كيف حدّدت المخابرات المركزية موقع الظواهري وخطّطت لقتله؟ الرواية الأميركية الكاملة

02 اغسطس 2022
رصد الظواهري في أكثر من مرة على شرفة المنزل قبل مقتله (تويتر)
+ الخط -

قُتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أميركية في أفغانستان، السبت الماضي، وهي أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات وإن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.

وحتى إعلان الولايات المتحدة، ترددت شائعات مختلفة عن وجود الظواهري في المنطقة القبلية بباكستان أو داخل أفغانستان.

وكشف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته وفق "رويترز"، بعضاً من تفاصيل عملية قتل الظواهري، مشيراً إلى أنه "لسنوات عديدة، كانت الحكومة الأميركية على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود "القاعدة" في البلاد.

وأضاف المسؤول أنه "هذا العام، حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري (زوجته وابنته وأطفالها) انتقلت إلى منزل آمن في كابول قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه، في وقت لفتت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية إلى أنه تمّ إعلام بايدن للمرة الأولى بوجود الظواهري في كابول في إبريل/نيسان الماضي.

وقال المسؤول في إدارة بايدن إنه "على مدى عدة أشهر، ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابول. وفي أوائل إبريل/نيسان بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة. وبعد ذلك، أطلع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الرئيس جو بايدن".

وأكد أنه "لقد تمكنا من تحديد نمط حياة (الظواهري) من خلال مصادر معلومات مستقلة متعددة لتوجيه العملية".

وأوضح أنه بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابول، لم يصل إلى علم المسؤولين أنه غادره ورصدوه في شرفته في مناسبات عدة.

وحقق المسؤولون في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل، للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية لقتل الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري، وفق ما يقوله المسؤول الأميركي.

وأضاف أنه "في الأسابيع القليلة الماضية، عقد الرئيس اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل. وفي أول يوليو/تموز، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بايدن على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض".

وطرح بايدن "أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه" وفحص عن كثب نموذجا للمنزل الآمن الذي أعده مجتمع المخابرات وأحضره إلى الاجتماع، بحسب ما يقوله المسؤول الأميركي.

وقال إنه "سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية. كما طلب الرئيس تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابول".

وعمدت مجموعة منتقاة من كبار المحامين المشتركين بين الوكالات إلى فحص تقارير المخابرات، وأكدوا أن الظواهري هدف قانوني بناء على قيادته المستمرة لـ"القاعدة".

وقال المسؤول إن الرئيس دعا في 25 يوليو/تموز أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة أميركا مع "طالبان"، من بين أمور أخرى. وبعد التماس آراء الآخرين في الغرفة، أذن بايدن "بضربة جوية دقيقة" بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

من جهتها، ذكرت شبكة "سي.أن.أن" أن بايدن شدد أمام المسؤولين خلال التخطيط للعملية على ضرورة تجنّب مقتل مدنيين، ومن بينهم أفراد عائلة الظواهري، وقد أكد البيت الأبيض أن أحداً لم يُقتل في الضربة.

ولفتت الشبكة إلى أن بايدن كان قلقاً أيضاً من تأثير الضربة على الجهود الأميركية لتأمين عودة المواطن الأميركي مارك فريريتشز، المختطف في أفغانستان منذ أكثر من سنتين. وقال مسؤول كبير في الإدارة إن بايدن ضغط على فريقه للتخفيف من المخاطر المحتملة على هذه الجهود، بالإضافة إلى المحاولات المستمرة لإعادة توطين الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال الحرب.

ولفت المسؤول إلى أن واشنطن أوضحت لحركة طالبان أنها تتوقع منها عدم اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يضرّ بفريريتشز.

ونفذت طائرة مسيّرة الضربة في النهاية الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:48 بتوقيت غرينتش) في 30 يوليو/تموز، باستخدام صواريخ "هيلفاير".

المساهمون