كاميرون يعلن استعداد بريطانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
أعلن وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء، عن استعداد بلاده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعياً حلفاء آخرين إلى إظهار "تقدم لا رجعة فيه" للفلسطينيين نحو إقامة دولة مستقلة.
وأشار كاميرون في حديثه أمام مجلس الشرق الأوسط المحافظ، الاثنين، إلى أن بريطانيا مستعدة لتحريك المحادثات حول الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، قائلاً إن بلاده وحلفاء آخرين يجب أن يظهروا للفلسطينيين "تقدماً لا رجعة فيه" نحو هذا الهدف الذي طال انتظاره.
وقال كاميرون، وفقاً لما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن إظهار التقدم نحو حل الدولتين أمر ضروري للتفاوض حول السلام، واصفاً السياسات الأمنية الإسرائيلية بأنها "متطرفة" و"فاشلة" في العقود الثلاثة الماضية.
وحسب الصحيفة، تشير تصريحات كاميرون إلى أن بريطانيا ربما تهدف إلى القيام بذلك في وقت أقرب، في وقت كانت الحكومة البريطانية تتخذ منذ فترة طويلة موقفاً مفاده أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية إلا في "الوقت المناسب".
وقال كاميرون إن الأولوية القصوى "هي إعطاء الشعب الفلسطيني أفقاً سياسياً حتى يتمكن من رؤية أنه سيكون هناك تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، والأهم من ذلك إنشاء دولة فلسطينية".
واليوم الثلاثاء، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن تعليقات كاميرون لا تمثل خروجاً عن موقف الحكومة طويل الأمد بشأن الدولة الفلسطينية.
وقال المتحدث: "موقفنا لم يتغير بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. سنفعل ذلك في الوقت الذي يخدم قضية السلام على أفضل وجه". وأضاف: "المملكة المتحدة من جانبها، وأعتقد أنها مع حلفائها، لا تزال تعتقد أن حل الدولتين يحمي السلام والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتضغط الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء آخرون على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على إنشاء دولة فلسطينية، في حين يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل مستمر، رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، ووصفها بأنها "خطر وجودي على إسرائيل".
وقالت الصحيفة إن كاميرون الذي حاول الضغط على نتنياهو في اجتماع عقد في تل أبيب الأسبوع الماضي، وجه كلمات قاسية لإسرائيل في تعليقاته يوم الاثنين، قائلاً إنه من المهم الاعتراف بأخطاء السنوات الأخيرة من أجل إيجاد طريق إلى الأمام.
وقال: "إذا كانت الأعوام الثلاثين الماضية تخبرنا بأي شيء، فهي قصة فشل. في نهاية المطاف، إنها قصة فشل لإسرائيل، لأنه، نعم، كان لديهم اقتصاد متنام؛ نعم، كان لديهم مستويات معيشية مرتفعة؛ نعم استثمروا في الدفاع والأمن والأسوار وما إلى ذلك؛ لكنهم لا يستطيعون توفير ما تريده الدولة بشدة، وما تريده كل عائلة، وهو الأمن".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتعليقات كاميرون، واصفة الدعم الدولي لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف بأنه "خطوة استراتيجية ضرورية لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم".
وجاءت تعليقات كاميرون قبل ساعات من سفره إلى عمان، الثلاثاء، في المحطة الأولى من زيارته الرابعة للشرق الأوسط منذ توليه منصب وزير الخارجية أواخر العام الماضي.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، إن رحلته ستركز مرة أخرى على وقف تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة، مع التركيز على وقف الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر.
ويخطط كاميرون أيضاً للضغط من أجل وقف فوري للقتال في غزة، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفقاً للصحيفة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
