قيس سعيّد يكثّف حراكه الميداني والشعبي: حملة انتخابية مبكرة في تونس؟

قيس سعيّد يكثّف حراكه الميداني والشعبي: حملة انتخابية مبكرة في تونس؟

16 يناير 2024
كثّف سعيّد زياراته للمناطق الشعبية والقرى المهمَّشة والفقيرة (فيسبوك) 
+ الخط -

كثّف الرئيس التونسي قيس سعيّد من نشاطه الميداني وزياراته للمناطق الشعبية والمهمشة، في خطوة وصفها معارضون ومحللون بأنها حملة انتخابية رئاسية مبكرة، ومحاولات لامتصاص الانصراف الشعبي عن الشأن العام.

ولاحظ المتابعون حركية غير مألوفة في النشاط الرئاسي من خلال تواتر تنقلات الرئيس سعيّد وزياراته لعدد من المحافظات الداخلية والمناطق الشعبية والقرى المهمشة والفقيرة. 

وزار سعيّد، أول من أمس الأحد، محافظتي القيروان وسليانة، وهما من المحافظات المصنفة الأكثر فقراً وبطالة، حيث التقى أهالي مناطق الوسلاتية والعلا. وزار قبلها سكان حيّ التضامن وحيّ الانطلاقة ودوار هيشر وحيّ 18 جانفي التابعة لمحافظة أريانة، وهي جزء من زيارات فجائية نقلتها الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية، علاوة على زيارات متواترة للمؤسسات الحكومية والمصانع والوزارات التي تعيش صعوبات وإشكاليات.

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد صرّح سابقاً بأنّ الانتخابات الرئاسية في تونس ستُجرى في خريف 2024، وفقاً لما ينصّ عليه القانون، باعتبارها انتخابات دورية (كلّ 5 سنوات).

واعتبر المحلل السياسي محمد ضيف الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "سعيّد بدأ حملة انتخابية رئاسية، باعتبار أنّ هذه سنة سيكون إجراء الانتخابات مع نهاية المدة الرئاسية، حتى وإن لن يصرّح بذلك"، لافتاً إلى أنّ "كثافة النشاطات والزيارات ونوعيتها تؤشر لدعاية انتخابية مبكرة".

وأكد ضيف الله أن "الرئيس يبحث عن إنعاش شعبيته، خصوصاً بعد نتائج الانتخابات المحلية أخيراً، التي بلغت نسب الإقبال فيها 11 في المائة، وهي نسب ضعيفة تبين أن لا شعبية للسلطة القائمة، وهي ليست الأولى التي تدلّل على تردي وتضاؤل شعبية هذا النظام، إذ لم تتجاوز نسب المشاركة في المحطات الانتخابية السابقة في أفضل الأحوال 12 في المائة، وبالتالي فإنّ 90 في المائة من التونسيين غير منخرطين في هذه المنظومة الجديدة".

وشدد المحلل السياسي على أنّ "هذا من شأنه إن تواصل وانعكس على انتخابات الرئاسة المقبلة في نهاية السنة، أن ينزع كل شرعية ومشروعية كما يقال، فهذه الزيارات محاولة لرأب الصدع بين السلطة والشعب، تحضيراً للانتخابات القادمة". وأشار إلى "الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في ما يتعلق بتوفير المواد الأساسية والبطالة... وبذلك، تتدخل السلطة لمحاولة إنقاذ الصورة، فهي محاولات لحقن مسكنات لإلهاء الشعب والمتابعين لعلها تفعل ما لم تستطع الحكومة القيام به فعلياً لإنقاذ الوضع".

وبدوره، اعتبر القيادي في جبهة الخلاص، المتحدث باسم "حراك تونس الإرادة" عمر السيفاوي، في تعليق لـ"العربي الجديد"، أن "رئيس السلطة القائمة، مستغلاً إمكانات الدولة وأجهزتها ووسائلها، يقوم بحملة انتخابية مبكرة منفرداً دون أي منافسين، معتمداً على خطاب غير واقعي بعيد عن الحلول الحقيقية لإنقاذ البلاد والوضع الاقتصادي والاجتماعي".

وتابع: "بعد 4 سنوات من الحكم، منها أكثر من سنتين ونصف منذ التفرد بكل السلطات في 25 يوليو (تموز 2021)، لم يرَ التونسيون إنجازات تحققت، بل إن كل المؤشرات والمكاسب في تراجع. في مقابل ذلك، يحاول دائماً (سعيّد) تحميل المسؤولية لمنافسيه عبر شماعة الأطراف التي تعطل التنمية والإنجاز والإصلاح".

وعلّق القيادي في حزب النهضة، وزير الخارجية الأسبق، رفيق عبد السلام، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، قائلاً: "الوصفة السحرية للحملة الانتخابية عند قيس سعيّد: كل منافس معلن أو محتمل توجه له تهمة التآمر على أمن الدولة وغسل أموال أو كليهما، وعلى الجهة المقابلة حملة انتخابية مفتوحة عمادها: محاكمات على الهواء يتحول بموجبها رئيس السلطة التنفيذية إلى قاضٍ وحكم أمام الكاميرا، ولا يسمع للمتهم صوتاً للدفاع عن نفسه أصلاً، زيارات فجائية في ظاهرها ومرتبة في باطنها للجهات والأحياء وشرب الكابوسان (قهوة) في المقاهي والإكثار من الحديث عن مقاومة الفساد، مع بيع الوهم بأن الأمور ستتحسن وهي سائرة نحو مزيد الغرق. والنتيجة الشعب فايق (مستيقظ) لكنّ بعض المغفلين والمخدوعين يغنون ويرقصون طرباً".

في مقابل ذلك، يرى أنصار سعيّد أنّ "الرئيس الإنسان قبل أن يكون مسؤولاً، وهو الأقرب للمواطن ولهمومه من بين من تداولوا على الحكم"، فيما أشار إلى أنّ "محاولات الإصلاح ما زالت تعرقلها أطراف نافذة داخل الإدارات الحكومية ومن موالين للأحزاب التي حكمت خلال العشرية الماضية".

المساهمون