لافروف في عمّان بحثاً عن مصالح مشتركة

03 نوفمبر 2022
لافروف في عمّان، إبريل 2019 (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، العاصمة الأردنية عمّان، حيث من المنتظر أن يبحث مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، إضافة إلى العلاقات الثنائية، وفق وزارة الخارجية الأردنية.

زيارة لافروف إلى الأردن

وتأتي زيارة لافروف إلى الأردن في إطار محاولات كسب التأييد الذي تسعى موسكو من خلالها للحصول على المزيد من الحلفاء لمواجهة الإجراءات الغربية بسبب غزو أوكرانيا ومحاولة التأثير على موقف الأردن ليكون أكثر حيادية في الموضوع الأوكراني، فيما تسعى عمّان إلى الوصول لتفاهمات جديدة مع موسكو لجعل الحدود الشمالية مع سورية أكثر أمناً.

وعلى الرغم من موقف الأردن الدبلوماسي المعلن والداعي إلى التهدئة ووقف التصعيد في الحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أن الأردن أكثر تماهياً وتماشياً مع الموقف الأميركي الأوروبي. ويتفق الطرفان الأردني والروسي على ضرورة دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وصولاً إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

نبيل غيشان: الأردن يريد من روسيا تفاهمات جديدة مع السوريين

وقال النائب الأردني السابق نبيل غيشان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى عمّان تأتي في إطار كسب التأييد وجعل الأردن أكثر حيادية في الموضوع الأوكراني، على الرغم من أن الأردن من الدول غير العدوة بالنسبة لهم، لكن خلال التصويت في الأوساط الأممية يسير الأردن في الركب الأميركي ضد روسيا، وهذا يعني أن الزيارة يمكن تصنيفها أنها ضمن حملات العلاقات العامة لروسيا.

وأوضح غيشان أن الأردن بدوره يريد من روسيا تفاهمات جديدة مع السوريين، فالتفاهمات الأمنية والعسكرية التي أنجزت قبل سنوات خلال اشتداد العمليات العسكرية في الجنوب السوري كانت مع الوسيط الروسي، ولم تكن مع النظام السوري والمليشيات الإيرانية ولا حتى الجيش الحر.

وأضاف أن هذه التفاهمات وفّرت الحماية للأردن، لكن خلال الفترة الأخيرة أصبح الأردن يتأذى من عمليات إطلاق النار على الحدود وتهريب المخدرات، والمطلب الأردني اليوم هو بقاء جيش النظام في درعا قرب الحدود حتى وإن كان بأعداد قليلة، وإبعاد المليشيات الإيرانية إلى أكثر من 30 كيلومتراً عن الحدود، كما كان الاتفاق السابق.

ولفت إلى أن روسيا شريك استراتيجي مهم للأردن في مكافحة الإرهاب وهذا الموضوع سيأخذ حيزاً مناسباً في المباحثات بين الجانبين، وأضاف أن الأردن يسعى إلى حل سياسي للأزمة السورية، فهو متضرر من الأوضاع الحالية، وحاول طرح أفكار وإيجاد تفاهمات لعودة سورية للجامعة العربية والمجتمع الدولي، لكن هذه الجهود قوبلت بالرفض من بعض الدول العربية، وعدم تقبل أميركي، صاحبة القرار في هذا الإطار.

وبحسب غيشان، فإن الأردن يأمل بعودة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع سورية، خصوصاً مشروعي بيع الكهرباء إلى لبنان الذي يمر عبر الأراضي السورية وإيصال الغاز المصري إلى سورية، واللذين تعارضهما الولايات المتحدة.

اهتمامات مشتركة

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية جمال الشلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن روسيا لها استراتيجية جديدة نشطة وفاعلة لمواجهة الغرب الذي يحاصرها بسبب الحرب على أوكرانيا، في محاولة لخلق تكتلات جديدة ونسج علاقات مع دول أخرى غير تقليدية بالنسبة لها، كدول الخليج العربي والأردن ومصر وغيرها من دول العالم.

ووفق الشلبي، فإن روسيا تسعى لكسر حاجز الحصار الدبلوماسي والسياسي المفروض عليها من ناحية، ومن ناحية أخرى فتح آفاق جديدة مع هذه الدول لتكون مستقبلاً ربما من الحلفاء، خصوصاً أن الأردن مقرب من الولايات المتحدة.

وأضاف أن هذه الزيارة تكتسب أهميتها لاشتراك الدولتين في الاهتمام ببعض القضايا، ومنها القضية السورية، لا سيما ما يتعلق بالمليشيات الإيرانية الموجودة على الحدود الشمالية للأردن والتي تشكل قلقاً أمنياً للمملكة، ولا أحد يستطيع السيطرة عليها غير روسيا التي لها اليد الطولى في سورية.

وقال الشلبي إن الأردن يدرك أنه يجب عدم وضع البيض في سلة واحدة، وهي السلة الأميركية، مذكراً بـ"صفقة القرن" (خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية) والتي كانت تفاصيلها تتجاوز الأردن في محاولة حل القضية الفلسطينية على حساب المملكة.

جمال الشلبي: الأردن يدرك أنه يجب عدم وضع البيض في سلة واحدة، وهي السلة الأميركية

ولفت إلى أن روسيا تنظر إلى الأردن كدولة مهمة في الشرق الأوسط ويعطيها موقعها الجغرافي أهمية أكبر في حل القضايا الإقليمية كالقضية الفلسطينية، إضافة إلى عامل الاستقرار والتجربة الإنسانية المتعلقة بالعيش المسيحي الإسلامي المشترك، مذكراً بافتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل 10 سنوات بيت الحج الروسي في موقع عماد المسيح بالمغطس، شرقي نهر الأردن.

وبحسب الشلبي، فإن الأردن لديه مقاربة تعتمد الوصول إلى حل سياسي للقضية السورية، والمطلوب اليوم تليين الموقف بين النظام السوري والمعارضة، من أجل الخروج من الأزمة المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، خصوصاً أن الأردن يتأثر كثيراً بما يحدث في سورية على المستويين الأمني والاقتصادي.

المساهمون