اتهم مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كلجدار أوغلو، اليوم الخميس، روسيا بالوقوف وراء فبركات وتسجيلات أدت إلى انسحاب زعيم حزب البلد محرم إنجه اليوم من السباق الرئاسي المقرر.
وفي تغريدة له باللغتين التركية والروسية، قال مرشح تحالف الشعب كلجدار أوغلو، عبر "تويتر": "أصدقائي الروس الأعزاء، أنتم تقفون خلف عمليات المونتاج والأفخاخ والتزوير والفبركة والتسجيلات المنتشرة منذ أمس في البلاد".
وأضاف: "إن كنتم ترغبون بالاستمرار في صداقتنا صباح 15 أيار/مايو (قاصداً اليوم التالي لفوز المعارضة بالانتخابات)، فارفعوا يدكم عن الدولة التركية، نحن ما زلنا إلى جانب التعاون والصداقة معكم".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن إنجه انسحابه من السباق الرئاسي تحت وطأة الضغوط عليه، وأنه لم يجد دولة تدافع عنه، وكان مهاجماً رافضاً الادعاءات بحقه، المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتم الحديث في تركيا عن تسجيل فاضح يتعلق بمحرم إنجه، كما نشرت ورقة تظهر حوالة مالية بقيمة خمسة ملايين ليرة تركية دعماً لحملته، وقيل إنها من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان كرشوة، وكل هذه الادعاءات رفضها إنجه في تصريحه الصحافي.
وتذكّر حادثة انسحاب إنجه من السباق الرئاسي، بحادثة انسحاب رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق دنيز بايكال، حيث أطاح به تسجيل مسجل بوضع غير أخلاقي عام 2010، واتهم آنذاك كلجدار أوغلو بالوقوف وراءه بدعم من جماعة الخدمة.
وشبه كثير من المراقبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما حصل مع إنجه بما حصل مع بايكال قبل سنوات، ليأتي حديث كلجدار أوغلو باتجاه روسيا لإبعاد أي شبهات ربما تتعلق به والجهات التي تدعمه.
وخلال الفترة السابقة، اتُهم إنجه بأنه يقسم أصوات المعارضة، وطالبته أصوات كثيرة ووسائل إعلام ومشاهير بالانسحاب لكي لا تذهب الانتخابات لمرحلة ثانية، وأن يتم حسمها لصالح إنجه من المرحلة الأولى، وكان إنجه يرفض كل هذه المطالب إلى حين الحديث عن تسجيل بحقه، فأعلن عدم تحمله لهذه الاتهامات.
اتهام كلجدار أوغلو لروسيا اليوم، يأتي بعد تصريحات حول العلاقة التركية مع روسيا في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم أيضاً، حيث أفاد فيها أنه سيستجيب للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا في حال فوزه بالانتخابات، بسبب الحرب على أوكرانيا.
وأضاف أن تركيا ستقترب في حال فوزه من الناتو والغرب أكثر، و"ستحيي مسألة الانضمام إلى أوروبا، وأن أنقرة ستواصل الاستثمارات التركية في روسيا ولكنها ستطبق العقوبات الغربية على روسيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك أن تركيا عضو بالاتفاق الغربي والناتو، ويجب على تركيا الانسجام مع قرارات الناتو".
وفي تصريحات سابقة، أكد كلجدار أوغلو أنه سيعمل على تغيير سياسة تركيا الخارجية 180 درجة، لتتوجه إلى الغرب بدلاً عن الشرق الأوسط.
وتشكل السياسة الخارجية واحدة من النقاط الخلافية والمحددة في الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية التي تجري الأحد المقبل، وتشكل العلاقة الجدلية مع روسيا نقطة خلاف بين التحالف الجمهوري الحاكم وتحالف الشعب المعارض.
وسبق أن شككت زعيمة الحزب الجيد أحد أطراف تحالف الشعب، بأن الغاز المستخرج من البحر الأسود في رمضان الماضي هو غاز مقدم من روسيا هدية للرئيس أردوغان من قبل بوتين لدعمه في الانتخابات الرئاسية وتحسين شعبيته.