كوريا الشمالية تعلن فشل عملية إطلاق قمر اصطناعي لغرض التجسس

28 مايو 2024
كوريا الشمالية تفشل في إطلاق قمر "ماليغيونغ-1-1" 28/5/2024 (أنتوني والاس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كوريا الشمالية تفشل في إطلاق قمر "ماليغيونغ-1-1" الاصطناعي للتجسس بسبب مشاكل في المحرك، وسط انتقادات من سيول وطوكيو وتأكيد الحادثة بتسجيل مصور من "إن إتش كاي" اليابانية.
- الحادثة تخضع لتحليل الجيش الكوري الجنوبي والاستخبارات الأمريكية، مع تحذيرات بأن الإطلاق ينتهك قرارات الأمم المتحدة ويعتبر تهديدًا للاستقرار الإقليمي والعالمي، وتقارير عن دعم تقني روسي لبيونغ يانغ.
- الرئيس الكوري الجنوبي يدين العملية ويصفها بأنها تقوض السلام، فيما تجري كوريا الجنوبية تدريبات عسكرية ردًا على الإطلاق، وتزداد العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا قوة، مما يثير قلق المجتمع الدولي.

أعلنت كوريا الشمالية أنّ أحدث محاولاتها لوضع قمر اصطناعي لغرض التجسس في المدار، الاثنين، باءت بالفشل بعد انفجاره جواً، وذلك بعد ساعات على انتقاد سيول وطوكيو إعلان بيونغ يانغ عزمها على المضي قدماً بعملية الإطلاق. وأفادت "الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي" في البلاد، في بيان نقله الإعلام الرسمي، بأنّ قمر "ماليغيونغ-1-1" الاستطلاعي "انفجر في الجو في المرحلة الأولى من إقلاعه وفشلت عملية إطلاقه"، مضيفة أنّ "سبب الحادث مرتبط بمدى إمكانية الاعتماد على محرّك الأكسجين السائل والنفط الذي تم تطويره حديثاً".

وبثّت شبكة "إن إتش كاي" اليابانية تسجيلاً مصوّراً لما بدا أنه مقذوف تشتعل فيه النيران في السماء قبل انفجاره، قائلة إنها صوّرته من شمال شرق الصين في التوقيت ذاته الذي تمّت فيه محاولة الإطلاق. وأبلغت بيونغ يانغ اليابان، في وقت سابق من أمس الاثنين، بأنها تخطط لوضع قمر اصطناعي جديد في المدار، ما أثار انتقادات من كل من سيول وطوكيو اللتين حثتا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على إلغاء الخطوة.

لطالما كان وضع قمر اصطناعي في المدار من أولويات نظام كيم، وأعلن أنه نجح في ذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد محاولتين فاشلتين العام الماضي. وتفيد سيول بأن كيم تلقى مساعدة تقنية روسية لعملية الإطلاق مقابل إرساله حاويات أسلحة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا.

وفيما أكد الجيش الكوري الجنوبي أنه رصد عملية الإطلاق لكن "يفترض" أن القمر الاصطناعي "انفجر في الجو"، أفادت هيئة الأركان المشتركة في سيول بأنّ "السلطات الاستخباراتية الكورية الجنوبية والأميركية تحلله بالتفصيل بناء على تعاون وثيق". وتحظر عدة قرارات للأمم المتحدة على كوريا الشمالية إجراء اختبارات باستخدام تكنولوجيا بالستية. ويشير محللون إلى وجود ارتباط تكنولوجي وثيق بين إمكانيات إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء وتطوير الصواريخ البالستية.

وأكد الجيش الكوري الجنوبي أن عملية الإطلاق "عمل استفزازي ينتهك بوضوح قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية". ووصفت القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (إندوباكوم) عملية الإطلاق بأنها "انتهاك صارخ لقرارات عدة لمجلس الأمن الدولي صدرت بالإجماع"، وقالت في بيان إن هذه العملية "تهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة وخارجها".

مهندسون روس ساعدوا كوريا الشمالية

وجاءت محاولة إطلاق القمر الاصطناعي بعد ساعات على اختتام سيول وبكين وطوكيو أول قمة ثلاثية منذ العام 2019. وأكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الاثنين، أن من شأن أي عملية إطلاق لقمر اصطناعي (وهي رابع محاولة كورية شمالية) أن "تقوّض السلام الإقليمي والعالمي والاستقرار".

وأجرى الجيش الكوري الجنوبي تدريبات على رحلة تشكيل هجومي وعلى شن هجوم، الاثنين، لإظهار "إمكانيات جيشنا وإرادته القوية" بعدما أبلغت كوريا الشمالية اليابان عن خطتها لإطلاق قمر اصطناعي بحلول تاريخ الرابع من يونيو/ حزيران. ويشير خبراء إلى أن بإمكان الأقمار الاصطناعية المخصصة لأغراض التجسس أن تحسّن قدرات بيونغ يانغ على جمع المعلومات الاستخباراتية، خصوصاً في ما يتعلق بكوريا الجنوبية، ما يوفر بالتالي بيانات غاية في الأهمية في حال نشوب نزاع عسكري.

وكان الرئيس كيم قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأشار بوتين لاحقاً إلى أن بلاده يمكن أن تساعد بيونغ يانغ في بناء الأقمار الاصطناعية. واتهمت كل من سيول وواشنطن لاحقاً بيونغ يانغ بإرسال أسلحة إلى موسكو، فيما قالت كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا العام إن بيونغ يانع أرسلت آلاف حاويات الأسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، الأحد، نقلاً عن مسؤول حكومي، أنّ مجموعة من المهندسين الروس دخلت كوريا الشمالية للمساعدة في التحضيرات لعملية الإطلاق. وبينما تؤكد كوريا الشمالية أن قمر "ماليغيونغ-1" الذي وضعته في المدار في نوفمبر/ تشرين الثاني يعمل بنجاح، شككت وكالة الاستخبارات في سيول في الأمر.

(فرانس برس)