أوكرانيا تعلن استعادة بلدة كوبيانسك بالتزامن مع زيارة لوزيرة الخارجية الألمانية

10 سبتمبر 2022
خلال زيارة سابقة لبيربوك إلى كييف (سيرغي سوبينسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف، اليوم السبت، في زيارة غير معلنة تسعى من خلالها لـ"إظهار دعم برلين الراسخ لأوكرانيا" في الحرب التي تشنها روسيا عليها.

وقالت بيربوك في بيان: "توجهت إلى كييف اليوم (السبت) لأظهر أن بإمكانهم الاعتماد علينا. سنواصل وقوفنا إلى جانب أوكرانيا ما كان ذلك ضرورياً، من خلال إمدادات الأسلحة والدعم الإنساني والمالي".

وأضافت بيربوك أن أوروبا "لن تملّ من مساعدة أوكرانيا" على الرغم من جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيادة الضغط من خلال حجب إمدادات الطاقة.

وأضافت أن ألمانيا ستساعد أوكرانيا في العثور على الألغام والذخائر الأخرى غير المنفجرة وإزالتها، والتي تركتها القوات الروسية في المناطق التي طردتها منها القوات الأوكرانية.

وأمس الجمعة، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة 30 بلدة من الروس.

وأضاف زيلينسكي، في مقطع مصور بُثّ على الشبكات الاجتماعية: "في الوقت الراهن، حررت القوات المسلحة الأوكرانية وسيطرت على أكثر من ثلاثين بلدة في منطقة خاركيف" الحدودية مع روسيا.

وقبل بيربوك، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، زيارة مفاجئة إلى كييف، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2.7 مليار دولار إلى أوكرانيا والدول المجاورة لها في مواجهة روسيا.

ولم يعلن بلينكن مسبقاً عن الزيارة الثانية له إلى كييف منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وأشاد بلينكن بإحراز الجيش الأوكراني "تقدماً واضحاً وفعلياً" في هجومه المضاد الذي يستهدف الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية. وقال في تصريح له: "نشهد تقدماً واضحاً وفعلياً على الأرض، خصوصاً في المنطقة المحيطة بخيرسون (جنوب)، وأيضاً تطوّرات مثيرة للاهتمام في الشرق في دونباس".

وأضاف: "نحن فخورون بأن دعمنا ودعم الكثير من البلدان الأخرى يساهمان في السماح للأوكرانيين بالقيام بما يريدونه، العمل على تحرير الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في هذا العدوان".

وتابع: "في نهاية المطاف، ما يُحدث الفرق بشكل جوهريّ أن هذا وطن الأوكرانيين، وليس وطن الروس".

الجيش الأوكراني يتقدم جنوب خاركيف

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تعتقد أن الأوكرانيين تقدموا لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً جنوب خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.

يبدو أن التقدم كان حول مدينة إزيوم، حيث كان التركيز لفترة طويلة على خط الجبهة الروسية وموقع المدفعية الثقيلة وغيره من أشكال القتال، ووصف البريطانيون القوات الروسية حول إزيوم بأنها "معزولة بشكل متزايد".

وقال الجيش البريطاني: "من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد أخذت على حين غرة.. إن هذا القطاع كان خاضعاً لسيطرة خفيفة، وقد استولت الوحدات الأوكرانية على عدة بلدات أو حاصرتها"، مضيفاً أن بلدة كوبيانسك القريبة تعرضت لضغوط على ما يبدو من القوات الأوكرانية، وأن خسارتها ستؤثر كثيراً بخطوط الإمداد الروسية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أعلن الجيش الأوكراني أنه دخل بلدة كوبيانسك المهمة للإمدادات وسيطرت عليها القوات الروسية منذ عدة أشهر.

ونشرت القوات الخاصة الأوكرانية صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تقول إنها لعناصرها "في كوبيانسك التي كانت وستظل أوكرانية". ونشر مسؤول إقليمي صورة منفصلة لجنود أوكرانيين في البلدة الأوكرانية البالغ عدد سكانها نحو 27 ألف نسمة، وكتب "كوبيانسك هي أوكرانيا".

وقبل ذلك، انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت، تظهر جنوداً أوكرانيين أمام مبنى حكومي رئيسي في كوبيانسك، على بعد نحو 73 كيلومتراً شمال إزيوم.

