كارتر في بغداد: دعوة للتعاون مع التحالف الإسلامي

17 ديسمبر 2015
كارتر حط في بغداد بعد زيارة تركيا(أوزج أليف كيزيل/الأناضول)
+ الخط -

شكّلت الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ومعركة تحرير الأنبار، إضافة إلى التحالف العسكري الإسلامي، المحاور الأبرز لزيارة وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى بغداد أمس الأربعاء، والذي وصل بشكل مفاجئ على متن طائرة نقل عسكرية إلى العاصمة العراقية، حيث كان في انتظاره قادة ومستشارون عسكريون في الجيش الأميركي، من دون أن يكون في استقباله أي مسؤول عراقي.

ووفقاً لمعلومات متطابقة من مصادر عراقية في بغداد، فقد عقد كارتر لحظة وصوله اجتماعاً مع القادة العسكريين في الجيش الأميركي، استمر لأكثر من ساعة ونصف داخل قاعدة للجيش الأميركي مجاورة لمطار بغداد الدولي، قبل أن يتوجّه إلى المنطقة الخضراء للقاء رئيس الحكومة حيدر العبادي، في اجتماع ضم وزير الدفاع خالد العبيدي وثلاثة من قادة الجيش العراقي.

ووفقاً لمصادر رسمية عراقية من داخل وزارة الدفاع العراقية، فإن كارتر وصل بصحبة عدد كبير من القادة والمستشارين المسؤولين عن جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فضلاً عن مسؤول بسلاح الجو الأميركي انضم إلى كارتر بمهمته إلى بغداد خلال زيارة الأخير إلى قاعدة أنجرليك التركية يوم الثلاثاء.

ويكشف ضابط عراقي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، أن "التحالف العسكري الإسلامي بقيادة الرياض، وتحرير الأنبار، وجهود تدريب قوات تحرير الموصل كانت على رأس ما طرحه كارتر خلال لقائه العبادي"، مشيراً إلى أن الوزير الأميركي حثّ العبادي "على الترحيب بالتحالف الجديد والتعاون معه لخدمة العراق".

ويلفت إلى أن "كارتر وعد العبادي بمزيد من المساعدات العسكرية والأمنية، وعرض عليه ملخص جهود التحالف الدولي في قتال داعش في العراق، خصوصاً في الأنبار غرب البلاد"، معتبراً أن "الزيارة يمكن أن توصف على أنها تصحيح لبوصلة العبادي التي مالت أخيراً نحو روسيا بشكل واضح"، على حد وصفه.

اقرأ أيضاً: "التحالف الإسلامي" يُحرج العراق

ويشير الضابط إلى أن كارتر أبلغ العبادي موافقة الولايات المتحدة على تزويد وحدات من الجيش العراقي بصواريخ حرارية، لصد الهجمات الانتحارية بواسطة الشاحنات المدرعة التي تمثل تحدياً كبيراً خلال هجمات "داعش" على المدن، ملمّحا إلى احتمال زيارة وزير الدفاع الأميركي قواعد عسكرية تتواجد فيها قوات بلاده غرب وشمال البلاد، خلال زيارته التي تستمر حسب المتوقع حتى مساء اليوم الخميس.

فيما يؤكد المسؤول في دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الدفاع العراقية العميد الركن محمد جاسم، لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تناولت الجانب العسكري وجهود الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى أن "التنسيق الأميركي مع العراق يتطلب زيارات من هذا النوع لبحث التطورات والمستجدات"، رافضاً اعتبارها زيارة ذات أبعاد سياسية.

ورداً على سؤال حول تناول الطرفين مسألة التواجد العسكري التركي شمال العراق والأزمة الأخيرة بين بغداد وأنقرة، يوضح جاسم أنه "جرت مناقشة الموضوع بأبعاد وزوايا مختلفة بين الطرفين"، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل حول الموضوع.

أما رئيس الوزراء العراقي فأعلن في بيان، تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، أنه "جرى خلال اللقاء بحث الحرب على عصابات داعش الإرهابية والانتصارات المحققة على العدو في كل القطعات، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالي التسليح والتدريب، إضافة إلى الأوضاع في المنطقة والتأكيد على وحدة وسيادة العراق". وأضاف البيان أن "كارتر بارك الانتصارات المحققة على عصابات داعش، مبدياً دعم بلاده الكامل لوحدة العراق والسيادة على أراضيه والتأكيد على حرص أميركا على سيادة العراق وتقديم كل الدعم للقوات العراقية في جميع المجالات ومنها التدريب والتسليح".

اقرأ أيضاً: "داعش" يحوّل استراتيجيته الدفاعية إلى هجومية في الأنبار

المساهمون