استمع إلى الملخص
- رحب لافروف باهتمام تركيا بالانضمام إلى مجموعة بريكس، مشيدًا بجاذبية المجموعة ومؤكدًا على أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة، مع تحديد معايير المشاركة التركية بناءً على إجماع الأعضاء.
- أكد لافروف على تطور العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى تنفيذ اتفاقات استراتيجية لتعزيز التعاون في السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية.
رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استمرار التعاون العسكري - التقني بين أنقرة وكييف مثير للدهشة، على خلفية تصريحات السلطات التركية بشأن استعدادها للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية.
وقال لافروف، في حوار مع صحيفة حريت التركية نُشر نصه على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة: "للأسف، تواصل أنقرة التعاون مع النظام في كييف في المجال العسكري - التقني. تستخدم القوات المسلحة الأوكرانية الأسلحة التركية لقتل العسكريين الروس والسكان المدنيين. لا يمكن ألا يثير ذلك الدهشة، على خلفية تصريحات القيادة التركية بشأن استعدادها لتقديم خدمات الوساطة".
وذكّر بأن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لم يلغ حتى الآن المرسوم القاضي بحظر المفاوضات مع موسكو طالما يبقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السلطة، مشككاً في فرص نجاح الوساطة من طرف أي دولة، بما في ذلك تركيا، في الظروف الراهنة.
ومع ذلك، رحّب بعزم تركيا التقارب مع مجموعة بريكس، قائلاً: "نرحب باهتمام تركيا بالتقارب مع بريكس. يؤكد ذلك جاذبية المجموعة التي تستند إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والانفتاح والبراغماتية وانعدام توجهها ضد دول ثالثة". وأعرب عن ثقته في قدرة تركيا على الإسهام في تنمية بريكس إسهاماً مهماً، لافتاً إلى أن القرار بشأن معايير المشاركة التركية في أعمال المجموعة سيتم البت فيها بناء على إجماع جميع الدول الأعضاء وتركيا نفسها.
وكذلك تطرق لافروف إلى الوضع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "انعدام تسوية النزاع العربي الإسرائيلي ولّد حلقة جديدة من العنف أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين الأبرياء وآلاف آخرين في لبنان". ودعا إلى الامتناع عن خطوات تؤدي إلى استمرار تصاعد العنف وخروج الوضع عن السيطرة، معتبراً أن "لا منتصرَ في هذا النزاع".
لافروف في أول زيارة للاتحاد الأوروبي منذ 2021
في سياق آخر، أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن لافروف يعتزم زيارة مالطا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، للمشاركة في لقاء وزراء خارجية بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في زيارة هي الأولى من نوعها إلى بلد عضو في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وأوضحت زاخاروفا لصحيفة فيدوموستي الروسية أن "الدولة المستضيفة للفعالية يتعين عليها توفير إمكانية العمل لجميع الدولة الأعضاء" في المنظمة. وبدوره، أكد ناطق باسم السفارة الروسية في فاليتا لـ"فيدوموستي" أن قرار عقد لقاء وزراء خارجية المنظمة في مالطا في يومي الخامس والسادس من ديسمبر "ينطبق على جميع أعضائها، بما في ذلك روسيا الاتحادية"، من دون الإشارة إلى الوضع مع عقوبات الاتحاد الأوروبي السارية بحق لافروف ورفض بولندا مشاركته في فعالية مماثلة في عام 2022 رغم أن العقوبات الفردية لا تنص صراحة على حظر السفر إلى أوروبا.
وأضاف المتحدث ذاته: "يتم إبلاغ وفود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بسير الاستعدادات بانتظام. التفاصيل العملية الإضافية مثل توجيه الدعوات سيتم إرسالها إلى جميع الوفود في الوقت المناسب".
يذكر أن لافروف قام بآخر زيارة له إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2021، حين زار العاصمة السويدية ستوكهولم للمشاركة في لقاء وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أيضا. وبعد ذلك، زار لافروف عدة دول غربية من غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها سويسرا في يناير/كانون الثاني 2022، ومقدونيا الشمالية في نهاية العام الماضي، وحتى الولايات المتحدة للمشاركة في فعاليات الأمم المتحدة في نيويورك.
بدء تطبيق الاتفاقات الروسية الكورية الشمالية
في سياق منفصل، أكد وزير الخارجية الروسي اليوم الجمعة، بدء الوفاء بالاتفاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على أرض الواقع "من أجل مصلحة شعبي البلدين والقارة الأوراسية بشكل عام"، من دون الإشارة صراحة إلى ما إذا كان المقصود بذلك الإرسال المزعوم لجنود كوريين شماليين إلى روسيا تمهيداً للقتال ضد القوات الأوكرانية.
وقال لافروف، خلال مراسم تدشين لوحة تذكارية بمحطة القطارات ياروسلافل وسط موسكو بمناسبة زيارة الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم إيل سونغ إلى الاتحاد السوفييتي في عام 1949: "بعد القمة التاريخية بالمطار الفضائي فوستوتشني (الشرقي) في الخريف من العام الماضي، جرى حدث تاريخي آخر، وهو زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتين إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وأسفرت عن التوقيع على الاتفاقية التاريخية للشراكة الاستراتيجية بين بلدينا".
وأضاف، أثناء الفعالية المقامة في إطار زيارة وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، إلى موسكو، أن "الاتفاقات التي شكلت قاعدة للاتفاقية، قد بدأ تطبيقها عملياً من أجل مصلحة شعبي بلدينا والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا وفي القارة الأوراسية عموماً". وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة من الصعود وتواصل تطورها بوتيرة متسارعة "لا سيما في ما يتعلق بالمستوى الكيفي للتعاون".
من جهتها، أكدت تشوي خلال محادثاتها مع لافروف أن روسيا وكوريا الشمالية تدفعان بالتعاون في شتى المجالات، بما فيها السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية، قائلة: "في الوقت الحالي، يتطور التبادل والتعاون بين البلدين بصورة ديناميكية في كل مجالات السياسة والاقتصاد والشأن العسكري والثقافة على قاعدة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة خلال القمة التاريخية لزعيمينا المخضرمين في بيونغ يانغ في يونيو/ حزيران الماضي".
وكانت تشوي قد توجهت يوم الثلاثاء الماضي إلى موسكو في زيارة رسمية برفقة وفد رفيع، بموازاة انتشار أنباء عن استعانة روسيا بآلاف الجنود الكوريين الشماليين لإشراكهم في عمليات التصدي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الحدودية، وهو أمر لا تؤكده ولا تنفيه روسيا، إذ ذكّر بوتين في الأسبوع الماضي أن المادة الرابعة من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والجاري التصديق عليها حالياً تقتضي دفاعاً مشتركاً في حال تعرض أي من البلدين لهجوم.
يذكر أن المادة الرابعة من الاتفاقية تنص على أنه "في حال تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح من قبل أي دولة أو بضع دول، وتصبح بذلك في حالة حرب، فسيقدم الطرف الآخر على الفور دعماً عسكرياً وغيره بكل الوسائل المتاحة، بموجب المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا الاتحادية".