أظهرت الصورة جنوداً يعرضون علم الكتيبة 92 الآلية المنفصلة لأوكرانيا أمام مبنى يشبه مبنى مجلس مدينة كوبيانسك، الذي يقع على طول نهر أوسكيل.

بالمثل، أشار مركز أبحاث مقره واشنطن إلى المكاسب الأوكرانية الكاسحة السبت، ويقدر أن كييف استولت على نحو 2500 كيلومتر مربع في اختراقها الشمالي الشرقي.

وقال معهد دراسة الحرب في تقرير إنه يبدو أن "القوات الروسية غير المنظمة (كانت) عالقة في التقدم الأوكراني السريع"، مشيراً إلى صور على وسائل التواصل الاجتماعي لسجناء يبدو أنهم روس أُسروا في التقدم حول إزيوم والبلدات المحيطة بها.

وذكر التقرير نفسه: "قد تنهار المواقع الروسية حول إزيوم إذا قطعت خطوط الاتصال الأرضية الروسية" شمال وجنوب المدينة.

ويأتي القتال في الشرق وسط هجوم مستمر حول خيرسون في جنوب أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن روسيا قد تكون قد أخذت جنوداً من الشرق للتعزيزات حول خيرسون، ما يمنح الأوكرانيين الفرصة لضرب خط أمامي ضعيف.

في المقابل، كان الجيش الأوكراني أكثر حذراً بشأن المكاسب التي وردت عنها تقارير، زاعماً في تحديثه الدوري اليوم السبت، أنه استعاد السيطرة على "أكثر من ألف كيلومتر مربع" من القوات الموالية للكرملين منذ إطلاق هجومه المضاد الذي طال انتظاره هذا الأسبوع.

قال الجيش إنه "في بعض المناطق اخترقت وحدات من قوات الدفاع دفاعات العدو لعمق 50 كيلومتراً"، في تطابق مع التقديرات البريطانية، لكن الجيش الأوكراني لم يكشف عن أي تفاصيل جغرافية.

وتكتم المسؤولون في كييف على مدى أسابيع عن خططهم لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في وقت مبكر من الحرب، ودعوا السكان المحليين إلى الامتناع عن تداول المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي خوفاً من تعريض العملية الجارية للخطر.

إلى ذلك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم، إن موسكو ستسحب قواتها من بلدتي بالاكليا وإيزيوم الأوكرانيين.

وقال المتحدث باسم الجيش الروسي الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف إنه "من أجل تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية الخاصة بتحرير دونباس (في شرق أوكرانيا)، تقررت إعادة تجميع القوات الروسية المتمركزة في منطقتي بالاكليا وإيزيوم".

ميدانياً أيضاً، أفاد قيادي انفصالي موالٍ لروسيا في شرق أوكرانيا، اليوم، بأن منطقته تشهد قتالاً عنيفاً بين القوات الروسية والأوكرانية.

وقال دنيس بوشيلين إن الوضع في مدينة ليمان في منطقة دونيتسك "صعب جداً"، لافتاً إلى معارك في "عدد آخر من البلدات"، وخصوصاً في الجزء الشمالي من المنطقة.

في مكان آخر، أبلغت دائرة الطوارئ الأوكرانية عن مقتل مدنية في هجوم صاروخي روسي على منطقة خاركيف خلال الليل.

وقال الفرع الإقليمي لدائرة الطوارئ الحكومية، إنه عُثِر على جثة امرأة تبلغ من العمر 62 عاماً مدفونة تحت أنقاض منزلها الذي سوي بالأرض بسبب الغارة.

كذلك اتهم حاكم المنطقة، أوليه سينيهوبوف، موسكو بقصف المستوطنات التي استعادتها كييف في التطورات الأخيرة، إلى جانب مناطق سكنية أخرى في المنطقة.

قال سينيهوبوف في منشور على "تليغرام" إن خمسة مدنيين نقلوا إلى المستشفى في منطقة إزيوم، بينما أصيب تسعة آخرون في أماكن أخرى بالمنطقة.

أما في منطقة دونباس المحاصرة جنوب خاركيف، فقال الحاكم الأوكراني إن مدنيين قتلوا وأصيبوا خلال الليل بقصف روسي قرب مدينة باخموت، الهدف الرئيسي للهجوم الروسي المتعثر هناك.

وأوضح بافلو كيريلينكو على "تليغرام" أن شخصين لقيا حتفهما وأصيب اثنان آخران في باخموت وقرية ياهيدن المجاورة.

(وكالات، العربي الجديد)

المساهمون