- تغيرت نظرة الجيش الإسرائيلي تجاه حماس، معتبرًا إياها تهديدًا بعد التركيز السابق على إيران والجبهة الشمالية، لكن محاولات الاغتيال واجهت صعوبات بسبب الكثافة السكانية في غزة.
- كوخافي أشار إلى التحديات الاستراتيجية والسياسية في الحرب على غزة، مستهجنًا فكرة عدم عودة بعض الأسرى، وبرر نجاح حماس في مفاجأة إسرائيل بالتركيز على إيران والاستقطاب الداخلي.
كشف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي أن جيش الاحتلال خطط تحت قيادته لتنفيذ عملية تهدف إلى اغتيال كل من يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، ومحمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
وفي تسجيلات صوتية عرضتها قناة "12"، ليل الأربعاء الخميس، أوضح كوخافي أن إسرائيل قررت تنفيذ عملية لاغتيال كل من السنوار والضيف في أغسطس/ آب 2021، بعدما لاحظت أن تحولات طرأت على توجهات حركة حماس وسلوكها.
وأضاف: "يتوجب عليّ الاعتراف، نحن لم ننظر إلى قطاع غزة وحركة حماس كتهديد وجودي، لقد كانت استراتيجيتنا تقوم على وجوب التركيز على إيران والجبهة الشمالية (لبنان)، وإعداد الجيش لمواجهة هذين التحديين، وفي الوقت ذاته العمل على تهدئة الساحات الأخرى، تحديداً الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد اعتقدنا أنه في حال تمكنّا من احتواء التهديدات التي تنطلق من القطاع بطرق ووسائل أخرى فإن هذه تعد استراتيجية قابلة للصمود".
وأضاف: "لم يحدث أن تعهدنا بردع حركة حماس لسنين ولا حتى لأشهر، لكن عندما حل أغسطس 2021، لاحظنا تحولات لدى هذه الحركة، ولاحظنا أن شيئاً جديداً يحدث لديهم".
وبحسب كوخافي، فإنه نظراً للتحول الذي لاحظته المؤسسة العسكرية والاستخبارية في تل أبيب لدى حماس "حاولنا تنفيذ عملية تهدف إلى اغتيال السنوار والضيف، لقد حاولنا، لكن هذا كان صعباً، لأن هذا تطلب العمل في مناطق مأهولة بالسكان ومغطاة بالأبنية، كان هذا صعباً جداً، لقد عملنا لعدة أشهر من أجل توفير الظروف المناسبة التي تسمح بتنفيذ عملية الاغتيال، لكننا لم نستطع".
وحول تقديره لمسار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، أبرز كوخافي أن الأهداف التي وضعت "متناقضة"، موضحاً أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحرر أسراها لدى حماس بدون أن توقف حربها على القطاع.
واستهجن كوخافي أن يسلم البعض في إسرائيل بإمكانية ألا يعود بعض الأسرى أحياء، قائلاً: "من الصعب تصور أن بعض هؤلاء الأسرى لن يرجعوا أحياء".
وبرر كوخافي نجاح حركة حماس في مفاجأة جيش الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بـ"تركيز إسرائيل على مواجهة إيران"، على الرغم من وجود "معلومات استخبارية معمقة" لدى تل أبيب عن حركة حماس وقدراتها العسكرية وتجهيزاتها اللوجستية.
وجزم قائد جيش الاحتلال السابق أن الاستقطاب الداخلي الذي عصف بإسرائيل قبيل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول شجع السنوار على تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ولواء الأبحاث التابع لها أرسلا أربع رسائل إلى دوائر صنع القرار السياسي في تل أبيب تحذر فيها من أن الواقع الداخلي في إسرائيل يكرّس انطباعاً لدى أعدائها "وضمنهم السنوار بأن هذه فرصة يتوجب عدم تضييعها".
واعتبر أن الدعوات التي انطلقت في إسرائيل عند طرح خطة "الإصلاحات القضائية" برفض الخدمة العسكرية خدمت الأعداء. ويشار إلى أن كوخافي امتنع منذ بدء الحرب على غزة عن الإدلاء بتصريحات علنية بشأن مسارها.
6 محاولات لاغتيال السنوار
ويذكر أن صحيفة معاريف كشفت قبل أربعة أشهر أن إسرائيل حاولت خلال العقد الأخير تنفيذ ست عمليات لاغتيال السنوار، على الرغم من أن الأخير كان يتنقل بشكل علني ويحضر مؤتمرات وفعاليات في غزة طيلة السنوات قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي مايو/ أيار 2021 خرج بتحدٍ لافت لتل أبيب عندما قال خلال فعالية علنية إنه سيخرج في شوارع غزة مشياً على الأقدام وصولاً إلى بيته، وقال: "نتكلم عن 60 دقيقة، لديهم القدرة على أن يذخّروا الطائرة ويخرجوها (لاغتياله)، ولن يرمش لي جفن".
وبالفعل بعد ذلك التصريح، انتشر مقطع فيديو ليحيى السنوار وهو عائد إلى منزله في القطاع مشياً على الأقدام وحوله عدد من مرافقيه.
سأله أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي مباشر: ألا تخشى على حياتك من تهديدات وزير حرب الاحتلال باغتيالك؟
— رضوان الأخرس (@rdooan) May 26, 2021
فأجاب #السنوار: سأعود إلى منزلي مشيًا على الأقدام ولدى الاحتلال 60 دقيقة لتحريك طائراته واغتيالي.
(الفيديو للسنوار أثناء عودته لمنزله مساء اليوم)#فلسطين pic.twitter.com/DXKkZQsrC5