دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الاثنين، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، وجميع أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا لزيارة تونس في أقرب وقت ممكن.
وتأتي دعوة سعيد بعد اتصاله الهاتفي اليوم مع محمد المنفي، حيث "عبّر عن عميق ارتياحه لنجاح الانتخابات الليبية التي تعتبر حدثاً تاريخياً هاماً خاصة، وأنها نابعة من إرادة الليبيين أنفسهم"، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وأكّد الرئيس التونسي حرصه على أن تظل العلاقات بين تونس وليبيا علاقات بين شعب واحد تجمع بين أفراده روابط متميزة عبر التاريخ.
وذكّر رئيس الجمهورية، في هذا السياق، بأن الحلّ الدائم للأزمة في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا ليبياً ليبياً، وهو الموقف الذي كان قد عبّر عنه في العديد من المناسبات، وخاصة خلال احتضان تونس لملتقى الحوار السياسي الليبي الأول في شهر نوفمبر 2020.
من جهته، توجه محمد المنفي بالشكر إلى سعيد، معبِّراً عن ذات التطلعات لفتح آفاق جديدة للعلاقات بين تونس وليبيا، وأشاد بالمواقف الثابتة التي عبّر عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد، وخاصة تأكيده ضرورة أن تكون السلطة في ليبيا نابعة من الإرادة الحرة للشعب الليبي.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية السابق والدبلوماسي أحمد ونيس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن العلاقات السياسية بين تونس وليبيا "دائماً حيّة، وحتى عند الأزمة ومع الفرقاء اختارت تونس أن تحافظ على علاقات طيبة مع الجميع، رغم محاولة بعض المليشيات السيطرة على الحدود، ولكن تونس لم تقطع يوماً علاقاتها مع ليبيا، وحافظت عليها، وهو أصعب ما قد يكون في بلد يخوض حرباً".
وأوضح ونيس أن المستجدات الحاصلة في ليبيا بيّنت سلامة الخيارات السياسية التي اتبعتها تونس، وهي عدم تفضيل شق على آخر، وأن يجري التحاور بين الفرقاء للوصول إلى حلول ليبية ليبية، مبيناً أن اجتماع تونس في شهر نوفمبر مهد الأرضية لليبيين ونجح في تحقيق جزء هام من الأهداف الموضوعة، ومنها تحديد تاريخ للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكان مطلوباً تعيين سلطة تنفيذية ومجلس رئاسي، وهو ما حُقِّق أخيراً، ولو بقليل من التأخير.
وبين أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي في مفتتح الحوار الليبي بتونس كان هاماً، واعتمده الفرقاء ونجح الليبيون في تجسيد نقاطه على أرض الواقع.
وحول إحياء المعاملات والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أشار الوزير السابق إلى أن هذا لن يحصل إلا بعد تشكيل الحكومة الليبية، مؤكداً أنه في صورة تسلم المجلس الرئاسي الليبي لمهامه وقبول المليشيات والسلطة العسكرية العمل تحت لواء الحكومة الجديدة، فإنه ساعتها يمكن الحديث عن نجاح الحكومة الليبية في توحيد الصف الليبي، وانتهاء الحرب الأهلية في ليبيا.