حذرت "كتيبة جنين"، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، عصر اليوم الاثنين، من تفجر الأوضاع الداخلية، نتيجة الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة الفلسطينية، بحق العديد من المقاومين وملاحقتهم، مشيرة إلى نكث السلطة بالوعود بشأن الإفراج عن عدد من مقاتليها.
وتساءلت "كتيبة جنين"، في بيان صحافي، عن "ذنب مجاهدينا لكي يعتقلوا ولمصلحة من؟"، منبهة من أن "هذه التصرفات قد تفجر الوضع، ونصل لمرحلة لا يحمد عقباها، فلا تحرفوا بوصلتنا في القتال، ونحن نسير على وصية قادتنا بأن بوصلتنا وبنادقنا نبصر عبر فوهاتها مآذن القدس".
وعبّرت الكتيبة عن رفضها "للاعتقالات ومداهمة البيوت الآمنة في بلدة جبع جنوب جنين، في منتصف الليل، وترويع الآمنين، وخطف المجاهدين"، مؤكدة أن "على الكل الفلسطيني تحمّل مسؤوليته".
وأشارت "كتيبة جنين" إلى أنه "أمام التراجع عن الوعود ونكثها من قبل أجهزة أمن السلطة، سنقوم بخطوات وطنية لنصرة إخواننا المجاهدين المختطفين في سجون السلطة بسبب مقاومتهم للاحتلال".
ودعت الكتيبة شرفاء حركة فتح وكتائب الأقصى والأجهزة الأمنية للوقوف عند مسؤوليتهم الدينية والاخلاقية والوطنية والضغط على أجهزة السلطة "من أجل الإفراج عن مجاهدينا وإنهاء هذه المهزلة من الاعتقال والملاحقة"، بحسب البيان.
وذكرت "كتيبة جنين" أنها "لم تمانع زيارة للرئيس محمود عباس والوفد المرافق له لمخيم جنين لإلقاء كلمة، إلا أن كان لدينا مطلب واحد ومشروع، وهو الإفراج عن المجاهدين مراد ملايشة ومحمد براهمة اللذين اعتُقلا على يد الأجهزة الأمنية في طوباس وصودر سلاحهما في أثناء وجودهما لمساندة إخوانهم المقاتلين في مخيم جنين في أثناء الاجتياح الأخير".
وتابعت: "لقد أوصلنا رسالتنا نحن والأخوة في كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، إلى ممثلي الأجهزة الأمنية بضرورة إطلاق سراح المعتقلين قبل مجيء عباس إلى جنين لضمان أن تسير أمور الاستقبال بهدوء ودون أي عائق".
وقالت الكتيبة: "بعد محادثات وجلسة مطولة تم الاتفاق على السماح بتأمين المسلك الذي سيسير به الرئيس من خلال المسح ونشر القناصات من قبل الأجهزة الأمنية، وعدم إزالة أي راية من الرايات المعلقة وأي صور في محيط مكان الاستقبال، وإرجاع السلاح للمجاهدين ملايشة وبراهمة وقد جرى استلام سلاحهما في تمام الساعة الثالثة صباحاً".
واستطرد بالقول: "أخذنا وعوداً من عدة أطراف من الأجهزة الأمنية ومن جهات داخل المخيم بأن يُفرَج عن المجاهدين بعد زيارة محمود عباس".
واعتبرت "كتيبة جنين" أن "ملاحقة مجاهدينا واعتقالهم، وكان آخرهم المجاهد عيد حمامرة والأسير المحرر خالد عرعراوي، وصمة عار لن يمحوها التاريخ، حيث تلتقي جهود العدو مع جهود عناصر السلطة في ملاحقة أحرار الوطن للأسف".
وأكدت الكتيبة أن "تلك الاعتقالات لن تحقق شيئاً، بل تهدد النسيج الوطني والاجتماعي".
وأكدت الكتيبة ما صرّح به الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، أن استمرار الاعتقال لمقاتليها سيفشل لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية نهاية الشهر الحالي.
من جهة ثانية، دعت "كتيبة جنين"، الفلسطينيين إلى الخروج مساء اليوم بمسيرات غضب في المحافظات كافة، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة والشتات، منددة بهذا العمل "غير الوطني وغير الأخلاقي".
وقالت إن "كتيبة جنين" اسم كُتب بالدم "والذي كتب بالدم لن يهزم بعون الله وسيرى الاحتلال منا ما يسوء وجوههم بإذن الله"، بحسب البيان.
وكان مكتب إعلام الضفة الغربية، التابع لحركة الجهاد الإسلامي، قد أفاد، أمس الأحد، بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية داهمت منازل المواطنين وشنت حملة اعتقالات واسعة تستهدف كوادر الحركة في بلدة جبع جنوب جنين، وطاولت عيد حمامرة، ومحمد علاونة، ومحمد ملايشة، ومؤمن فشافشة، وعماد خليلية.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تواصل اعتقال كل من "مراد ملايشة ومحمد براهمة من جنين، وجميل جعار من طولكرم، وسلامة عبد الجواد من مخيم عسكر الجديد بنابلس، وقيس أبو مارية من بيت أمر بالخليل".
من جهتها، دعت مجموعة "محامون من أجل العدالة" الحقوقية، في بيان، المؤسسات الحقوقية كافة إلى التدخل العاجل والفوري من أجل الاطلاع على الوضع الصحي للمعتقلَين مراد ملايشة ومحمد براهمة المحتجزَين لدى جهاز الأمن الوقائي، ولا سيّما أن محامي الدفاع لم يتمكن اليوم من زيارتهما في مركز توقيفهما رغم انتظاره مدة 3 ساعات أمام مركز التوقيف.
وأعربت المجموعة عن خشيتها على الوضع الصحي للمعتقلَين المذكورَين بعد إعلان المعتقل مراد ملايشة أنه بصدد الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام والشراب ابتداءً من يوم الخميس الماضي، في حال عدم الإفراج عنه وعن زميله.
في المقابل، قال محافظ جنين أكرم الرجوب، في بيان، إن "مجموعة من الخارجين عن القانون والصف الوطني، أقدموا على الاعتداء على مركز شرطة بلدة جبع وإحراق جزء كبير منه، إضافة إلى حرق مركبة شرطة، كذلك هددوا أفراد المركز، مستغلين انشغال الحالة العامة بما تتعرض له جنين ومخيمها، خلال العدوان الأخير".
وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية المختصة، باشرت بتحرياتها للوصول إلى المحرضين والمعتدين على مركز الشرطة، واعتقلت عدداً من المتورطين والمشتبه فيهم دون اعتبار لأي دوافع سياسية أو انتماءات تنظيمية".
وبيّن أن المعتقلين ينتمون إلى عدة تنظيمات، منها حركات "الجهاد" و"حماس" و"فتح".