رصد باحث إسرائيلي جملة المخاطر والفرص التي يمكن أن تواجهها تل أبيب في حال غزو روسيا للأراضي الأوكرانية، وذلك في ظل التحذيرات الغربية من مغبّة إقدام موسكو على ذلك، والتلويح بفرض عقوبات شديدة.
وقال الباحث في معهد "هرتسليا متعدد الاتجاهات"، أودي إفينتال، إن هجوماً روسياً على أوكرانيا سيمثل "هزة أرضية" بالنسبة إلى موازين القوى العالمي وسيغير سلَّم الأولويات الدولية على مختلف الصعد.
وأضاف إفينتال، الذي سبق أن شغل مواقع متقدمة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن جملة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها مصالح إسرائيل في أعقاب الهجوم الروسي تكمن في تقليص دور الولايات المتحدة ومكانتها في منطقة الشرق الأوسط بشكل يمكن أن يمسّ بالاستقرار الإقليمي.
وفي سلسلة تغريدات على حسابه على "تويتر"، لفت إفينتال أخيراً إلى أن تراجع حضور الولايات المتحدة المتوقع في المنطقة سيشجع إيران على توسيع نفوذها و"المسّ بقوة الردع الإسرائيلية" في الإقليم.
وتوقع أن يسهم الهجوم الروسي في تعزيز مكانة إيران في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، ويساعدها على "تبديد الوقت بهدف ابتزاز الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن المواجهة مع واشنطن يمكن أن تدفع موسكو إلى دعم مواقف طهران في فيينا، ما سيقود إلى تقديم الأميركيين "المزيد من التنازلات" للإيرانيين.
ولم يستبعد الباحث الإسرائيلي أن تتجه روسيا إلى تقليص هامش المناورة العسكري المتاح لجيش الاحتلال في سورية، في إطار الرسائل التي سترسلها إلى الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص، مشيراً إلى أن روسيا تبدي علامات الضجر وعدم الرضى إزاء الهجمات الإسرائيلية.
واعتبر أن المواجهة بين القوى العظمى تحمل في طياتها مخاطر لإسرائيل التي ستضطر إلى المناورة بين الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسة، وروسيا التي تحتاج إلى التنسيق معها لمواصلة عملياتها في سورية.
في المقابل، قال إفينتال إنّ تراجع الحضور الأميركي في المنطقة يمكن أن يمنح إسرائيل الفرصة لتعزيز علاقاتها الإقليمية وبناء تحالفات إقليمية جديدة.
وتوقع أن يزداد الطلب الأوروبي على اقتناء المنظومات الدفاعية والسيبرانية التي تنتجها إسرائيل في أعقاب المواجهة العسكرية، ولا سيما منظومات الدفاع الجوية.