تواصل اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني، تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين في لبنان، والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وكسر الشغور المستمرّ في موقع الرئاسة منذ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
وتكثف اللجنة الخماسية، التي تضمّ قطر والولايات المتحدة ومصر وفرنسا والسعودية، نشاطها في ظل الظروف الأمنية التي يشهدها لبنان على حدوده الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر، وسط تشديد دولي خارجي على ضرورة استقراره سياسياً لمواجهة التحديات الراهنة، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات للقيام بالإصلاحات المطلوبة اقتصادياً.
وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، في السراي الحكومي مع سفراء اللجنة الخماسية، إذ أشاد بجهود أعضائها، وشجعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية، والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعياً للحوار، وداعماً للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والركيزة الأساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف.
وأكد أن لبنان يقدّر جهود دول الخماسية، وحرصها على استقراره وأمنه، متمنياً أن يتحمّل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس.
وبعد اللقاء، قال السفير المصري علاء موسى "عقدنا اجتماعاً مع الرئيس ميقاتي وكان مهماً جداً، واستكملنا محادثاتنا وجولاتنا التي بدأت قبل فترة على المسؤولين اللبنانيين وعدد من قادة الكتل السياسية، وكما قلت إننا نتحرك في بعض الأحيان كلجنة خماسية، وفي بعض الأحيان الأخرى نتحدث بشكل ثنائي، ولكن في الوقت ذاته نعبّر عن وجهة نظر الخماسية".
وأضاف "تناولنا خلال اللقاء ثوابت عدة وسأكررها مرة أخرى، ألا وهي أن الأمر بات ملحّاً لسرعة انتخاب رئيس، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعاً، سواء الإخوة في لبنان أو بمساعدة الخماسية، لإنجاز هذا الاستحقاق، وأكدنا مرة أخرى وحدة موقف "الخماسية"، والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا أن الالتزام والإرادة موجودان بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية".
وأشار السفير المصري إلى أن "هناك نفساً جديداً، ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول إلى موقف واحد، وخريطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية".
وقال أيضاً "حتى الآن لا نزال متفائلين، وبعد اجتماعنا مع الرئيس ميقاتي، خرجنا بإحساس كبير بالتفاؤل، وما سمعناه منه يشجع ويدفعنا إلى استكمال ما بدأناه منذ فترة عندما التقينا رئيس البرلمان نبيه بري، أما في ما يتعلق بالتوقيت، فيجب أن ندرك أن العملية ليست سهلة ومعقدة وتخضع للظروف المحيطة بها، ومن ثم لا يوجد تأخير قياساً على الفترة التي بدأنا بها جميعاً، منتظرين انتخاب رئيس، والفترة المقبلة لن تؤثر كثيراً إنما ستساعد على تهيئة الأجواء".
وتابع "في الحقيقة أن حراك القوى السياسية وما يدور حالياً نرى فيه حقّاً أصيلاً للقوى السياسية والكتل النيابية ومجموعة النواب الذين يتحركون، وجميعهم يهدفون إلى تسهيل وخلق أرضية مشتركة يمكن للجميع العمل عليها من أجل تسهيل انتخاب الرئيس، وهم مشكورون على جهودهم، ومن الممكن أن نستكمل في الفترة المقبلة محادثاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية للوصول إلى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن".
وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، قال السفير المصري "نحن نعتقد أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان، بل على كل المنطقة، ونحن نقول بأهمية النظر إلى الربط الإيجابي، بمعنى أن ما يحصل في غزة يجب أن يكون دافعاً أكبر للبنان من أجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس، لأنه أمر في غاية الأهمية والضرورة، ليس الآن فقط، بل لأجل الأيام المقبلة".
وأردف: "ما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات، توجب أن يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية. هذا ما نسعى إليه خلال الفترة المقبلة، ألا وهو مرة أخرى تهيئة الأجواء، والخروج بالتزام واضح من القوى السياسية التي لديها رغبة حقيقية في الاتجاه إلى إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت ممكن".
وشدد السفير المصري على أن "الخماسية لا تتناول أسماء، وهو حق أصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية اللبنانية".