كشفت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، كواليس متعلقة بالعلاقات المصرية السعودية، جرى التباحث بشأنها خلال اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وقالت المصادر إن ولي العهد السعودي أبلغ الرئيس المصري بالموافقة على تمديد أجل ودائع سعودية دولارية في البنك المركزي المصري، كان قد استحق استردادها قبل نهاية العام الحالي، وتقدر بنحو 5.5 مليارات دولار. وأوضحت أن تلك الخطوة جاءت في إطار تنسيق المواقف الإقليمية بين البلدين، مشيرة إلى أن المفاوضات المصرية ــ السعودية بشأن تمديد أجل الودائع كانت قد بدأت في مطلع إبريل/ نيسان الماضي.
أبلغ بن سلمان الرئيس المصري بالموافقة على تمديد أجل ودائع سعودية دولارية في البنك المركزي المصري
يذكر أن قيمة الودائع السعودية لدى البنك المركزي المصري تبلغ 7.8 مليارات دولار، وتنقسم إلى 4 شرائح، آخرها يسدد في النصف الأول من 2022 بقيمة 668 مليون دولار. ويبلغ إجمالي الودائع العربية لدى البنك المركزي المصري 17.2 مليار دولار، مقسمة بين السعودية والكويت والإمارات. وأخيراً نجحت القيادة المصرية في التوصل لاتفاقات مع كل من الكويت والإمارات لتمديد أجل ودائع مستحقة لهما بنهاية العام الحالي، حيث تبلغ قيمة الودائع الكويتية في البنك المركزي المصري 5 مليارات دولار.
وكشفت المصادر أن اللقاء بين السيسي وبن سلمان تناول إحياء مقترح تشكيل قوة عسكرية عربية، وهو المقترح الذي كان يعرف باسم "الناتو العربي"، بقيادة مصرية سعودية، على أن تكون مهمتها الرئيسية تأمين المصالح العربية في منطقة البحر الأحمر، ومناطق النزاع العربي، والحد من التوغل الإيراني في المنطقة. وقالت المصادر إن ملف تشكيل قوة عسكرية عربية يحظى أخيراً، في ظل التنسيق والتقارب المصري السعودي، بأجواء إيجابية، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن هناك ترحيباً سودانياً بتلك الخطوة، والانضمام إليها كقوة عسكرية عربية، مرجحة بدء المشاورات على مستوى القادة العسكريين في البلدان الثلاثة خلال فترة وجيزة.
كما كشفت المصادر عن تطرق اللقاء لمشاورات خاصة بالقضية الفلسطينية والمشهد الراهن، بعد موجة التصعيد الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والانخراط المصري في إدارة الوساطة سواء بين الفصائل الفلسطينية والسلطة في رام الله من جهة، وبين فصائل قطاع غزة والجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، وبين حركة "حماس" والاحتلال من جهة ثالثة بشأن صفقة تبادل الأسرى. وأوضحت المصادر أن الرئيس المصري نقل مطلباً لولي العهد السعودي بإطلاق سراح قيادات تابعة لحركة "حماس" محتجزة في السعودية، وذلك على ضوء الدور المصري الأخير، وفي ظل تقارب المواقف مع "حماس"، التي كان قد وصل وفد قيادي منها إلى القاهرة أخيراً، بقيادة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، حيث التقى برئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وقيادات الجهاز المعنيين بالملف الفلسطيني، الذي عاد للواجهة بعد أحداث حي الشيخ جراح، واقتحام المستوطنين للحرم القدسي.
اللقاء بين السيسي وبن سلمان تناول إحياء مقترح تشكيل قوة عسكرية عربية
وكانت "حماس" قد دعت، على ألسنة عدد من قيادييها في مناسبات متعددة، الرياض إلى إطلاق سراح مسؤول الحركة في السعودية الدكتور محمد الخضري ونجله، وعدد من أعضاء "حماس" المحتجزين منذ عدة سنوات بدون تهم واضحة. وبحسب المصادر، كانت قيادة "حماس" قد قدمت لرئيس جهاز المخابرات العامة المصري مطلباً بالتدخل والتوسط لدى السعودية لإطلاق سراح الخضري وأعضاء الحركة المحتجزين في السعودية.
وكان السيسي ومحمد بن سلمان قد بحثا تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال السيسي، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، في 11 يونيو/ حزيران الحالي: "سعدت بلقاء الأمير محمد بن سلمان، وتركز لقاؤنا على بحث سُبل تطوير العلاقات المشتركة بين بلدينا". وأضاف أن "المباحثات شهدت توافقاً في الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك"، متابعاً "أؤكد اعتزازي الدائم بالعلاقات المتميزة التي تربط مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي". من جهته، كتب مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي بدر عساكر، على صفحته الرسمية في "تويتر": "لقاء ودي في شرم الشيخ يجمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".