لبنان: عون يبلغ مسؤولة أممية عن فتح تحقيق بالاعتداء على اليونيفيل

26 يناير 2022
عون أكد جهوزية لبنان لمعاودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية (الرئاسة اللبنانية/تويتر)
+ الخط -

أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونيسكا، بأنّ تحقيقاً فُتح في حادثة الاعتداء على دورية قوات الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" في بلدة رامية الحدودية جنوباً، تمهيداً لتحديد المسؤولية.

وشدد عون، وفق ما أفادت به الرئاسة على "تويتر"، على "رفض لبنان التعرض للقوات الدولية العاملة في الجنوب، وضرورة التنسيق مع الجيش تفادياً لتكرار مثل هذه الحوادث".

وأُصيب جندي في "اليونيفيل"، أمس الثلاثاء، إثر اعتراض دورية كانت في مهمة روتينية، وتعرّضها لهجوم غربي قرية رامية جنوبي لبنان.

وهذا الاعتداء هو الثالث خلال شهر واحد فقط، إذ تعرّضت آليات لجنود في "اليونيفيل"، في 4 يناير/كانون الثاني الجاري، للتخريب، وسُرقت منهم أشياء رسمية بينما كانوا في طريقهم للقاء عناصر في القوات المسلحة اللبنانية بغية القيام بدورة روتينية.

وفي 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتدى شبانٌ في بلدة شقرا على دورية لـ"اليونيفيل"، وعمدوا إلى تحطيم زجاجها والاعتداء على عناصرها في حادثة وصفت بالأخطر، وقد شارك فيها أهالي البلدة، بعدما اشتبهوا بتحرّكات القوات الدولية وقيام الجنود بتصوير بعض المواقع ضمن القرية، فكان أن طوّقوا الدورية وحصلت تدخلات من جهات عدة لفض الإشكال وإعادة الهدوء إلى المكان.

وتأتي الاعتداءات كلها بذريعة الاشتباه بتحركات قوات حفظ السلام وقيامها بتصوير مناطق في أطراف البلدات الجنوبية وتدخل نقاط وأحياء ممنوعة عليها وتصب في دائرة الأملاك الخاصة، وهو ما تنفيه "اليونيفيل"، فيما يتردد أنّ "حزب الله" يمتلك العديد من المراكز العسكرية في نقاط جنوبية حدودية ومخازن أسلحة ويجعل منها منصة لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال زيارته لبنان، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب البلاد، وتجول على طول الخط الأزرق وهو خط وقف إطلاق النار الذي جرى التوافق عليه بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000.

وشدد حينها على أنّ "اليونيفيل يجب أن تتمتع بحرية الحركة الكاملة في جميع مناطق عملياتها وبالشكل الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية".

وأعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، أمس الثلاثاء، في بيان، تعرّض جنود حفظ سلام كانوا في دورية روتينية لهجوم، غربي قرية رامية جنوب لبنان، بعدما تم اعتراض سياراتهم حيث جرح أحد الجنود.

ولفت تيننتي إلى أنّ "الجناة قاموا بتخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض"، مشيراً إلى أنّ "القوات المسلحة اللبنانية كانت في مكان الحادث ولاحقاً تمكنت من تهدئة الوضع".

وأكد الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أنّ "جنود حفظ السلام لم يكونوا على أملاك خاصة، ولكن على طريق عام يسلكونه في العادة وكانوا يقومون بعملهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان"، مذكّراً بأنّه "بموجب القرار المذكور تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة، والحق في القيام بدوريات داخل منطقة عملياتها".

ولفت تيننتي إلى أنّ "الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام تعتبر جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي"، داعياً السلطات اللبنانية إلى "التحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة المسؤولين عنها".

من جهته، طالب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي القوى الأمنية، وفق بيان له، بفتح تحقيق في الحادثة "التي تعد انتهاكاً لعمل الجنود المكلفين بحفظ السلام وتأمين الاستقرار في الجنوب وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي". مع الإشارة إلى أنه رغم كثرة الاعتداءات إلا أنه لم يعلن رسمياً عن نتائج أي تحقيق.

عون يؤكد جهوزية لبنان لمعاودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية

وخلال اللقاء بين عون والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونيسكا، تم بحث الأوضاع الراهنة والتطورات السياسية الأخيرة، إذ أكد عون على "جهوزية لبنان لمعاودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية على نحو يحفظ حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها".

من جهتها، نقلت فرونيسكا إلى الرئيس عون موقف الأمم المتحدة من التطورات في لبنان، مشيرة إلى أنّ مجلس الأمن سوف يعقد في مارس/آذار المقبل، جلسة حول لبنان يقدم خلالها الأمين العام أنطونيو غوتيريس تقريراً عن تطور الأوضاع اللبنانية والنقاط الإيجابية التي سُجلت في الآونة الأخيرة، بحسب ما أعلنت الرئاسة اللبنانية.

المساهمون