أكدت أرمينيا، اليوم السبت، وقوع "معارك شرسة" مع القوات الأذربيجانية ليلاً قرب بلدة شوشة الاستراتيجية في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، في وقت تحدثت وزارة الدفاع الأذربيجانية عن تمكن الجيش من تدمير عدد من العربات ومدافع الهاون، فضلاً عن إلحاق خسائر في الأرواح في صفوف القوات الأرمينية.
وبعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة حول الإقليم الجبلي، تقترب القوات الأذربيجانية على ما يبدو من شوشة التي تبعد 15 كيلومتراً عن ستيباناكرت، كبرى مدن كاراباخ، وفق "فرانس برس".
وشوشة منطقة استراتيجية تقع على مرتفعات جنوب ستيباناكرت وعلى طريق رئيسي يربط عاصمة الجمهورية غير المعترف بها، بأرمينيا التي تدعم الانفصاليين المطالبين باستقلال ناغورنو كاراباخ. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن "معارك كثيفة وشرسة بشكل خاص" اندلعت ليلاً قرب شوشة، مؤكدة إحباط العديد من الهجمات من أذربيجان.
من ناحيتها، رفضت وزارة الدفاع الأذربيجانية الاتهامات وقالت إن المعلومات عن قصف على شوشة "غير صحيحة إطلاقاً".
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان أوردته "الأناضول"، إن الاشتباكات تواصلت بشكل مكثف على محاور آغدره، وآغدام، وخوجاوند.
ولفتت إلى أن القوات الأرمينية اضطرت للانسحاب من بعض النقاط على خط الجبهة إثر تكبدها خسائر في الأرواح والمعدات العسكرية. وأوضحت أن الجيش الأذربيجاني تمكن من تدمير عدد من العربات ومدافع الهاون، فضلاً عن إلحاق خسائر في الأرواح في صفوف القوات الأرمينية.
وأشار البيان إلى استمرار الجيش الأذربيجاني في حملته العسكرية بإصرار كبير، على نقاط الجبهة كافة.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم السبت، تمكن جيش بلاده من تحرير 16 قرية من "الاحتلال الأرميني" على حدّ قوله.
وقال علييف في تغريدة عبر "تويتر" إن "الجيش الأذربيجاني المظفر نجح في تحرير 6 قرى بمدينة فضولي، و3 قرى في غوبادلي، وقريتين في كل من جبرائيل، وخوجالي، وخوجاوند، وقرية في زنغلان". وأضاف "عاش الجيش الأذربيجاني، كاراباخ لأذربيجان".
село Бешдели Зангиланского района, села Гарабулаг, Мошхмаат Ходжалинского района, села Атагут, Цакури Ходжавендского района. Да здравствует Азербайджанская армия! Карабах – это Азербайджан!
— Ilham Aliyev (@presidentaz) November 7, 2020
واندلعت المواجهات أواخر شهر سبتمبر/أيلول بين أذربيجان وانفصاليين مدعومين من أرمينيا للسيطرة على كاراباخ، المنطقة التي أعلنت الاستقلال عن باكو خلال حرب التسعينيات الماضية.
والمواجهات الأخيرة هي الأسوأ في عقود، وأودت بحياة أكثر من ألف شخص بينهم مدنيون، رغم الاعتقاد بأن حصيلة القتلى أعلى بكثير. ويتواصل القتال على الرغم من مساعٍ عدة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
والدول الثلاث تمثل مجموعة "مينسك" التي بذلت جهود وساطة في هدنة بين الخصمين اللذين كانا من الجمهوريات السوفييتية، في 1994 لكنها لم تتوصل لحلّ دائم للنزاع المستمرّ.
ويتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف مناطق مدنية، وندّدت الأمم المتحدة هذا الأسبوع بالهجمات العشوائية التي يمكن أن ترقى "لجرائم حرب".