لافروف يدعو لوحدة الصف الفلسطيني بعد تصريحات مثيرة للجدل حول حماس

لافروف يدعو لوحدة الصف الفلسطيني بعد تصريحات مثيرة للجدل حول حماس

31 ديسمبر 2023
لافروف اعتبر انعدام الوحدة الفلسطينية عقبة في طريق المفاوضات مع إسرائيل (فرانس برس)
+ الخط -

"منظمة إرهابية"، هكذا نعت وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، في حوار مع الإعلامي دميتري كيسيليوف الذي يعد واحداً من أعمدة الدعاية الروسية ويقدم برنامجاً دعائياً بقناة "روسيا 1"، إلى جانب عمله مديراً عاماً للمجموعة الإعلامية "روسيا سيغودنيا"، التي تضم وكالتي "نوفوستي" الناطقة باللغة الروسية، و"سبوتنيك" الموجهة إلى الخارج. 

لم تعلق وزارة الخارجية الروسية أو الكرملين بشكل رسمي على هذه التصريحات، ولكن بعد مرور يومين فقط، أدلى لافروف بتصريحات أخرى جدد فيها دعوة بلاده إلى عقد مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، معتبراً انعدام الوحدة الفلسطينية عقبة في طريقها. 

وقال لافروف في حوار مع مجموعة "روسيا سيغودنيا" ذاتها، نشر نصه اليوم الأحد: "ندعم أعمال شركائنا، وبصفة خاصة مصر والجزائر، الرامية إلى حل هذه المشكلة، ومن جانبنا، نساعد أصدقاءنا الفلسطينيين في إيجاد حل، وفرنا لهم المنصة الروسية لعقد لقاءات، ونحثهم على الاتحاد حول المنصة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونشرح خطر الانقسام على إقامة دولة فلسطينية". 

وأضاف: "في إبريل/ نيسان 2023، طرحت روسيا مبادرة لعقد مشاورات متعددة الجوانب لتوحيد المقاربات حيال ضمان الوحدة الفلسطينية. في المرحلة الثانية، يفترض إشراك ممثلين عن الحركات الفلسطينية في الحوار، ويبقى مقترحنا على الطاولة".

 

ماذا وراء تضارب التصريحات بشأن حماس؟ 

في الوقت الذي لم يحظ فيه نعت لافروف "حماس" بأنها "منظمة إرهابية" بأي اهتمام في الداخل الروسي، إلا أنه أثار على المدى اليومين الماضيين، تفاعلاً واسعاً لدى العرب على مواقع التواصل الاجتماعي وتساؤلات حول ما إذا كان يحمل في طياته تغيراً للموقف الروسي حيال القضية الفلسطينية. 

إلا أن القراءة المتأنية لنص الحوار تظهر أن لافروف استخدم مصطلح "منظمة إرهابية" لدى اقتباسه الموقف الإسرائيلي، في معرض تعليقه على احتمال سماح تل أبيب بهجوم "حماس" لتوفير ذريعة للحرب، قائلاً: "لا أريد أن أفترض أن أناسا طبيعيين قد يضحون بمئات من مواطنيهم من أجل توفير ذريعة ما أو دعس منظمة إرهابية يكرهونها ويريدون تصفيتها بالكامل". 

ومع ذلك، وجد لافروف في الحوار ذاته، أن في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ضرورة القضاء على "حماس" ونزع التطرف، تشابهاً مع "تحييد السلاح" و"نزع النازية"، وهما مصطلحان يعتمدهما الخطاب الرسمي الروسي لتبرير الحرب في أوكرانيا.  

وأشاد لافروف بعزوف نتنياهو عن توجيه انتقادات إلى روسيا، والعون الإسرائيلي والمصري في الإفراج عن الرهائن من حملة الجنسية الروسية، وإجلاء الرعايا الروس من غزة، داعياً إلى "توخي الحذر بخصوص تاريخنا المشترك مع إسرائيل وتاريخ الصراع مع النازية".