الخارجية الأفغانية ترفض تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني بخصوص الجماعات المسلّحة: كفى متاجرة
لا تزال ردود الفعل مستمرة في أفغانستان حيال تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في الجمعية العامة للأم المتحدة، والتي قال خلالها إن جماعات مسلحة مثل "القاعدة" و"داعش" و"طالبان" الباكستانية لا تزال تنشط في أفغانستان وتشكل تهديدا لأمن العالم والمنطقة.
وقال شير محمد عباس ستانكزاي، نائب وزير الخارجية الأفغاني، ورئيس المكتب السياسي السابق لـ"طالبان"، في كلمة له أمام اجتماع لقياديي الحركة صباح اليوم الثلاثاء، في كابول، إن باكستان "تتاجر بالقضية الأفغانية منذ 40 عاما، لكن عليها الآن أن توقف ذلك، من أجل الحفاظ على مصالح البلدين وأمنهما".
كما أكد ستانكزاي أن باكستان "تمر بمرحلة حرجة للغاية معيشيا واقتصاديا وهي بحاجة إلى الحصول على الديون، ومن حقها أن تسعى من أجل الحصول على الديون، ولكن استخدام أفغانستان والقول بأنها بؤرة الإرهاب كي يشجع العالم على شن حرب جديدة وأنها ستستفيد من ذلك، إنه أمر غير مقبول، والأفغان يدركون جيدا كيف تلعب باكستان عالميا باستغلال قضيتهم".
أيضا أكد رئيس المكتب السياسي السابق لـ"طالبان"، أن المسؤولين الباكستانيين "لا يعرفون آداب الحديث على المنصات العالمية، وأنها (باكستان) لا تحترم الأعراف الدبلوماسية حين الحديث عن شؤون دولة مجاورة".
كما حذر من فتح صفحة جديدة من العداء مع أفغانستان، مؤكدا أن بلاده تتعاون مع جميع الدول من أجل إحلال الأمن والسلام في المنطقة، وأنها لا تسمح لأي جهة أن تستخدم أراضيها ضد أي دولة، "ولكن إذا استمرت الازدواجية في تعامل باكستان حينها لن تصمت أفغانستان، والقوات المسلحة لطالبان على أهبة كاملة لردع أي عدو وهزيمته".
وفي ما يتعلق بعلاقات طالبان مع الولايات المتحدة الأميركية قال ستانكزاي إن واشنطن "لم تفِ بما تعهدت به في اتفاق الدوحة، إنها تعهدت أن تعترف بحكومة طالبان، وأن لا تتدخل في شؤون أفغانستان ولكنها لم تفعل ذلك".
وحول الوضع الداخلي شدد ستانكزاي على العمل من أجل تحسن الوضع المعيشي وفتح أبواب المدارس في وجه البنات، مشددا على أن التعليم حق للذكور والإناث معا، معربا عن أمله في فتح مدارس للإناث قريبا.
يذكر أن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قال، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ23 من الشهر الجاري إن "جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة وحركة طالبان الباكستانية وحركة أوزبكستان الإسلامية وجماعة تركستان الشرقية لا تزال نشطة في أفغانستان، وهو ما يثير قلق بلاده والعالم".
وأثارت تصريحات شريف غضب حكومة طالبان وأطياف الشعب الأفغاني، إذ دان ذلك عدد من المسؤولين في الحركة منهم وزير الخارجية أمير متقي.
وقال متقي في الـ24 من الشهر الجاري، في مؤتمر صحافي في كابول إن "بعض الجهات المغرضة تسعى لأن تظهر للعالم أن أفغانستان ما تزال بؤرة الجماعات المسلحة وفيها مخابئ للجماعات الإرهابية"، مشددا على أنّ تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة. كما أكد متقي أن حكومة طالبان تعهدت، من خلال اتفاق الدوحة، الموقع في 29 فبراير/ شباط 2020، أن لا تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، وهي لن تسمح لأي جماعة مسلحة بأن تنشط في أفغانستان.