وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، اليوم السبت، إلى محافظة دير الزور، شرقي البلاد، للبدء بحملة عسكرية واسعة ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك بالتزامن مع إجراء القوات الروسية مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بمشاركة طائرات حربية في المحافظة.
وقال الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ تجهيزات عسكرية كبيرة لمليشيا "الدفاع الوطني" وصلت من مدينة محردة بريف حماة، وسط البلاد، للبدء بحملة جديدة ضد تنظيم "داعش" في البادية الشاميّة.
وأضاف أنّ التعزيزات ضمت مئات العناصر بالإضافة إلى مجموعات من الفرقة الهندسية لإزالة الألغام، كما وصلت مجموعات من "الفيلق الخامس" المدعوم روسيّاً للمشاركة في الحملة، بحسب البوكمالي.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أفاد، أمس الجمعة، بأنّ المقاتلات الروسية نفذت نحو 70 ضربة جوية طاولت مواقع يتوارى فيها مقاتلو تنظيم "داعش" ويتحصّنون بها في البادية السورية، بدءاً من بادية السخنة في ريف حمص الشرقي مروراً بمثلث "حماة - حلب - الرقة" ووصولاً إلى بادية دير الزور، مشيراً إلى أنها أعلى حصيلة للضربات الروسية على البادية السورية، منذ مطلع فبراير/شباط الجاري.
في أعلى حصيلة منذ مطلع شباط الجاري.. مقاتلات روسية قصفت مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" بأكثر من 70 ضربة جوية في #البادية السورية#المرصد_السوريhttps://t.co/pZaKODkTQt
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) February 18, 2022
مناورات روسية بالذخيرة الحية
من جانب آخر، قال الناشط الإعلامي في دير الزور صياح أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات الروسية في سورية بدأت مناورات عسكرية بمشاركة طائرات حربية وتخللها إنشاء خنادق بمواقع مواجهة مفترضة مع قوات التحالف و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في دير الزور.
وأضاف أنّ المناورات أجريت في شمال نهر الفرات بالذخيرة الحية بمشاركة سلاح المدفعية والطيران في القرى التي تسيطر عليها قوات النظام شرقي مدينة دير الزور، وتستخدمها كقاعدة متقدمة في المنطقة.
كما أشار إلى أنّ عناصر القوات الروسية بدأوا بحفر خنادق على طول المسافة الفاصلة بينهم وبين مكان وجود قوات التحالف و"قسد" في قرية خشام، شمال شرقي دير الزور.
وتتزامن هذه المناورات مع تدريبات تجريها القوات الروسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، غربي سورية، تخللها استخدام صواريخ "كينجال" فرط صوتية لأول مرة في سورية.
وقالت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، السبت، إن طيارين روس اختبروا صواريخ "كينجال"، حيث حلقت طائرات من طراز "ميغ-كا31" مزودة بتلك الصواريخ فوق البحر الأبيض المتوسط لأول مرة.
وأضافت أن طائرات متوسطة المدى مضادة للغواصات من طراز "Il-38" ومجموعة تغطية من مقاتلات "سو-35" و"سو-30 إس إم" حلقت أيضا في أجواء البحر الأبيض المتوسط.
رسائل روسية قبالة الساحل السوري
والثلاثاء الفائت، أطلقت وزارة الدفاع الروسية مناورات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية بمشاركة طائرات وسفن حربية، تزامناً مع زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى سورية.
وحول الرسائل الروسية من هذه المناورات قبالة السواحل السورية ونقل الأسلحة المتطورة إلى سورية، قال المحلل السياسي درويش خليفة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "بشكل واضح تحاول موسكو من خلال استخدام قاعدة حميميم وقواعدها على شواطئ المتوسط أن توصل رسالة لدول حلف شمال الأطلسي، وخاصة القريبة من سورية، مثل قبرص وتركيا واليونان، بأنها تستطيع أن تقوم بعمليات مفتوحة في ما لو تم التضييق عليها ومحاصرتها في الجزء الشرقي من أوروبا".
وأضاف: "من ناحية أخرى، تستعرض موسكو قوتها البحرية وغواصاتها النووية في المتوسط. ومما لا شك فيه أن ضعف الإدارة الأميركية الحالية ساهم في تنمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دول أعضاء حلف الأطلسي سواء في أوروبا أو شرق المتوسط".
كما توقع أنه في حال غزو روسيا لأوكرانيا وسير نتائج المعركة لصالح الكرملين، "سيمارس بوتين المزيد من التنمر ولن يتوقف الأمر عند أوكرانيا، بل سيطالب بالمزيد وصولا لإخضاع الدول المحيطة به لصالح سياسته التوسعية بعدما حجز مقعدا له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انطلاقا من سورية".