأزمة الرئاسية، قد تكون بمرشح ثالث، غير فرنجية وغير جهاد أزعور، وزير المال السابق ومرشح القوى المعارضة.

ويواصل "الزائر الفرنسي" لليوم الثالث لقاءاته مع المسؤولين السياسيين وممثلين عن الكتل النيابية من دون استثناء في إطار جولته الاستطلاعية، التي يأخذ فيها وضعية المستمع إلى آراء ومواقف القوى السياسية من الأزمة الرئاسية.

وكان بارزاً أمس الخميس دعوة لودريان لفرنجية إلى الغداء في قصر الصنوبر، مقر السفارة الفرنسية في بيروت، حيث سارعت أوساط لودريان إلى التأكيد أنه لم يذكر شيئاً عن تخلي فرنسا عن فرنجية، علماً أن الإليزيه قال في أكثر من مناسبة إنه لم ولن يدخل في لعبة الأسماء، التي برأيه تعد شأناً داخلياً لبنانياً. 

وقال مصدرٌ في "تيار المردة" لـ"العربي الجديد" إن "اللقاء أمس كان ايجابياً جداً، واستمع فيه لودريان إلى موقف فرنجية من الأزمة الرئاسية ورؤيته للاستحقاق، وكيفية مقاربته للملف وبرنامجه الرئاسي الذي يمكن تطبيقه في هذه المرحلة، وإنه مستعدّ لتقديم أي مساعدة في سبيل الحلّ"، لافتاً إلى أن "فرنجية لم يسمع شيئاً عن مبادرة فرنسية جديدة، ولم يُطلَب منه التراجع أو الانسحاب". 

على الضفة الأخرى، قال الوزير السابق ريشار قيوميجيان، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الذي يرأسه سمير جعجع، لـ"العربي الجديد"، إن "لودريان ركّز خلال حديثه على أنه لا يحمل أي خيار أو اسم أو أي مبادرة، بل أتى بجولة استطلاعية ليستمع إلى آراء الأفرقاء اللبنانيين حول الانتخابات الرئاسية التي وصلت إلى طريق مسدود، وبرأيه تنعكس على صورة لبنان في العالم، ووجود لبنان بحد ذاته، لأن الخارج يتعاطى مع الدولة على أساس رأسها، أي رئيس الجمهورية، وهو موقع شاغر منذ نحو 8 أشهر". 

ولفت قيوميجيان إلى أن "الموفد الفرنسي لم يتطرق إلى المبادرة السابقة؛ أي فرنجية – سلام، مما يُمكن استنتاجه من قبل البعض أنه بمجرد عدم حديثه عنها يعني أنها حكماً أصبحت وراءنا، فهو لم يطرحها علينا ولم يحاول إقناعنا بفرنجية أو الغوص حتى بالموضوع، ما قد يعني أنه ربما في الفترة المقبلة هناك طرح فرنسي جديد".  

وعلى صعيد الحوار، قال قيوميجيان: "لسنا مع الحوار الفلكلوري، بل هناك مسار ديمقراطي يجب السير به بانتخاب رئيس عبر مجلس النواب، إذ لا يمكن الدعوة إلى حوار فضفاض وفي الوقت نفسه يبقى الفريق الآخر متمسكاً بمرشحه ويريد أن يحصل التوافق عليه". 

في السياق، يقول مصدرٌ نيابيٌّ في "التيار الوطني الحر"، الذي يرأسه النائب جبران باسيل، لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، إن "لقاء باسيل بلودريان كان جيداً جداً، وكان الأول صريحاً جداً حيال الأزمة الرئاسية والمواقف السياسية، وأنه لا يجوز لأي فريق أن يفرض مرشحه على الآخر، ولم يسمع باسيل من لودريان أي تمسك فرنسي بفرنجية". 

في المقابل، يرى النائب قاسم هاشم، من "حركة أمل" التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "زيارة الموفد الفرنسي هي استكمالٌ للمبادرة الفرنسية التي أطلقت منذ فترة وترتكز حول فرنجية – سلام، وليس هناك من أمر جديد كما يحاول البعض أن يشيع". 

ويلفت هاشم إلى أن "الفرنسيين لم يعلنوا حتى الآن أنهم تخلوا عن فرنجية، لكن علينا في الوقت نفسه أن ننتظر لنرى ما إذا كان هناك أفكار جديدة يمكن أن يأتي بها المبعوث الفرنسي". 

ومن جهة "حزب الله"، اكتفى مصدرٌ نيابي فيه بالقول لـ"العربي الجديد": "نحن نشكر كل محاولة خارجية لمساعدة لبنان في الخروج من الأزمة، لكن الاستحقاق هو شأن داخلي، وطريقه الوحيد يتمثل بالحوار والتوافق لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد". 

إلى ذلك، قال مصدرٌ دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد" إن "لودريان واضح بقوله إنه لا يحمل أي طرح أو مبادرة، وهو سيعود إلى لبنان بعدما يكون قد أعد تقريراً بكل ما سمعه خلاله جولته الأولى"، مشيراً إلى أن "المحاولات الفرنسية ستبقى قائمة لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته، وهناك جهد دولي يصب بهذا الإطار في سياق الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، أي السعودية، قطر، مصر، الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى فرنسا، على أمل أن يساعد اللبنانيون أنفسهم لوضع حدٍّ للشغور الرئاسي". 

ل

المساهمون