كوسوفو تشدد تأمين الحدود.. والاتحاد الأوروبي يهددها بـ"عواقب سياسية"

15 يونيو 2023
ينشر حلف شمال الأطلسي قوة حفظ سلام في كوسوفو منذ تدخّله العسكري في العام 1999 (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، اليوم الخميس، تشديد الأمن على الحدود عقب ما وصفه بدور صربيا في "خطف ثلاثة من عناصر الشرطة"، بينما هدّد الاتحاد الأوروبي السلطات في كوسوفو بـ"عواقب سياسية" في حال لم تتخذ قرارات لتهدئة التوترات مع المجموعة الصربية في الشمال.

وانتقد كورتي قوات حفظ السلام الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، لعدم تقديمها تفسيرا رسميا لما حدث لعناصر شرطة الحدود الثلاثة. وأضاف أنهم "خُطفوا داخل أراضي كوسوفو"، بينما تقول بلغراد إنهم "اعتقلوا" في الأراضي الصربية.

وعرض كورتي، متحدثا في مؤتمر صحافي، خرائط لموقع الحادثة المزعومة، قائلا إن الشرطة الخاصة الصربية ووحدات الجيش توغلت في عمق أراضي كوسوفو.

وبعد اجتماع لمجلس الأمن الأعلى في كوسوفو، صرح رئيس الوزراء بأن عمليات التفتيش على الحدود ستشدد، وأن حركة المرور من صربيا ستكون محدودة، لكنه أضاف أنها ليست "خطوات تجارية"، ما يعني أن البضائع ستستمر في التحرك بحرية عبر الحدود.

وأضاف: "ما فاجأنا هو صمت وتسامح الهيئات الدولية مع سلوك صربيا، وأن الأخيرة تبحث باستمرار عن ذرائع لتصعيد التوترات وزعزعة الاستقرار، وعندما لا تكون هناك ذرائع تكون صربيا مستعدة وقادرة على خلق واحدة".

وأدت الواقعة الأخيرة إلى تصاعد التوترات بين صربيا وإقليمها السابق.

وكانت صربيا قد وضعت قواتها على الحدود في حالة تأهب قصوى وسط سلسلة من الاشتباكات الأخيرة بين صرب كوسوفو من جهة، وشرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام بقيادة الناتو من جهة أخرى.

وقد طلب مسؤول من كوسوفو في بلغراد زيارة الضباط الثلاثة.

كما تواصل كورتي مع مسؤولين أميركيين، مطالبا إياهم بالضغط على صربيا للإفراج عن عناصر الشرطة.

الاتحاد الأوروبي يهدد كوسوفو بـ"عواقب سياسية"

في غضون ذلك، هدّد الاتحاد الأوروبي السلطات في كوسوفو بـ"عواقب سياسية" في حال لم تتخذ قرارات لتهدئة التوترات مع المجموعة الصربية في الشمال.

وقال متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو ألبين كورتي اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد. وفي حال لم يحصل ذلك ستكون هناك عواقب سياسية مع تعليق الزيارات والعلاقات رفيعة المستوى، واتخاذ إجراءات موقتة يمكن العودة عنها"، موضحاً أن "الأمر لا يتعلق بعقوبات بل بإجراءات مُقيّدة".

وأقر المتحدث نفسه بأن تعليق دعم الاتحاد الأوروبي مالياً قيد المناقشة، إضافة إلى إجراءات أخرى لم يكشف تفاصيلها.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في 26 يونيو/ حزيران الجاري في لوكسمبورغ.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وتصاعد التوتر بين بلغراد وبريشتينا منذ تنصيب رؤساء بلديات ألبان في مايو/ أيار الماضي في أربع مدن في شمال كوسوفو تقطنها غالبية صربية.

وكان أعضاء مجلس المدينة هؤلاء قد انتُخبوا في إبريل/ نيسان خلال الانتخابات البلدية التي قاطعها صرب كوسوفو.

وأصيب 30 جندياً في قوة حفظ السلام، التي يقودها حلف شمال الأطلسي، بجروح خلال مواجهات بين محتجين من الصرب.

وتواصلت الاشتباكات على الرغم من تقديم رئيس وزراء خطة من خمس نقاط لمحاولة خفض التصعيد، تشمل إجراء انتخابات جديدة في البلديات الأربع المتنازع عليها. كما دعا إلى استئناف "فوري" للمحادثات مع صربيا برعاية الاتحاد الأوروبي.

ولم تعترف صربيا بدعم من حلفائها الروس والصينيين، بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق في 2008 بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والمتمردين الألبان الانفصاليين.

وتشجع بلغراد حوالى 120 ألف صربي يقيمون هناك (ما بين 6 و7% من السكان) على تحدي سلطات بريشتينا.

وينشر حلف شمال الأطلسي قوة حفظ سلام في كوسوفو منذ تدخّله العسكري في العام 1999.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون