لبنان: جولة لوزير خارجية فرنسا ضمن محاولات التهدئة جنوباً

لبنان: جولة لوزير خارجية فرنسا ضمن محاولات التهدئة على الجبهة الجنوبية

06 فبراير 2024
وزير الخارجية الفرنسي مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (فرانس برس)
+ الخط -

التقى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان بعد ظهر اليوم الثلاثاء، رئيس البرلمان نبيه بري، في إطار الجولة التي يجريها في المنطقة لمحاولة الدفع باتجاه هدنة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تنسحب بدورها على المواجهات بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

وقال المكتب الإعلامي لبري إن "اللقاء تناول البحث في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والمستجدات السياسية والميدانية، من جرّاء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان، وغادر الوزير الفرنسي مكتفياً بالقول: "لن أعلّق الآن سوف أعلّق لاحقاً".

وقال مصدرٌ مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "وزير الخارجية الفرنسي أكد أهمية الاستقرار في لبنان، وضرورة وقف التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية، مشدداً على أنّ فرنسا تبذل جهوداً في هذا الإطار، وتعمل من أجل تخفيف التوترات والتهدئة، خصوصاً أن الحرب الشاملة ستكون لها انعكاسات كبيرة على لبنان والمنطقة ككلّ".

وأضاف المصدر أن "فرنسا تهمّها مصلحة لبنان وتدعم استقراره، وتربطها به علاقات مميزة، وستعمل جاهدة لمنع حصول أي تصعيد عسكري"، مشيراً إلى أن "الوزير الفرنسي تحدث عن أهمية تطبيق القرارات الدولية، في مقدمها القرار 1701، إلى جانب التعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، مع ضرورة دعم المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة، في ظل الدور الكبير الذي تلعبه لحفظ الاستقرار".

ولفت المصدر إلى أنّ "رئيس البرلمان تطرق إلى موضوع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للبنان، برّاً وبحراً وجوّاً، والاستفزازات التي تقوم بها جنوباً لجرّ لبنان إلى حرب، وقيامها باعتداءات لا يمكن السكوت عنها، خصوصاً استهدافها منازل المدنيين، والأطقم الصحية، كما شدد بري على أن العدو الإسرائيلي عليه أن يلتزم بالقرارات الدولية، وينسحب من الأراضي اللبنانية التي يحتلها".

وأشار المصدر أيضاً إلى أن "رئيس البرلمان أبلغ الوزير الفرنسي بأنّ الأولوية تبقى لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وبعدها يبحث بمسائل أخرى".

كذلك، تناول اللقاء بحسب المصدر، الملف الرئاسي الذي تلعب فيه فرنسا دوراً أساسياً لناحية محاولة تذليل العقبات بين القوى الفاعلة في لبنان، ضمن اللجنة الخماسية، التي تشمل أيضاً مصر، وقطر، والسعودية، والولايات المتحدة الأميركية، بحيث شدد الوزير الفرنسي على أهمية الاستقرار السياسي لما تنسحب انعكاساته أمنياً على البلاد.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي، أمس الاثنين، إلى وقف إطلاق النار لإنهاء ما وصفه بـ"مأساة في غزة"، إضافة إلى وقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.

كما دعا في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، إلى "تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب"، مؤكداً أنه "من دون حل سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".

وتقود الوفود الأجنبية، تتقدمها تلك الأميركية، جهوداً للسير بحل دبلوماسي ينهي المواجهات الدائرة على جبهة لبنان الجنوبية، منها اقتراحات الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، التي تطرقت إليها وسائل إعلام إسرائيلية، وتتحدث عن "انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، وتعزيز انتشار اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة، وعودة سكان البلدات الإسرائيلية الحدودية التي جرى إخلاؤها بفعل العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله".

في المقابل، يرفض "حزب الله" البحث بأي حلّ قبل وقف العدوان على غزة، وقد تبنّى لبنان رسمياً أيضاً هذا الموقف، وقالت مصادره اليوم لـ"العربي الجديد"، إن "موقف الحزب واضح، ومُكرَّر، لا حل دبلوماسياً، ولا بحث في أي مسار قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والكلام الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي عبر وسيطه لا يعنينا".

وأضاف المصدر أن "المفاوضات غير المباشرة مع العدو، وبالوساطة الأميركية الأممية، تقوم بها الدولة اللبنانية، وهذا قرارها في مرحلة لاحقة، لكن اليوم الحلّ الوحيد جنوباً متصل بوقف العدو جرائمه بحق الفلسطينيين وأهالي غزة، وعلى الموفدين الدوليين أن يصبّوا جهودهم على دفع العدو لوقف عدوانه".

المساهمون