يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، صباح اليوم الثلاثاء، هدوءاً حذراً تتخلّله خروقات في بعض المحاور لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّلت إليه القوى الفلسطينية بعد اجتماعها، أمس الاثنين، مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
وقال مصدر عسكري في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدوء يعمّ حالياً مخيم عين الحلوة، لكن هناك محاور لا تزال تشهد اشتباكات خفيفة متقطعة، بين حركة فتح والجماعات الإسلامية المتشدّدة"، لافتاً إلى أن "التدابير الأمنية وإجراءات السير الاستثنائية لا تزال متخذة وتطاول مدينة صيدا، التي أُقفلت فيها اليوم محال عدّة ومؤسسات عامة وإدارات رسمية".
وتتواصل اللقاءات اللبنانية والفلسطينية التي تسعى لبحث الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وسُبل تثبيت قرار وقف إطلاق النار الذي جرى التوافق عليه، وسط اتهامات من قبل القوى الفلسطينية للجماعات الإسلامية المتشددة بخرقه، وعدم التزامها بتسليم المطلوبين في اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي ورفاقه.
وتتوجه الأنظار إلى اللقاءات التي سيعقدها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشرف على السّاحة اللبنانية عزام الأحمد، مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، بهدف بحث ملف مخيم عين الحلوة، والعمل على وقف الاقتتال المستمرّ منذ ليلة الخميس الماضي، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 8 قتلى و70 جريحاً ونزوح مئات العائلات، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة.
وقال مصدر فلسطيني في المخيم لـ"العربي الجديد"، إنّ "عزام الأحمد سيجول على المسؤولين اللبنانيين والقوى الفلسطينية لتأكيد الإجماع الفلسطيني على استقرار أمن المخيم، وأمن الفلسطينيين واللبنانيين معاً، وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المطلوبين بجريمة اغتيال العرموشي للقضاء اللبناني، ووضع حدّ للجماعات المتطرفة التي تريد زعزعة الوضع وإحداث فوضى بهدف تنفيذ أجندات خارجية".
وأشار المصدر إلى أن "الأحمد سيشدّد على ضرورة التزام الجميع بقرار وقف إطلاق النار لعودة المهجرين إلى منازلهم، مع أهمية معاينة الأضرار وتعويض الأهالي الذين تشرّدوا ونزحوا بفعل الاشتباكات".
وقال مصدر فلسطيني آخر، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "سلسلة اجتماعات عُقدت، أمس الاثنين، بين الفلسطينيين من جهة، وقوى فلسطينية ولبنانية من جهة أخرى، لبحث الوضع الأمني في المخيم وسُبل وقف الاشتباكات الدائرة، وقد أكدت جميعها على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم خرقه أكثر من مرّة، وتسليم جميع المطلوبين في جريمة اغتيال العرموشي ورفاقه، وإخلاء مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من المسلّحين".
ونُقل أحد المطلوبين البارزين من "تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة، وهو من المطلوبين الثمانية المتهمين بجريمة اغتيال العرموشي ورفاقه، أمس الاثنين، إلى مستشفى الراعي في صيدا مصاباً بجروح خطيرة من جراء الاشتباكات، وقد حضر الجيش اللبناني إلى المكان وأوقف شقيقه الذي ينتمي إلى المجموعات الإسلامية المتشدّدة.
وكان عزام الأحمد قد زار بيروت في أغسطس/آب الماضي، عقب الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة في 29 يوليو/تموز الماضي، واستمرّت لأيام قبل تطبيق وقف إطلاق النار، وأسفرت عن سقوط 13 قتيلاً، وعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، تحدث خلالها عن أن "ما حصل في المخيم ليس محلياً في لبنان"، وليس بعيداً عن أجندة اجتماع الأمناء العامين في الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين في مصر، الذي كان يجري في تلك الفترة.
وأضاف: "ما حصل ليس بعيداً عن المؤامرة نفسها، اجتياحات جنين ومخيم جنين ونابلس وبلاطة ونور شمس في طولكرم أيضاً، وليس بعيداً عن المحاولات التي تجري هنا لقتل القضية الفلسطينية، ولكننا بالمرصاد".