أعلن مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، اليوم الأربعاء، تلقّيه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر، خلال الأسابيع المقبلة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع بينت لأول مرة برئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل في مكتبه بالقدس، حيث تحدثا حول القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات بين دولة الاحتلال ومصر.
رئيس الوزراء بينيت التقى اليوم لأول مرة وزير المخابرات المصري السيد عباس كامل وتحدث معه عن الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات الإسرائيلية المصرية. كما تم خلال اللقاء بحث ملف الوساطة المصرية بشأن الأوضاع الأمنية إزاء قطاع غزة. pic.twitter.com/skNMg30q1V
— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) August 18, 2021
وذكر بيان مكتب بينت أن اللقاء بحث ملف الوساطة المصرية بشأن الأوضاع الأمنية إزاء قطاع غزة.
وربطت مصادر دبلوماسية مصرية، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، بين دعوة الزيارة وبين رغبة السيسي في تطوير العلاقات مع واشنطن سريعا، قبل زيارته المحتملة إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتوازي مع مساعيه لعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلا عن استقباله منذ يومين في القاهرة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، وحرصه على البناء على المكاسب التي حققها الجانب المصري في أحداث غزة الأخيرة.
ووصفت المصادر هذه الدعوة بأنها "مفاجئة"، مشيرة إلى أن المفاجئ أكثر هو الإعلان عنها من مكتب بينت، على عكس الاتصالات السابقة بين الجانبين.
وفي الشهور الأخيرة، تعددت لقاءات المسؤولين المصريين مع نظرائهم من دولة الاحتلال، وبالأخص اللواء عباس كامل، ووزيري الخارجية سامح شكري، والبترول طارق الملا، على خلفية التنسيق بين الجانبين حول العديد من القضايا، والوساطة المصرية الدائمة لتهدئة الأوضاع بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، التي شغلت حيزا كبيرا من الاتصالات بين الأطراف الثلاثة في الأيام الماضية.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، قام وزير خارجية الاحتلال، غابي أشكنازي، بزيارة كانت الأولى من نوعها للقاهرة منذ 13 عاما، حيث كانت تسيبي ليفني هي آخر وزيرة خارجية إسرائيلية تزور مصر في عام 2008.
وعقد اللقاء المعلن الوحيد بين السيسي ورئيس وزراء دولة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو في نيويورك عام 2017، خلال مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث زار نتنياهو السيسي في مقر إقامته، وكان علم مصر فقط وراءهما.
وفي أغسطس/آب 2018، نشرت الصحف العبرية أن نتنياهو سافر سراً إلى مصر في مايو/أيار من العام ذاته، والتقى السيسي وتشاركا في مأدبة إفطار رمضانية، بحضور مستشارين من الجانبين.
وفي يوليو/تموز 2019، تعمد نتنياهو أن يعلن عن سابقة عقد "لقاءات" مع السيسي خلال حفل السفارة المصرية في تل أبيب بثورة 23 يوليو/تموز 1952، حيث وصفه بـ"الصديق العزيز"، وقال: "في لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته (..) السلام بين إسرائيل ومصر بمثابة حجر الزاوية للاستقرار".
وقبل ذلك في يوليو/تموز 2016 أوفد السيسي وزير خارجيته سامح شكري إلى القدس للقاء نتنياهو، حيث اجتمع الطرفان مدة طويلة وشاهدا سويا نهائي كأس الأمم الأوروبية.
وفي الفترة بين توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية في إبريل/نيسان 2016 بما تضمنه من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وحتى إقرار الاتفاق بقرار جمهوري ونشره رسميا في أغسطس/آب 2017، جرت اتصالات ومكاتبات عديدة بين السيسي ونتنياهو للحصول على مباركة إسرائيلية للاتفاق، فيما وثقت بعض هذه المكاتبات في الجريدة الرسمية للحكومة المصرية وقت نشر القرار الجمهوري.