كيف قيّمت الصحافة الإسرائيلية العدوان على غزة؟

08 اغسطس 2022
الاحتلال الإسرائيلي يريد أكثر من وقف إطلاق النار (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

تفاعلت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، مع العدوان الذي شنّه جيش الاحتلال على قطاع غزة الجمعة الماضية إلى الأحد. وتراوحت التقييمات بين من اعتبر أن العملية "لم تكن متوقعة"، أو أنها وجهت رسائل إلى جهات إقليمية، وبين من اعتبر أنها "فشلت، ولم تكن ضرورية".

في هذا السياق، رأت صحيفة "هآرتس"، في افتتاحيتها صباح الإثنين، أنَّ "العملية العسكرية" التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة تمثل "فشلًا عسكريًا" للسياسات الإسرائيلية، وشددت على ضرورة عدم تكرار هذا النوع من العمليات العسكرية.

واعتبرت الصحيفة أن هناك ضرورة لـ"تغيير استراتيجية" إسرائيل في قطاع غزة، من خلال "تبني خطة" رئيس الوزراء الحالي يئير لبيد، التي تندرج ضمن مرحلتين: أولى تتعلق بإعادة الخدمات الأساسية في قطاع غزة على غرار شبكة الكهرباء وربطها بأنابيب الغاز وتحسين خدمات الصرف الصحي. أما في المرحلة الثانية، فقد اقترحت الخطة تحسين العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، من خلال التأسيس لمشاريع مشتركة، بالإضافة إلى بناء ميناء بحريّ.

وأوضحت الصحيفة أنّ هذا التوجه "قد يكون بداية مسار جديد" يرسمه رئيس حكومة الاحتلال لوضع استراتيجية جديدة في التعامل مع قطاع غزة.

من جهة أخرى، رأى كل من موقع "واللا" العبري وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن تطورات العدوان على غزة "لم تكن متوقعة"، وأنها خرجت عن تقديرات قوات الاحتلال، التي لم تتوقع أن ينتهي اعتقال أحد قيادات حركة الجهاد في الضفة الغربية إلى هذا النوع من التصعيد.

أما الإذاعة الإسرائيلية العامة، فقد مالت إلى اعتبار أن العدوان على غزة "لم يكن اعتباطيًا، وأنه حمل عدة رسائل إقليمية"، تحديدًا لحزب الله في لبنان وإيران، حيث قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عاموس يدلين، في تصريح للإذاعة، إن ما اعتبرها "إنجازات" أجهزة مخابرات الاحتلال في استهداف قادة سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تتضمن رسائل لحزب الله بأن أي مواجهة قادمة ستكون لها عواقب، خاصة فيما يتعلق بحقل كاريش للغاز.

صفقة تبادل الأسرى في الخلفية

من جهة أخرى، فقد حضر ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى حركة "حماس" في خلفية الحديث عن "نجاعة العملية العسكرية ضد قطاع غزة"، في إشارة للعدوان على القطاع، حيث أشار مسؤولون إسرائيليون لعدة وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك مفاوضات غير مباشرة مع حماس بشأن هذا الملف، إذ تتصدر مسألة الجنود الأسرى لدى الحركة قائمة أولويات حكومة لبيد، الذي يريد على ما يبدو تحقيق اختراق في هذا الملف قبيل الانتخابات القادمة.

وأوضح المسؤولون، وفقًا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن تل أبيب تريد أكثر من مجرد وقف إطلاق النار، حيث تسعى للاستفادة من "نتائج" العدوان ودفع الوضع الراهن في غزة نحو الأمام في قضايا أخرى.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى وجود فرصة لإنجاز صفقة تبادل أسرى، وأنهم لا يريدون تفويتها.  

ويشير المسؤولون الإسرائيليون، حسب الإذاعة العامة، إلى أن احتمال إنجاز صفقة تبادل "جعل إسرائيل حريصة على إنهاء العملية قبل انضمام حركة حماس إلى التصعيد".

يذكر أن عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية دعت اليوم إلى احتجاج للضغط على حكومة الاحتلال، من أجل إعادة قضية الجنود على جدول أعمالها.

وحسب الدعوة، فإن المسيرة ستتجه نحو معبر بيت حانون الذي يربط بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.

المساهمون