استمع إلى الملخص
- لافروف يحذر من توريد مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا كإشارة خطيرة من الناتو، معتبرًا ذلك تصعيدًا كبيرًا ويتوعد بتدمير هذه الطائرات، مشيرًا إلى التوتر المتزايد بين روسيا والغرب.
- يلمح لافروف إلى إمكانية تنظيم الصين لمؤتمر سلام يشمل روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، معبرًا عن رغبة روسيا في حل سلمي.
حمّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف (74 عاماً)، الولايات المتحدة المسؤولية عن "صب الزيت على النار" في النزاع في الشرق الأوسط، مشككا في صدق إعلانها انحيازها للتسوية العادلة للقضية الفلسطينية. وقال لافروف في حوار مع وكالة نوفوستي الحكومية الروسية نشر اليوم الخميس: "يواصل الأميركيون الحديث في العلن عن انحيازهم للتسوية العادلة للقضية الفلسطينية، ولكنهم عمليا يصبون الزيت على نار المواجهة المسلحة بسخاء".
وفيما اعتبر أن منع واشنطن تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة أعطى إسرائيل فعليا "الضوء الأخضر" لتدمير القطاع، شكك في نوايا واشنطن الحد من تسليح إسرائيل، مضيفا: "ينطبق بيان واشنطن بشأن وقف توريد الذخائر إلى إسرائيل على فئة واحدة فقط منها، وهي القنابل الجوية وضمن حزمة واحدة فقط من المساعدات قصيرة الأجل. وبعد مرور بضعة أيام فقط، تبنى مجلس النواب بالكونغرس الأميركي مشروع قانون إلغاء (الفاصل) في إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل".
تسليم "إف-16" لكييف إشارة في المجال النووي
في سياق الدعم العسكري الغربي المتواصل لأوكرانيا، أكد لافروف أن روسيا ستنظر إلى توريد مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا على أنها إشارة متعمدة من الناتو في المجال النووي، متوعدا في الوقت نفسه بأن هذه الطائرات ستدمر ولن تغير الوضع في ساحة المعركة. وقال لافروف: "على مدى فترة طويلة، ظلت مقاتلات إف-16 هي وسيلة النقل الرئيسية فيما يسمى بالمهمات النووية المشتركة للناتو. لذلك نعتبر تسليم هذه المنظومات لنظام كييف إشارة متعمدة من الناتو في المجال النووي. يسعون لإيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة والناتو مستعدان حرفيا لكل شيء في أوكرانيا". ومع ذلك، توعد بأن "هذه الطائرات ستدمر كغيرها من الأسلحة التي توردها بلدان الناتو إلى أوكرانيا"، على حد زعمه. وكانت الولايات المتحدة قد أعطت "الضوء الأخضر" لحلفائها لتسليم طائرات إف-16 لأوكرانيا، وبدأ بالفعل تدريب الأفراد الأوكرانيين على قيادتها وصيانتها في ولاية أريزونا الأميركية.
لافروف: الصين قد تنظم مؤتمر سلام تشارك فيه روسيا وأوكرانيا
كما قال لافروف في الحوار نفسه، إن الصين قد تنظم مؤتمر سلام تشارك فيه روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة ستشكل استكمالا لجهود بكين المستمرة لحل الأزمة الأوكرانية، وأضاف لافروف: "نتفق مع موقف (الصين) المتمثل في ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع في المقام الأول وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، على أن ترتكز الاتفاقات اللاحقة على مبدأ ضمان الأمن بشكل متساوٍ وغير قابل للتجزئة"، وقال "دعوني أؤكد مرة أخرى أن هذا يستلزم مراعاة الحقائق على الأرض، والتي تعكس إرادة من يعيشون هناك".
ودعت روسيا مرارا لإجراء محادثات بشرط مسبق وهو أن تعترف كييف والغرب بالمكاسب التي حققتها على الأرض في أوكرانيا، وهو ما ترفضه كييف. وفي وقت سابق من هذا الشهر وقبيل زيارته إلى الصين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعتبر المقترحات الصينية للتسوية السلمية في أوكرانيا واقعية وبنّاءة إلا أنها لا تلقى دعماً لدى كييف والغرب، مؤكدًا أن روسيا تتمنى تحقيق "تسوية شاملة ومستديمة وعادلة" للنزاع في أوكرانيا بأساليب سلمية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا في مقطع فيديو، الأحد الماضي، نظيريه الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ إلى حضور القمة من أجل السلام في بلاده، التي تستضيفها سويسرا في يونيو/حزيران القادم قائلا: "أناشد قادة العالم الذين ما زالوا في منأى عن الجهود الدولية للقمة الدولية من أجل السلام: الرئيس بايدن قائد الولايات المتحدة، والرئيس شي قائد الصين (...) رجاءً ادعما قمة السلام بقيادتكما الشخصية وحضوركما".