لافروف يتحدث عن "محاولات لعرقلة" اتفاق السلام في كاراباخ

20 نوفمبر 2020
لافروف: نرصد محاولات لتغيير طابع مهمة السلام (Getty)
+ الخط -

تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، بخصوص محاولات لعرقلة تطبيق الاتفاق حول وقف الحرب المعلن في إقليم ناغورنو كاراباخ قبل بضعة أيام، من دون أن يسمي أطرافاً بعينها.

وقال لافروف خلال اجتماع برئاسة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين حول الاتفاق، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية: "للأسف هناك توجه نحن نشعر به، يهدف إلى عرقلة تطبيق اتفاق رئيسي روسيا وأذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا المبرم في الـ9 من نوفمبر/ تشرين الثاني، ومنع تطبيقه بالكامل، على الرغم من أن الجميع يعترفون بأنه ينفذ بنجاح".

وتابع قائلاً: "نرصد أيضاً محاولات لتغيير طابع مهمة السلام، وهذه المحاولات خفية حتى الآن، لكنها موجودة".

ولفت إلى أنّ الخارجية الروسية تشارك في تقييم الوضع الميداني مع وزارتي الدفاع والطوارئ وقوات حرس الحدود الروسية، مضيفاً أنّ الجانب الروسي يحث المنظمات الدولية على طرح مزيد من المقترحات لحل القضايا الإنسانية في المنطقة، والحفاظ على الإرث الثقافي في منطقة النزاع.

وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت اهتمامها بالتعاون مع قوات حفظ السلام الروسية في ناغورنو كاراباخ.

ولفت إلى أن التقديرات الأممية تشير إلى أن هناك نحو 90 ألف مدني من الجانب الأرمني و45 ألف مدني أذري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب النزاع، مشيراً إلى أن هناك قضية أخرى متعلقة بالنازحين الذين غادروا المنطقة أثناء حرب ناغورنو كاراباخ  بين عامي 1992 و1994.

واشنطن وباريس... "كبرياء مجروح"
وفي تصريح إعلامي سابق، اعتبر لافروف، الخميس، أنّ واشنطن وباريس لعبتا دوراً سياسياً هاماً في تهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى الاتفاق، في معرض رده على الادعاءات بأنّ موسكو لم تشركهما في عملية التوصل إلى اتفاق ناغورنو كاراباخ.

وقال، وفق ما أوردته "الأناضول": "في اتصالاتي مع زملائي الأميركيين والفرنسيين، وكذلك في الاتصالات بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس فلاديمير بوتين، حول قضية ناغورنو كاراباخ خلال الأيام القليلة الماضية، تظهر بشكل واضح مشاعر الكبرياء المجروح. وهذا أمر محزن".

وشدد لافروف على أنه في الوضع الذي كان فيه ثمن كل دقيقة يقدر بأرواح بشرية، لم يكن من المناسب الاتصال هاتفياً بواشنطن وباريس للسؤال عن رأيهما في ما إذا كانتا ستؤيدان بنود الاتفاق أم لا، والعمل على التوصل إلى تفاهم بشأنها.
وأردف تعتبر مزاعم الزملاء أمراً "غير صحيح ومنافياً لأبسط مبادئ الأخلاق الإنسانية".

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، استكمال نقل قوات بلاده التي ستنتشر في كاراباخ.

وأضاف، خلال الاجتماع ذاته مع بوتين، أنه منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار في الإقليم في العاشر من الشهر الحالي، أرسلت بلاده إلى المنطقة جنوداً ومعدات عبر 250 رحلة جوية. وأوضح أن بلاده أرسلت إلى 23 نقطة مراقبة، 1960 جندياً و552 مركبة، إضافة إلى معدات أخرى.

وقال شويغو، بحسب "الأناضول"، إنه "تم الانتهاء من الاتفاق مع الجانب التركي بشأن موقع ومهام المركز المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في الأراضي الأذربيجانية".

علييف: صمت غربي تجاه القمع
إلى ذلك، اتهم الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، الدول الغربية بالتزام الصمت تجاه القمع الذي يتعرض له معارضو أرمينيا، كما فعلت مع هجمات أرمينيا على مناطق مدنية في بلاده.

وهنأ علييف الشعب الأذربيجاني في كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، بمناسبة تحرير منطقة أغدام من الاحتلال الأرميني.

ووصف تحرير أغدام بـ "الحدث التاريخي"، مشيراً إلى أنّ 143 ألف أذربيجاني كانوا يعيشون في المنطقة قبل الاحتلال، وأن هذا الرقم ارتفع إلى 203 آلاف في الوقت الراهن.

وتابع، بحسب "الأناضول": "تحرير أغدام تحقق بفضل الانتصار العسكري المجيد، لو لم تهزم أرمينيا في ساحة المعركة، لما تركت أرضنا طواعية".

وأكد علييف أن أرمينيا بلد "فاشل"، مشيرا إلى أنها في الواقع "مستعمرة"، ولم تتمكن أن تصبح مستقلة منذ نحو 30 عاما.

احتفالات تحرير أغدام
وشهدت العاصمة الأذربيجانية احتفالات بتحرير محافظة أغدام بعد 27 عاماً من الاحتلال الأرميني، حيث توافد المواطنون إلى مقبرة الشهداء في باكو.

وتجمع المحتفلون في المقبرة حاملين أعلام بلادهم والعلم التركي، وقرأوا النشيد الوطني الأذربيجاني، ورددوا هتافات النصر.

وملأت الدموع عيون سكان أغدام فرحاً، الذين هجروا من مناطقهم من قبل المحتلين الأرمن قبل 27 عاماً.

وجاء ذلك بعد رفع الجيش الأذربيجاني علم بلاده، الجمعة، في سماء مدينة أغدام، بعد خروج القوات الأرمينية من المدينة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، بوساطة روسية.

وقبل دخول المدينة، أزال الجيش الأذربيجاني الألغام من الطرق المؤدية إلى أغدام. ووسط المدينة، نظّف الجيش محيط المساجد، ورفعوا العلم الأذربيجاني على مآذن المساجد.

وفي خطاب وجهه قائد الجيش وسط المدينة إلى الرئيس إلهام علييف، قال "السيد القائد الأعلى، إن أغدام قد تحررت، وها هو علم بلادنا يرفرف في سماء المدينة، عاشت أذربيجان، وعاش القائد الأعلى، كاراباخ لأذربيجان".

وبعد الخطاب، رفع أول أذان في المسجد بعد غياب 27 عاماً، ومن ثم صلى الجنود الأذربيجانيون فيه.

المساهمون