كييف تبدأ العمل على "اتفاق أمني" مع واشنطن

كييف تبدأ العمل على "اتفاق أمني" مع واشنطن

23 ابريل 2024
زيلينسكي يزور منطقة دونيتسك، أوكرانيا، 19 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعلن عن بدء العمل على اتفاق أمني ثنائي مع الولايات المتحدة، عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس بايدن، مما يعكس تعميق العلاقات الأمنية بين البلدين.
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على رزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع التراجع المتسارع في الجبهة الشرقية.
- الوضع في الشرق الأوكراني يتعقد مع تقدم القوات الروسية وسيطرتها على مناطق استراتيجية، وسط تحذيرات من تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد وتأكيدات على الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أن البلدين "باشرا العمل على اتفاق أمني" ثنائي، معربا عن شكره إلى نظيره الأميركي لـ"دعمه الراسخ" لبلاده، وذلك بعد موافقة مجلس النواب الأميركي على رزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، في وقت تشهد فيه الجبهة الشرقية للبلاد تراجعا أوكرانيا متسارعا.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية إن "فريقينا -أوكرانيا والولايات المتحدة- باشرا العمل على اتفاق أمني ثنائي"، مؤكدا أيضا أن كييف وواشنطن أحرزتا تقدما في شأن تسليم أوكرانيا صواريخ أميركية بعيدة المدى من طراز "أتاكمز". ووجه الرئيس الأوكراني شكره إلى نظيره الأميركي لـ"دعمه الراسخ" لبلاده، وذلك بعد موافقة مجلس النواب الأميركي على رزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، وعد سيّد البيت الأبيض بإرسالها "سريعا".

واعتبر بايدن أن رزمة المساعدات لكييف بقيمة 61 مليار دولار والتي يتوقّع أن يصادق عليها مجلس الشيوخ في الأسبوع الجاري، ستلبي "الاحتياجات الملحة لأوكرانيا في ساحة المعركة" وعلى صعيد الدفاع الجوي. والمساعدات التي بقيت طوال أشهر عالقة بسبب صراعات سياسية داخلية في واشنطن، رحّبت بها أوكرانيا حيث الأوضاع على الجبهة الشرقية متدهورة منذ أسابيع.

ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة، إذ يواجه نقصا في المجندين الجدد والذخيرة، بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية ولا سيما الأميركية. في المقابل تواصل القوات الروسية الأكثر عددا والأفضل تسليحا، التقدم نحو الشرق، وتستمر في السيطرة على قرى صغيرة في دونباس.

وكتب زيلينسكي على منصة إكس "أنا ممتن لجو بايدن لدعمه الراسخ لأوكرانيا ولقيادته العالمية الفعلية"، موضحا أن نظيره الأميركي أكد له خلال محادثة هاتفية أن رزمة المساعدات الجديدة ستكون "سريعة وقوية وستعزز قدراتنا على صعيد الدفاع الجوي والبعيد المدى والمدفعية". ووعد بايدن زيلينسكي بأن يرسل إليه "سريعا" مساعدات عسكرية "مهمة"، ما أن يصادق الكونغرس الأميركي نهائيا عليها.

وقبيل الاتصال، دمّرت ضربة روسية هوائيا للإرسال التلفزيوني في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وتقع خاركيف على مقربة من الحدود وتُستهدف منذ أسابيع بقصف متزايد. والبرج الهوائي البالغ ارتفاعه 240 مترا وذو الهيكل المعدني انهار نصفيا وفق وكالة "فرانس برس". وسبق أن لحقت به أضرار في مارس/آذار 2022 مع بداية الحرب. وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف إن "المحتلين هاجموا بنية تحتية للتلفزيون في خاركيف. خلال الإنذار، اختبأ الموظفون ولم يسقط ضحايا"، متحدثا عن "اضطراب في إشارة التلفزيون الرقمي".

واعتبر زيلينسكي، خلال الاتصال مع بايدن، أن هذه الضربة تبيّن "نية واضحة لدى روسيا لجعل هذه المدينة غير صالحة للسكن". من جهته، رحّب فلاديمير سالدو، أحد المسؤولين الذي عيّنتهم سلطات الاحتلال في منشور على منصة تليغرام بـ"تدمير وسائل الاتصال والدعاية" للخصوم.

وأظهرت مشاهد التُقطت بعيد الضربة، وجرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، سقوط الجزء الأعلى من الهوائي، وتصاعد سحابة من الدخان الرمادي. وخاركيف التي كان يقطنها 1,4 مليون نسمة قبل الحرب تُستهدف بقصف منذ أسابيع. وقد استُهدفت فيها خصوصا بنى تحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاعات مطوّلة للتغذية بالتيار الكهربائي في أواخر مارس/آذار. وزار زيلينسكي خطوطا دفاعية تم حفرها حديثا في المنطقة في أوائل إبريل/نيسان، عند الجبهة التي تبعد نحو 40 كيلومترا من خاركيف.

في الشرق الأوكراني، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب ميدانية منذ سيطرتها على مدينة أفدييفكا في فبراير/شباط، أعلنت موسكو السيطرة على نوفوميخايليفكا التي تبعد نحو ثلاثين كيلومتراً من دونيتسك. وهي قريبة من فوغليدار، البلدة الواقعة عند التقاء الجبهتين الجنوبية والشرقية. وفي بداية 2023 نجحت أوكرانيا في صد هجوم للجيش الروسي، ملحقة خسائر بشرية فادحة في صفوفه. وفي الأسابيع الأخيرة، سيطرت القوات الروسية على عدد من القرى مستفيدة من صعوبات يواجهها الجيش الأوكراني بسبب التأخير في التعبئة وفي تسليم المساعدات الغربية.

في هذا السياق، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، الاثنين، من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء حوالي منتصف مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران، وستكون "فترة عصيبة"، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد. وقال بودانوف ردا على سؤال عن الوضع على الجبهة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "دعونا لا نخوض في الكثير من التفاصيل لكن ستكون هناك فترة صعبة في منتصف مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران".

وحاليا تتطلع القوات الروسية للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية المرتفعة والواقعة على بعد أقل من 30 كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة التي تسيطر عليها أوكرانيا والتي تعد مركزا مهما للسكك الحديدية والخدمات اللوجستية للأوكرانيين. ونهاية مارس/آذار، تحدث قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر بافليوك، عن سيناريو "محتمل" من هذا القبيل، بمشاركة مئة ألف جندي روسي. وكان القائد الأعلى للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي قد اعترف بالفعل في منتصف إبريل/نيسان بأن الوضع على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير" في الآونة الأخيرة.

(فرانس برس)

المساهمون