نفى زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو، اليوم الجمعة، أن تكون هناك تصدعات داخل "تحالف الشعب" المعارض، متوقعاً أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل مبكر، الخريف المقبل.
وفي معرض ردّه خلال لقاء تلفزيوني، عن الأنباء حول خلافات تعصف بين مكونات "تحالف الشعب"، إثر مناكفات سياسية بين حزبه و"الحزب الجيد"، أكد كلجدار أوغلو أنّ "النواب البرلمانيين لديهم وجهات نظر مختلفة نحترمها، ولكن ليس هناك أي طرف محكوم برأي الطرف الآخر.. وكل مكوّن في تحالف الشعب يمكنه أن يتحرّك سياسياً وفق إرادته الحرة ويعبّر عن رأيه".
وكان نائب رئيسة "الحزب الجيد" ياوز آغر علي أوغلو، قد انتقد حزب "الشعب الجمهوري" بعد تصريحات كلجدار أوغلو بكون طريق الديمقراطية في تركيا يمر عبر ديار بكر، قاصداً صوت الناخب الكردي، قائلاً "لو لم يكن الحزب الجيد، كم صوتاً كان سيحصد حزب الشعب الجمهوري؟". وأضاف "الحزب الجيد يمثّل الطرف الذي قوّى فرص حزب الشعب الجمهوري في تولي الحكم في البلاد، وبفضله انقطعت سلسلة انتصارات حزب العدالة والتنمية".
وكشف كلجدار أوغلو، خلال لقائه التلفزيوني، أنه يعتزم زيارة الأمهات الكرديات المعتصمات أمام مقر حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي في ديار بكر المطالبات بعودة أبنائهن، بعد اتهامهم للحزب بأنه سهّل اختطافهم من قبل حزب "العمال الكردستاني"، المصنّف على قائمة الإرهاب في تركيا.
وسبق أن وجهت الأمهات انتقادات للمعارضة بعدم زيارتهن واكتفاء الزيارات على الجانب الحكومي، ولكن الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2019 أظهرت أهمية الصوت الكردي في تعزيز حظوظ مرشحي المعارضة على حساب مرشحي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. ومنذ ذلك الحين يسعى حزب "الشعب الجمهوري" لكسب أصوات الأكراد.
مسودة لتفعيل النظام البرلماني
وبيّن زعيم المعارضة التركية، أنّ ستة أحزاب عملت على "إكمال مسودة دستور تساهم بالانتقال للنظام البرلماني عقب تولّيهم الحكم، وأنّ هذه المسودة شكلت تحالفا قويا فيما بينهم"، موضحاً أنّ "زعماء الأحزاب الستة سيعلنون عن المسودة بأقرب وقت ممكن في مؤتمر صحافي"، نافياً أن يكون هناك طلب من حزب "الشعوب الديمقراطي" بالانضمام لـ"تحالف الشعب".
وقبل نحو شهر، كشفت ستة أحزاب من المعارضة التركية عن توافقها على مبادئ النظام البرلماني، بعد أشهر من اللقاءات والمشاورات التي جرت بين ممثلي الأحزاب، تمهيداً لإعداد مسودة للدستور للبلاد في مرحلة لاحقة، حيث تسعى المعارضة للدفع بهذا النظام في حال فوزها بالانتخابات المقبلة.
وشارك في إعداد المسودة بعد لقاءات جرت داخل البرلمان التركي حزب "الشعب الجمهوري"، و"الحزب الجيد"، وحزبا "دواء"، و"المستقبل" المنشقان عن حزب "العدالة والتنمية"، وحزب "السعادة"، و"الحزب الديمقراطي العلماني".
وفيما يتعلّق بالانتخابات المنتظرة في تركيا صيف العام المقبل، توقّع كلجدار أوغلو إجراءها الخريف المقبل، قبل أن يستدرك بالقول "ورغم أنّ تحديد موعد الانتخابات مرتبط بالرئيس، لكن بالنهاية ستأتي صناديق الاقتراع أمام الشعب، وربما يتمّ تحريك الشارع عند الانتخابات، وبالنهاية الشعب هو من سيقرّر".
وتطالب المعارضة التركية بإجراء الانتخابات بشكلٍ مبكر، محاولة الاستفادة من الأجواء الاقتصادية مع ارتفاع التضخم وغلاء الأسعار وعدم استقرار سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، ولكنها لا تملك الأغلبية الدستورية المطلوبة في البرلمان، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحلفاؤه، في مناسبات عدة، أنّ الانتخابات ستكون في موعدها المحدد العام المقبل.