رجّح ناطق رسمي باسم "جيش العزة"، أحد فصائل المعارضة السورية المنضوية ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، الفاعلة في إدلب ومحيطها، أن تشهد منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) شمال غرب سورية، تصعيداً روسياً كبيراً خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك قبل انطلاق القمة "الروسية - الأميركية"، المقرر عقدها في السادس عشر من يونيو/حزيران القادم.
وأوضح الناطق الرسمي العقيد مصطفى بكور، لـ "العربي الجديد"، أن التصعيد العسكري الروسي لم يتوقف على الشمال السوري المحرر، وتجلى ذلك بأشكال مختلفة، سواء بالقصف الجوي والمدفعي الصاروخي أو محاولات التسلل على مختلف المحاور التي تصدت لها الفصائل المرابطة على الجبهات.
ولا يستبعد بكور أن يقوم الروس والنظام بتصعيد جديد في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، في ظل "شعور النظام بالنشوة بعد تمرير مسرحية الانتخابات الرئاسية"، معتقداً أن يتم اللجوء إلى القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على مختلف المحاور، في محاولة لإيصال رسالة إلى حاضنة النظام الشعبية، أن الانتصار السياسي في الانتخابات يجب أن يقترن بانتصار عسكري من خلال بعض عمليات القصف.
ونوه العقيد إلى أنه يمكن للروس استثمار عمليات القصف المتوقعة لإرسال رسائل إلى الدول التي رفضت نتيجة الانتخابات، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، قبل "القمة الروسية - الأميركية" المقرر عقدها في منتصف يونيو/حزيران القادم.
وأضاف الناطق الرسمي: "روسيا والنظام وإيران عيونهم على ما تبقى من المنطقة المحررة، لأنها تعتبر انتصارها في سورية ناقصاً، وكذلك تعتبر الشمال السوري المحرر بؤرة لإعادة إحياء الثورة السورية". ويرى أن روسيا "تسعى لاحتلال ما تبقى من المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة بكافة السبل عندما تتوفر الظروف لذلك".
وحول مؤشرات العملية العسكرية، لفت بكور إلى أن القصف الجوي والمدفعي والصاروخي لا يحتاج لحشود ولا تجهيزات، مؤكداً أن لديهم الوسائط لتنفيذ العدوان في أي وقت، مرجحًا عدم التحرك على الأرض في الوقت الحالي، لأن الأمر يحتاج إلى جولة جديدة من مسار أستانة، بحسب قوله.
ويرى بكور أن الوضع في إدلب لن يتغير في المستقبل القريب، وأن مسرحية الانتخابات الرئاسية لن تؤثر على الوضع بشكل عام، معتبراً أن الأمر ليس بيد الأسد ولا نظامه، وإنما يخضع للتفاهمات التركية الروسية والمواقف الدولية.
كما لفت إلى رفض الغرب والمجتمع الدولي الانتخابات، واعتبروها غير شرعية ولا تتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، وتؤثر سلباً على الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي في سورية.
وتواصل قوات النظام السوري والمليشيات المنضوية تحت رعاية حليفيها الروسي والإيراني، خروقاتها اليومية المستمرة، مستهدفة جميع القرى والبلدات الواقعة على مقربة من خطوط التماس مع قوات النظام في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، بالتزامن مع شن غارات جوية روسية تستهدف مناطق متفرقة من شمال محافظة إدلب بين الحين والآخر، ولا سيما الأخيرة التي استهدفت معبر باب الهوى الإنساني ومخيمات النازحين المجاورة له، في الـ 21 من مارس/آذار الماضي، بالإضافة إلى الاستهدافات المتعمدة للمزارعين مع بدء مواسم الحصاد في ريفي إدلب الجنوبي والغربي، ومنطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة، القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام.