أشاد وزير خارجية كمبوديا، اليوم السبت، بزيارة رئيس وزراء بلاده إلى ميانمار التي تمزقها النزاعات، ووصفها بأنها "خطوة إلى الأمام"، وذلك بعد عودة هون سين من الرحلة المثيرة للجدل.
وقال براك سوخون "ما حققناه في هذه المفاوضات مع زعيم ميانمار كان نتيجة جيدة للغاية وإيجابية"، على الرغم من أن البيان المشترك بشأن المحادثات، الذي صدر يوم الجمعة، أشار إلى أنه لم يكن هناك تقدم يُذكر.
وكان هون سين قد سافر إلى ميانمار انطلاقا من دوره كرئيس لرابطة دول جنوب شرق آسيا في محاولة لإعادة إطلاق مبادرة دبلوماسية للآسيان، والتي تم الاتفاق عليها لأول مرة في إبريل/نيسان الماضي.
والتقى مع قائد الجيش في البلاد الجنرال مين أونغ هلاينغ، الذي استولى على السلطة في فبراير/شباط الماضي، وأطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة.
أدى استيلاء الجيش على السلطة إلى إغراق ميانمار في أزمات. فقد انهار الاقتصاد، وهناك صراع واسع النطاق مع مدنيين شكّلوا جماعات مسلحة للمقاومة، ونزح الآلاف من ديارهم بسبب هجمات الجيش.
ولقيت زيارة هون سين، وهي الأولى من نوعها لزعيم أجنبي منذ استيلاء الجيش على السلطة، إدانة واسعة داخل ميانمار وخارجها.
وقال معارضو الرحلة إنها تضفي الشرعية على استيلاء الجيش على السلطة وتكسر العزلة الدبلوماسية شبه الكاملة للجنرالات.
لكن هون سين قال إنه يجب إعطاؤه فرصة، وأن على الجميع الانتظار ليروا ما سيحدث.
في حديثه للصحافيين في مطار بنوم بنه الدولي، كان رد براك سوخون على الانتقادات أكثر قوة. وقال "إذا كان هناك من يعارض إحراز تقدم مفاوضات واتفاقيات من هذا القبيل، فإن أولئك هم الذين يحبون الحرب فقط ولا يريدون رؤية ميانمار تعود إلى الاستقرار والسلام".
وجاء في بيان يوم الجمعة بشأن المحادثات، الذي وصفها بأنها "صريحة"، أن مين أونغ هلاينغ مدد وقف إطلاق النار حتى نهاية العام، وأن الرجلين سيدفعان إلى عقد اجتماع للأطراف المعنية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية.
لكن من غير المرجح أن يأخذ معارضو الجيش عرض وقف إطلاق النار على محمل الجد: فهذه الترتيبات تنتهك دائما في ميانمار.
كما أشار وقف إطلاق النار على وجه التحديد فقط إلى الجماعات العرقية المسلحة القائمة منذ فترة طويلة، وليس إلى الجماعات المدنية المسلحة الجديدة التي تقوم حاليا بمعظم الأعمال القتالية. وقال هون سين إنه يرغب في تمديد الزيارة المقرر أن تستغرق يومين، حسب الظروف. في النهاية، استغرقت الزيارة 24 ساعة تقريبا.
كما كشف براك سوخون أن هون سين أثار قضية الأسترالي شون تورنيل، المستشار الاقتصادي السابق لأونغ سان سو تشي الذي يحاكم في ميانمار بتهمة انتهاك "قانون الأسرار الرسمية". وقال إن رئيس الوزراء أثار الأمر بناء على طلب وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين. ويعاقب على مخالفة قانون الأسرار بالسجن 14 سنة كحد أقصى.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)