"كتيبة طوباس": الأمن الفلسطيني يهددنا بالاغتيال والاعتقال

05 يونيو 2024
من مراسم تشييع أحد الشهداء في طوباس، 4 يناير 2024 (نضال اشتية/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات في طوباس بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية و"كتيبة طوباس" التابعة لسرايا القدس، مع تهديدات باغتيال أي عنصر غير ممتثل للقانون وتكثيف الحواجز الأمنية لتصفية أعمال المقاومة.
- اشتباكات مسلحة نشبت عقب محاولة اعتقال عضو من كتيبة طوباس، مما أدى إلى تصاعد العنف واستهداف مركبة مدير العمليات بالمخابرات الفلسطينية، في إطار محاولات السلطة للسيطرة على الأسلحة.
- كتيبة طوباس تستمر في عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة على التنسيق بين كتائب المقاومة واستعدادها للرد على أي محاولة لاغتيال عناصرها، في ظل تصاعد المقاومة وخسائر الاحتلال.

قال مصدر قيادي في "كتيبة طوباس" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في حديث مع "العربي الجديد"، عن تهديدات وصلت إليهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، تشير إلى وجود قرار بتنفيذ عمليات اغتيال وإطلاق نار مباشر تجاه أي عنصر في الكتيبة لا يمتثل "للقانون"، بأن يقف عند مروره بمركبته من حواجز الأجهزة الأمنية.

ومنذ نحو شهرين، تنتشر الحواجز الأمنية الفلسطينية بشكل مكثّف في طوباس، تزامناً مع تصعيد حالة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحاول الأجهزة الأمنية تصفية أي عمل للمقاومة تحقيقاً لتوجهات ورغبات إسرائيلية وفق ما يقول المصدر، الذي أشار إلى أن قوى الأمن عززت مئات العناصر والمركبات المصفّحة، وتنتشر على مداخل طوباس والطرق الواصلة بين بلداتها، تحديداً طمّون، ومخيم الفارعة جنوبي طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية.

واندلعت أمس الثلاثاء اشتباكات مسلحة، استمرت حتى فجر اليوم الأربعاء، بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعناصر مسلّحة تتبع لمجموعات المقاومة في طوباس، احتجاجاً على محاولة الأجهزة الأمنية اعتقال أحد أفراد الكتيبة والمطارد لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحمد أبو دواس. وفي أعقاب الحادثة، استهدفت الكتيبة مركبة مدير العمليات بجهاز المخابرات العامة الفلسطينية في طوباس، كما أغلق عشرات الشبّان بعض الطرق في المدينة، ومدخل مخيم الفارعة جنوب طوباس، وأشعلوا الإطارات المطاطية، لعرقلة محاولات عناصر الأمن ملاحقة المقاومين.

وقال المصدر: "هذه ليست المحاولة الأولى التي تتم فيها ملاحقة مطارد بهدف اعتقاله والسيطرة على سلاحه، إذ إنه في أقل من شهر، حاولت السلطة ثلاث مرات اعتقال مطاردين بارزين". وسبق أن لاحقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عناصر كتيبة طوباس منذ نشأتها، وكذلك لاحقت واستهدفت كتائب المقاومة في شمال الضفة الغربية تحديداً.

وبحسب المصدر القيادي في كتيبة طوباس الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإن أولى محاولات الملاحقة كانت في السادس من الشهر الماضي، حين رصد عناصر الأمن مركبة أحد أفراد الكتيبة وطاردوه، قبل أن يتمكن من الفرار من المكان، وصادرت حينها الأجهزة الأمنية مركبته وذخيرة أسلحة كانت بحوزته، ثم تطورت الأحداث لاشتباكات مسلّحة، وادعت حينها الأجهزة الأمنية أن الكتيبة لو لم ترد على الحادثة، لكانت الأجهزة قد أعادت الذخيرة والمركبة.

