لافروف: حلف الأطلسي يتبنى موقفاً استفزازياً بانتهاج سياسة الانفتاح.. وانسحابات جديدة من القرم

17 فبراير 2022
لافروف: الناتو رفض المقترحات الروسية بشأن التثبيت القانوني(فرانس برس)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتبنى موقفاً استعلائياً واستفزازياً بانتهاجه سياسة الأبواب المفتوحة التي تدفع بالدول المحايدة نحو الانضمام إلى الحلف. 

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، بموسكو: "هذا الموقف الاستعلائي للناتو جاء  استفزازياً بامتياز، لأنه يهدف إلى دفع الدول المحايدة إلى دق هذا الباب المفتوح". 

وذكّر بأن الحلف رفض المقترحات الروسية بشأن التثبيت القانوني لمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة "بعد محاولات طويلة للتنصل من أي نقاش من أساسه". 

وأضاف: "قال لنا الناتو إن هذا الأمر مستبعد، لأنه لا يمكن تقديم ضمانات أمنية قانونية إلا في إطار الناتو، وليس لأي طرف آخر".  

وفي هذا الإطار، كشف لافروف، أن روسيا سترسل رداً للولايات المتحدة بشأن مسألة الضمانات الأمنية اليوم الخميس

وقال لافروف: "نوشك على النهاية في تحليل الرسالة الأميركية، وآمل أن يتم إطلاعكم على تطورات الوضع المستقبلي في القريب العاجل. وعلى الأقل، سنبعث اليوم رسالة إلى الجانب الأميركي".

وأوضح أن الرد الروسي سيأتي بصيغة مذكرة خطية ورسالة إلكترونية على حد سواء.

كذلك، قال إنه "من المستحيل أن تستأنف روسيا العمل مع مجلس الناتو"، لافتاً أيضاً إلى أن المناورات الروسية في بيلاروسيا ستنتهي في 20 فبراير/شباط الحالي.

الصورة
لافروف/سياسة/فرانس برس
مؤتمر صحافي مشترك بين لافروف ودي مايو في موسكو(فرانس برس)

من جهته، أكد دي مايو أن بلاده ترى ضرورة في صون القانون الدولي، ولكنها تستخدم الدبلوماسية لتجنب فرض عقوبات جديدة على موسكو، قائلاً: "نعمل جميعاً على التسوية الدبلوماسية (للأزمة)، مما يعني تجنباً لأي عقوبات".  

وتأتي محادثات لافروف ودي مايو في إطار استمرار جهود الوساطة الأوروبية لمنع تحول التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية إلى حرب مفتوحة ستهدد أمن القارة العجوز بأسرها.  

 

وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في يناير/كانون الثاني الماضي، أن السفير الأميركي لدى موسكو، جون ساليفان، سلمها رد الولايات المتحدة الخطي على المقترحات الأمنية التي تقدمت بها روسيا.

والسبت الماضي، بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين والأميركي، صرح مساعد رئيس الدولة الروسي يوري أوشاكوف، بأن روسيا ستسلم قريباً جوابها للولايات المتحدة والناتو بشأن ردهما حول الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا.

وسبق أن تقدمت روسيا يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2021 بمشروعي اتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو حول ملف الضمانات الأمنية الذي أصبح في صلب سلسلة محادثات أجراها الجانبان خلال الأسابيع الأخيرة.

ومن أهم بنود الاتفاقيتين، طلبت روسيا من الغرب ضمانات قانونية طويلة الأمد بوقف تمدد الناتو وتخليه عن فكرة انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه.

انسحاب القوات الروسية يستغرق وقتاً

في غضون ذلك، قال الكرملين، اليوم الخميس، إنه قلق بشدة بشأن تصاعد العنف في شرق أوكرانيا، وعبر عن أمله في أن يستخدم الغرب تأثيره على كييف لمنع المزيد من التصعيد.

ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف صحة تقارير أشارت إلى غزو روسي محتمل لأوكرانيا، لكنه قال إن بلاده تراقب الوضع عن كثب في منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة المتمردين في الدولة السوفييتية السابقة.

وذكر خلال إفادة صحافية أنه على الرغم من أن روسيا بدأت سحب بعض قواتها التي استكملت التدريبات في مناطق متاخمة لأوكرانيا، فإن العملية ستستغرق بعض الوقت.

وأعلنت موسكو، اليوم الخميس، أنها تواصل انسحابها العسكري مع انطلاق قطار للجيش يحمل تجهيزات من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا وحيث كانت تنشر قوات عززت المخاوف من اجتياح روسي لهذا البلد المجاور.

وأفادت وزارة الدفاع وكالات الأنباء الروسية بأن "وحدات منطقة الجنوب الفدرالية التي أنهت مشاركتها في مناورات تكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم، هي بصدد العودة إلى قواعدها عبر السكك الحديد".

وعرض التلفزيون العام الروسي مشاهد تظهر قطاراً قال إنه يحمل شاحنات عسكرية، يعبر الجسر الذي يربط القرم بالبر الروسي.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع في بيان عودة وحدات مدرعة من المنطقة العسكرية الغربية شاركت هي أيضاً في مناورات عسكرية إلى قواعدها.

وأفادت الوزارة بأن قطاراً عسكرياً ينقل بصورة خاصة تجهيزات عسكرية تابعة لوحدات المدرعات في المنطقة العسكرية الغربية "في طريقه إلى قاعدة انتشارها الدائم بعد انتهاء المناورات المخطط لها".

ولم تعط الوزارة أي مؤشر إلى نقطة انطلاق المدرعات ولا منطقة وصولها، مكتفية بالقول إنه يتم نقل الدبابات عن طريق السكك الحديد على مسافة "حوالى ألف كيلومتر".

 

ويتهم الغربيون روسيا التي حشدت أكثر من مائة ألف عسكري على حدود أوكرانيا، بالتحضير لغزو هذا البلد، وهو ما تنفيه موسكو.

وبعد أسابيع من التصعيد، أعلنت روسيا الثلاثاء والأربعاء سحب قسم من قواتها، فيما أكد الغربيون أنهم لم يلمسوا أي خفض للقوات واتهم البيت الأبيض موسكو بإرسال تعزيزات جديدة.
وفي وقت سابق من اليوم، اتهمت "جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان" المعلنتان من طرف واحد في شرق أوكرانيا، وحدات القوات المسلحة الأوكرانية بقصف أحياء في تسع بلدات سكنية على مدى أكثر من ساعتين كاملتين في الساعات المبكرة من ساعات اليوم.  

 

المساهمون