كوسوفو تحذّر صربيا من تكرار "السيناريو الروسي" بالقرم

01 أكتوبر 2023
رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني (شون جالوب/ Getty)
+ الخط -

حذّرت رئيسة كوسوفو، فيوسا عثماني، من رغبة صربيا في تكرار سيناريو مشابه لضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وقالت في حديث لصحيفة "لا ريبوبليكا"، اليوم الأحد، إن بلادها تملك أدلة قاطعة على أن صربيا نفذت هجوم 24 سبتمبر/ أيلول الفائت.

وأضافت عثماني أنّ صربيا "الآن تستعد لهجوم جديد بتعزيز قواتها ومدفعيتها على حدود كوسوفو، هذا وضع مختلف عما رأيناه منذ 25 عاماً. لا تزال صربيا تحكمها عقلية ميلوسيفيتش (الرئيس السابق سلوبودان) وهم يحاولون محو كل شيء، السلام والاستقرار والحرية، حققه شعبنا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأشارت إلى أن بلغراد تريد استخدام نموذج بوتين لضم شبه جزيرة القرم، مؤكدة أن بلادها لن تسمح بحدوث ذلك، وتابعت: "يجب أن تعلم صربيا أنها ستواجه شعباً مصمماً على الدفاع عن حريته بأي ثمن".

صربيا تنفي الحشد العسكري قرب كوسوفو: "حملة أكاذيب"

من جهته، نفى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، اليوم الأحد، تقارير أميركية تحدثت عن حشد عسكري على طول حدود بلاده مع كوسوفو، واصفاً ما يتردد بأنه "حملة أكاذيب" ضد صربيا في أعقاب تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وأجج التوتر في منطقة البلقان المضطربة.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عبرا عن قلقهما، هذا الأسبوع، بشأن ما وصفوه بأنه "انتشار عسكري متزايد" على حدود صربيا مع كوسوفو، وحثا بلغراد على تقليص وجود قواتها هناك. وقالت حكومة كوسوفو، أمس السبت، إنها تراقب تحركات الجيش الصربي من "ثلاثة اتجاهات مختلفة"، وحثت صربيا على سحب قواتها فوراً، ونزع سلاح المنطقة الحدودية.

وقال فوتشيتش، في مقطع مصور على حسابه الرسمي في "إنستغرام": "هناك حملة من الأكاذيب ضد صربيا. لقد كذبوا كثيراً بشأن وجود قواتنا العسكرية. في الواقع هم منزعجون بسبب امتلاك صربيا ما يصفونها بأنها أسلحة متطورة".

وصربيا هي حليف رئيسي لروسيا في أوروبا، وهناك مخاوف غربية من أن موسكو قد تحاول إثارة الاضطرابات في البلقان لصرف الانتباه عن الحرب في أوكرانيا. وتحدّث فوتشيتش عن مستوى الاستعداد القتالي للقوات الصربية على الحدود مع كوسوفو مرات عدة خلال الأشهر الماضية.

كذلك عززت صربيا قواتها بأسلحة ومعدات أخرى تم شراؤها من روسيا والصين بشكل رئيسي، وقال الرئيس الصربي، اليوم الأحد، "سنواصل الاستثمار في الدفاع عن بلادنا، لكن صربيا تريد السلام. كل ما قالوا كذب، إنهم يختلقون ويكذبون".

الناتو يعزز وجوده في كوسوفو

من جانبه، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه سيتم نشر نحو 600 جندي بريطاني في كوسوفو لتعزيز وجود التكتل في الإقليم الصربي السابق الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات مسلّحة.

والجنود هم من قوة احتياطية وضعت في نهاية الأسبوع بتصرف "كفور" (قوة حلف شمال الأطلسي المنتشرة في كوسوفو)، للتصدي للتطورات وللتوتر المتجدد في المنطقة.

وقال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي ديلان وايت إنّ "المملكة المتحدة بصدد نشر نحو 200 جندي من الكتيبة الأولى في الفوج الملكي لأميرة ويلز للانضمام إلى وحدة بريطانية قوامها 400 جندي يتدربون حالياً في كوسوفو، وستلي ذلك تعزيزات إضافية من حلفاء آخرين".

وأضاف أنّ "القرار يأتي في أعقاب الهجوم العنيف على شرطة كوسوفو في 24 سبتمبر/ أيلول وتزايد التوترات في المنطقة"، من دون أن يشير صراحة إلى بيان أصدرته واشنطن الجمعة وحذّرت فيه من حشد عسكري صربي على حدود كوسوفو.

وقال وايت إن حلف شمال الأطلسي دعا مجدداً إلى التهدئة، الأحد، وطالب بلغراد وبريشتينا باستئناف الحوار في أقرب وقت ممكن باعتباره "السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام".

وتصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب أعمال عنف وقعت، يوم الأحد الماضي، في شمال كوسوفو، وشارك فيها مسلحون صرب مدججون بالسلاح وضباط من شرطة كوسوفو، حيث قُتل شرطي وأصيب آخر بعدما أغلق المسلحون طريقاً في منطقة بانيسكا ذات الغالبية الصربية وتحصنوا داخل دير مسيحي أرثوذكسي في شمال كوسوفو، ولقي ثلاثة متمردين حتفهم.

وكان ذلك واحداً من أسوأ الاشتباكات منذ أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، ما دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الإعلان عن أنه سيعزز قوة حفظ السلام المتمركزة في البلاد.

وتعليقاً على الحادثة اتهم رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، صربيا بدعم المسلحين، وطالب بلغراد بـ"التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية في الشمال".

(الأناضول، أسوشييتد برس)

المساهمون