ثم في الواحد والثلاثين من الشهر الماضي، عادت الأجهزة الأمنية لتتمكن من اعتقال المطارد بكر العباس ومصادرة سلاحه. ويقول القيادي في الكتيبة: "لم نرد على اعتقال العباس، على أمل أن ينفذوا وعدهم بالإفراج عنه، كما ادعوا في الحادثة السابقة، لكن ذلك لم يحدث". وزادت الأوضاع سوءاً وفق القيادي في الكتيبة، بعد أن حاولت الأجهزة الأمنية اعتقال أحمد أبو دوّاس، وهو أحد عناصر الكتيبة، عقب اقتحام المنزل الذي ظنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنه يوجد فيه، بهدف اعتقاله، لكنها لم تستطع سوى مصادرة بعض الذخيرة، ثم نشر الحواجز وتفتيش المركبات لمحاولة اعتقاله.

وكانت مصادر محلّية أكدت لـ"العربي الجديد" أنه خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، صادرت الأجهزة الأمنية عدداً من الذخيرة والأسلحة من أماكن كان يلجأ إليها أفراد الكتيبة، بالإضافة إلى تفكيك عبوات زرعتها الكتيبة في الطرق التي عادةً ما تسلكها آليات الاحتلال خلال اقتحام طوباس. ولفت المصدر إلى أن نحو 20 مقاوماً في الكتيبة ضمن دائرة المطاردين من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية، وهذا ما يجعل العمل المقاوم في دائرة ضيقة، لا سيما أن ملاحقة الأجهزة الأمنية أصعب من ملاحقة الاحتلال كونهم ينصبون الحواجز، ويقطعون الطرق على تحركات الكتيبة، بينما اقتحامات الاحتلال قد تُرصد مسبقاً ويُتدارك الأمر باللجوء إلى أماكن سرّية ومتاحة للمواجهة، تجعل عملية اعتقال الشبّان بعيدة عن أيادي الاحتلال.

وقال المصدر: "وتيرة الملاحقة الأمنية ترتفع مع ارتفاع كمّ ونوع أعمال المقاومة ضد الاحتلال، وتنخفض مع تراجع الفعل المقاوم، والمرحلة الحالية تشهد تنوعاً في طرق استهداف قوات الاحتلال، عبر إطلاق النار المباشر، وزرع العبوات، وطريقة جديدة في تفخيخ المركبات التي تقترب منها قوات الاحتلال". وعن رسالة كتيبة طوباس للأجهزة الأمنية، يقول المصدر: "رسالتنا واضحة أن خلّوا بيننا وبين الاحتلال لأن السلطة ليست هدفاً بالنسبة لنا، لكن من يريد قتلنا لن نستقبله بالورود، وإن حصل اقتحام لمنزل أو مكان مطارد من أشخاص ملثّمين لن يسعف الوقت لمعرفة المقتحم إن كان من قوات الاحتلال الخاصة أو الأجهزة الأمنية، ولذا سنتعامل بإطلاق النار".

ووفق المصدر، تكبّد الاحتلال خسائر فادحة في آخر ثلاثة اقتحامات طاولت طوباس، حيث أصيب جنوده إصابات مؤكدة عبر تفجير مركبات وعبوات زرعت في طريق الآليات العسكرية، مشيراً إلى أن هذه العمليات فيض من غيض يجهّز للاحتلال، لأن التنسيق والتواصل المشترك بين كلّ كتائب المقاومة في طوباس، وخارجها في جنين وطولكرم ما زال متماسكاً.

وانطلقت كتيبة طوباس في السابع عشر من يوليو/ تموز من عام 2022، بعد أن أعلنت عن انطلاق أعمالها المقاومة عقب تصديها لاقتحام قوات الاحتلال لمدينة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، لكن ومع مرور نحو عامين على الانطلاقة، تشهد طوباس منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عمليات نوعية، حيث نفّذ 45 عملاً مقاوماً ضد الاحتلال تنوع على شكل اشتباك مسلّح، أو عمليات إطلاق نار، أو تفجير عبوات، منذ الأشهر الأربعة الأولى من مطلع العام الحالي، وفق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى".