كردستان العراق: محاولات إصلاح التصدعات لإحياء التحالف الكردي قبيل الانتخابات

12 يناير 2021
نائب: توحيد الخطاب الكردي "مهم جداً" (الأناضول)
+ الخط -

مع استمرار الأزمة السياسية في العراق، وترقب قانون المحكمة الاتحادية كجزء من متطلبات إجراء الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السادس من يونيو/حزيران المقبل، تستغل حكومة إقليم كردستان هذه الفترة لأجل تأمين الجبهة الداخلية للإقليم، على حد وصف أحد قيادات التحالف الكردستاني السابق.

 ويأتي ذلك في محاولة لفتح باب الحوار مع الأحزاب الكردية الأخرى، استعدادا لخوض الانتخابات في جبهة موحدة، ضمن مساعي ضمان عدم تشتت الأصوات في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد، مثل سنجار والطوز شمالي العراق.

وعلى الرغم من الخلافات الكردية ــ الكردية العميقة والتظاهرات الأخيرة، التي شهدها عدد من مناطق الإقليم احتجاجا على تأخر الرواتب، إلا أن الأزمة بين الإقليم وبغداد قد تصب في صالح لملمة الأحزاب الكردية، على اعتبار المصلحة المشتركة.

وفي وقت سابق، دعا رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني إلى توحيد البيت الكردي لمواجهة التحديات والحصول على الحقوق الكردية من بغداد، مطالبا حكومة بغداد بتنفيذ الاتفاق المبرم مع حكومة الإقليم بشأن حصة كردستان من الموازنة.

ودعا البارزاني الأطراف الكردية إلى "تنحية الخلافات فيما بينها جانبا، ومواجهة التحديات التي يواجهها الإقليم".

ووفقا لمسؤول كردي رفيع، فإن "رئيس حكومة الإقليم والقيادات العليا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بدأوا مرحلة حوارات واتصالات مع الأحزاب الكردية الأخرى، محاولين تقريب وجهات النظر معها"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "الحزبين الرئيسيين (حزب البارزاني وحزب الطالباني) لديهما اتفاق استراتيجي مشترك، لكن هناك مشاكل بين الحزبين تؤثر على التوافقات بينهما".

وأوضح المسؤول أن "حزب البارزاني الذي يرأس حكومة الإقليم يسعى لإنهاء المشاكل مع حزب الطالباني، ومن ثم التقارب أيضا مع حركة التغيير المعارضة، باعتبار أن لديها تفاهمات مع حزب الطالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) بخصوص الكثير من الملفات"، مبينا أن "التفاهم بين الأحزاب الثلاثة يمثل الهدف الأول للتقارب الكردي ـــ الكردي، وإذا ما تم ذلك، فسيكون هناك تحرك لاحق نحو الأحزاب الكردية الأخرى".

وأشار إلى أنه "حتى الآن لا توجد ملامح تقارب واضحة أو اتفاقات، إلا أن هناك تفاؤلا كرديا بشأن إمكانية توحيد خطاب الأحزاب الثلاثة"، مبينا أن "حزب البارزاني يريد أن يكون هناك تحالف كردي واسع بعد أن تعلن نتائج الانتخابات، ليكون هناك ثقل للأحزاب الكردية في بحث أزماتها مع بغداد، وفي تشكيل الحكومة المقبلة".

توحيد الخطاب الكردي "مهم جداً"

النائب السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي قال، لـ"العربي الجديد"، إن "توحيد الخطاب الكردي مهم جدا خاصة في هذا الظرف، من خلال التعامل مع بغداد، والأمور الاستراتيجية التي على رأسها تطبيق المادة 140 من الدستور (التي تخص المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل)، وحصة الإقليم من الموازنة المالية للعام الجاري، وغيرها من الملفات".

وأوضح شنكالي أنه "بعد ظهور نتائج الانتخابات ستكون هناك نية كبيرة للتحالف بين القوى الكردية الكبيرة، لكي يكون لنا سقف كبير في العملية السياسية وتشكيل الحكومة، إذ إن الكرد يشكلون ما يقارب 20 بالمائة من برلمان العراق، فتوحدهم بتحالف واحد يعطيهم دعما أكبر وزخما أكبر للتعامل مع بغداد بشأن الملفات، وتشكيل الحكومة، وفي العلاقات السياسية والتعامل مع المحيط الإقليمي والدولي"، مبينا أن "لأحزاب الكردية ستدخل ضمن قوائم مفردة، لكنها تسعى للاتحاد في تحالف موحد بعد الانتخابات، والتنسيق بين الكتل الكردية خاصة في المناطق المختلطة، كركوك وديالى ونينوى، للحصول على أكثر عدد من المقاعد".

الكرد يشكلون ما يقارب من 20 بالمائة من برلمان العراق

وأشار إلى أنه "من غير المستبعد وجود محاولات من بعض القوى في بغداد مع بعض الأحزاب الكردية لمنع التقارب، كونه لا يصب في مصلحة الأولى"، مبينا أن "مصلحة الكرد أهم، وهناك رؤية استراتيجية موحدة بين الأحزاب الكردية ومستحقاتهم وأهدافهم، هي التي تجمع بينهم، على الرغم من وجود التنافس الحزبي أيضا".

وتابع النائب أنه "في المرحلة الحالية لا أعتقد أن تكون هناك تحالفات في مناطق الإقليم بين الأحزاب الكردية، لكن بالتأكيد سيكون هناك تنسيق مهم وكبير بين الأحزاب، بعد الانتخابات، لا سيما في مناطق خارج حدود الإقليم (كركوك وديالى والموصل)، كما يجب أن يكون هناك توحد في تلك المناطق للحصول على مقاعد الكرد والعمل على زيادتها".

ولفت إلى أن "الحزبين الكرديين الرئيسيين لا يستطيعان العمل بمعزل عن بعض، خاصة أن هناك مناطق محددة لكل منهما، فتوحدهما سيعطيهما زخما قويا في الانتخابات المقبلة".

انقسام حاد

القوى الكردية المعارضة قللت من إمكانية التقارب مع الحزبين الرئيسين في الإقليم، وقال النائب عن الجماعة الإسلامية مثنى أمين إن "هناك انقساما حادا بين الأحزاب الكردية بخصوص الكثير من القضايا، خاصة في ما يتعلق بملفات الإصلاح في الإقليم والكشف عن الواردات العامة، وإدارة الملفات المشتركة بين بغداد وأربيل".

وبين أمين لـ"العربي الجديد" أن "تلك الملفات جعلت من المعارضة الكردية تدخل في خلاف مع أحزاب السلطة، لأن الإصلاحات لم يتحقق منها شيء، كما أن سياسة تلك الأحزاب بشأن واردات الإقليم أدت إلى تجويع الناس وحرمانهم، وبالتالي لا أعتقد أن هناك فرصة للتقارب معها".

وأشار إلى أن "الأحزاب الكردية المعارضة لها رؤيتها الخاصة بشأن مصالح الإقليم، وأن سياسة الحزبين الحاكمين لم تؤد إلا إلى الفشل في الحكم منذ عشرات السنين، ولا توجد أصلا فرصة للإصلاح وآلية للتقارب، لا يوجد طرح بديل من قبل أحزاب السلطة التي تمضي بسياساتها رغم عدم نجاح تلك السياسة".

دلالات
المساهمون