يبدأ المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، يوم غد الاثنين، زيارة رسمية إلى المغرب، وذلك بعد أسبوعين من حراك ليبي عرفته العاصمة الرباط من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجه المسار السياسي في البلاد، لا سيما على مستوى الالتزامات الأمنية والعسكرية ومواعيد الانتخابات.
وقال مصدر دبلوماسي مغربي، لـ"العربي الجديد"، إن المبعوث الأممي إلى ليبيا سيجري، غداً الاثنين، أولى مباحثاته مع المسؤولين المغاربة بلقاء وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج ناصر بوريطة.
وكشف المصدر ذاته أن الزيارة ستكون مناسبة لبحث مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، خصوصاً بحث سبل تجاوز العراقيل التي تقف حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالإضافة إلى دعم جهود تقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتحقيق استقرار ليبيا.
وتأتي زيارة كوبيش إلى الرباط بعد 11 يوماً على الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وقبلها بأسبوع زيارة مماثلة لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى العاصمة المغربية، حيث أجرى مباحثات مع بوريطة، كشفت عن تعهد الرباط بتقديم الدعم لليبيا، من أجل التغلب على أي عراقيل تواجه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
كما تأتي الزيارة في وقت ارتفعت فيه وتيرة الخلافات في الأوساط الليبية، بعد إعلان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب عبد الكريم المريمي عن إحالة رئاسة المجلس نسخة من قانون انتخاب رئيس الدولة إلى المفوضية العليا للانتخابات والبعثة الأممية، بحسب تصريحات صحافية له الخميس الماضي، بالتزامن مع تجديد المجلس الأعلى للدولة موقفه الرافض لانفراد مجلس النواب بإصدار القانون من دون التشاور معه.
ويسعى المغرب لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، ومواكبة تفعيل مخرجات حوارهم السياسي الذي شهدته مدينتا بوزنيقة وطنجة خلال الأشهر الماضية، وكذا الحسم في تقاسم المناصب السيادية المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي الموقع عليه في الصخيرات المغربية في 2015.
وفي سياق الحراك الليبي، أعلنت الخارجية المغربية أن المملكة تدعم كل فرص التواصل والحوار بين الفرقاء الليبيين، من أجل إرساء السلام والاستقرار في البلاد، وأن اللقاءات التي تستضيفها الرباط حول الملف الليبي تدخل "في إطار الجهود التي تبذلها المملكة بتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، لأجل الاستمرار في مواكبة الحوار الليبي والمساهمة في حل الأزمة".