عاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا، صباح اليوم الأربعاء، لاستكمال الجولة الثامنة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن مصدر مطلع مقرّب من الفريق الإيراني المفاوض قوله إن "مفاوضات فيينا تنتظر قرار أميركا وردها" على المطالب الإيرانية بشأن القضايا العالقة المتبقية.
وعزا المصدر المسؤول "التقدّم الكبير بالمفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة"، إلى ما وصفه بأنه "ابتكارات وحسن نوايا إيران"، مشيراً إلى الاتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت الماضي لحل الخلافات بين الطرفين في فترة زمنية محددة حتى أواخر مايو/أيار المقبل.
وأضاف المصدر الإيراني أن "الوفد الأميركي في فيينا بانتظار الأجندة اللازمة حول القضايا المتبقية"، لافتا إلى أن واشنطن لم ترد بعد على المطالب الإيرانية.
وأمس الثلاثاء، كشفت مصادر مطلعة من فيينا لـ"العربي الجديد" عن أن الإدارة الأميركية "لم تردّ على الطلب الإيراني" حول القضايا المتبقية.
وأضافت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أنّ القضايا العالقة ثلاث: الأولى مطالب إيرانية بشأن رفع "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب، والقضية الثانية مطالبة إيران واشنطن بتقديم "ضمانات اقتصادية مؤثرة" بعدما حُلَّت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطور في الداخل، بعد أن كانت واشنطن تطالب بتدميرها. والقضية الخلافية الثالثة، حسب هذه المصادر، "ترتيبات رفع بعض العقوبات".
وأشارت المصادر إلى أنّ واشنطن وافقت مبدئياً قبل أكثر من أسبوع على رفع العقوبات عن الحرس وكيانات مرتبطة به، لكنها بعد ذلك لم تعط الموافقة النهائية ولم تردّ على الطلب الإيراني بهذا الشأن، لافتة إلى أنّ "هذه أهم نقطة خلاف عالقة"، وأوضحت أن "عدم حسم هذه القضايا في وقت لم تعد تتسع فيه المفاوضات لمزيد من النقاش وضع المفاوضات أمام حالة انسداد بانتظار قرارات إيرانية وأميركية نهائية"، مشيرة إلى أن الموقف الروسي عقّد وضع المفاوضات في لحظاتها الأخيرة.
وكانت الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) المشاركة في مفاوضات فيينا، قد أصدرت الثلاثاء، بياناً خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حذرت فيه روسيا من فرض شروط إضافية خلال المفاوضات من شأنها أن تعرقل الوصول إلى اتفاق.
وجاء في البيان الذي نقلته "رويترز" أن "نافذة الفرصة تضيق"، داعياً جميع الأطراف إلى "اتخاذ القرارات اللازمة لإبرام الاتفاق في الوقت الحاضر".
كذلك، دعت الدول الأوروبية الثلاث، روسيا إلى عدم طرح شروط أخرى، مناشدة إيران بعدم اتخاذ إجراءات (نووية) تزيد التوتر.